"كتبها منذ 26 عاما".. منى الشاذلي تبكي وهي تقرأ وصية محمد حسنين هيكل
قرأت منى الشاذلي لأول مرة نص خطاب وصية محمد حسنين هيكل
تصدرت الإعلامية منى الشاذلي محركات البحث بعد أن بكت وهي تقرأ لأول مرة نص وصية الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل والتي كتبها منذ 26 عاما.
وأوضحت هدايت تيمور أرملة الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، في لقائها مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج "معكم"،: "الأستاذ ترك جواب مغلق به وصية سنة 1997 كتبها ووضعها في ظرف وقفلها، وكتب هدايت وقال لي أوعى تفتحيها إلا بعد وفاتي".
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وتعجبت منى الشاذلي من قدرتها على تحمل سنوات طويلة بدون فتح الخطاب: "كان عندي فضول أفتح الجواب بس ما دام وعدتي إني مش هفتحه لازم أوفي بوعدي، وعلشان أفتحه كان لازم أستأذنه الأول، وهو قال لي خدي الجواب المهم دا وشيليه وما تفتحهوش إلا بعد رحيلي".
وأضافت: "هو في يوم كان تعبان في الأواخر قال لي هدايت أنت قرأتي الوصية قلت له لأ طبعا فقال لي طيب هي فين قلت له عندي جيبتها له ففتحها وزود عليها حاجة، وأنا علشان خاطر المئوية أولادي قالوا لازم ننشرها في يوم من الأيام لأنها قطعة أدبية من الدرجة الأولى".
وصية محمد حسنين هيكل
قرأت أرملة محمد حسنين هيكل الخطاب وقالت: "هدايت لا أعرف هل أقول لك صباح الخير يا حبيبتي أو مساء الخير يا عمري، فأنت حين تطالعين هذه السطور أكون أنا طالعا على بداية ذلك الجسر الواصل من هذه العالم إلى ما ورائه".
وتابعت: "كنت دائما أردد بيتا من الشعر عندما يرحل واحد من أحبابنا أو أصدقائنا ولست أذكر الآن ناظم هذا البيت من الشعر لكنك بالتأكيد تذكرين إيقاعه لأن ترديدي له تكرر كثيرًا خصوصًا في السنوات الأخيرة هذا البيت من الشعر يقول للراحل عليك سلام الله إنك إن تكن عبرت إلى الأخرى فنحن على الجسر".
منى الشاذلي تقرأ الوصية
وتابعت الإعلامية منى الشاذلي قراءة خطاب محمد حسنين هيكل وقالت: "والآن فقد جاء دوري للرحيل طالعًا إلى الجسر ماشيًا عليه إلى هناك واليوم هو الخميس 25 سبتمبر 1997 وأنتِ الآن وقت كتابة هذه السطور على طائرة تحملك إلى لندن وبيننا موعد الحق بك هناك يوم الخميس القادم الأول من أكتوبر سنة 1997 وأنا الآن وحدي في برقاش وقد دخلت إلى غرفة المكتب التي تعرفين كم أرتاح إليها وأشعر بالسكينة في جوها مع الكتب والصور والأوراق والأفلام والمدفأة وكومة الخشب في انتظار الشتاء إلى جوارها".
وأضافت: "وقد دخلت من الشرفة إلى غرفة المكتب وأدرت جهاز الموسيقى دون أن أعرف أي نغم فيه من الأسبوع الماضي حيث كنا معا هنا واكتشفت أنه كونشيرتو البيانو الأول لبيتهوفن وتركته يجري ويملأ فضاء الغرفة كما يشاء عندما كنت واقفًا على الشرفة قبل دخولي المكتب تنبهت مرة أخرى إلى أنني في برقاش وحدي ومن غيرك فأنت هذه اللحظة الغالبة في الأجواء".
وتابعت منى الشاذلي القراءة: "أنت تعرفين حبي لك وإعجابي بك واحترامي تعرفين أيضًا أشواقي إليك قائمة ودائمة مشدودة إليك باستمرار لكنني في هذه الحالة حالة النوم العميق لا أريد لأشواقي أن تناديك وإنما أريدك أن تتأخري عني لأول مرة قدر ما تستطعين وتسمح به المقادير ولكنني أدعو الله أن تطول أشواقي إليك أريدك أن تعيشي حياتك بعدي وأنت تسعدي فتلك إذا علمت إضافة إلى عمري ولتكن حياتك آمنة راضية ومطمئنة بمقدار ما أردت وعملت علي ان تكون كذلك من غيري".
واستمرت "منى" في القراءة: "أريدك سعيدة دائما عزيزة دائما غالية دائما خذي وقتك إذن ثم وعلي مهلك تعالي إلى جانبي، هدايت لقد عشت حياة اعتقد أنها كانت خصبة ونافعة نشيطة ومتتدافعة وفوارة تذكرني دائما ولا اعرف لماذا بشلالات الماء وسط الصخور من أعلى المرتفعات وأنا فخور بكل لحظة في حياتي بما في ذلك بل أول ذلك تلك اللحظات الصعبة التي مارست فيها الإختيار واستعدادي لتكاليفه وقبولي لمخاطره".
وتابعت: "وأنا راض بما أديت من دور في خدمة المهنة والوطن وفي خدمة العائلة، ثم إنني سعيد أن الظروف أتاحت وأن أعيش سنوات الإشراق في المشروع القومي العربي الذي قاده ذلك الصديق الحبيب والأثير جمال عبد الناصر، وتلك فصول من قصة بدأت قبل ان تظهري في أفقي لكن مجيئك كان لحظة فارقة في حياتي وقد عشناها معا سنينا طويلة تجربة عريضة تبحث عن الحق والخير والجمال في هذا الكون بطوله وعرضه".
وقال الكاتب الكبير في خطابه: "ان الدنيا يا حبيبتي كانت كريمة معي وقد أعطتني أكثر مما حلمت به وربما أكثر مما استحقه وكان أكرم ما أعطته الدنيا أنت، وعندما أذهب للنوم العميق الآن بعد حياة طويلة فإن الزمن الذي عشته يقظا كان جميلا في كل أحواله وأشكاله وأشهد أمامك وأمام الكل ان الدنيا والزمن لم يتركا لي سببا كي انظر الآن ورائي في أسى أو في ندم أو في غضب".
واختتم خطابه قائلا: "رعاك الله يا حبيبتي وراع أبنائنا الثلاثة علي وأحمد وحسن وراع زوجاتهم وراع أبنائهم جميعا محمد وهداية وتيمور ومنصور وتيمور ونادية وآخرين فيما أملهم لا اعرف ان كان مكتوب الحظ أن ألقاهم، رعاك الله يا حبيبتي ورعاهم سلمت وسلموا سعدت وسعدوا وسلام عليك وعليهم وحمدا لله كثير بلا حدود وبلا نهاية..محمد حسنين هيكل الخميس 25 سبتمبر الساعة العاشرة وأربعين دقيقة وحتى الثانية عشرة وست دقائق".
وبكت الإعلامية منى الشاذلي من شدة إعجابها بالخطاب وتسألت كيف كان يفكر الأستاذ محمد حسنين هيكل الذي كتب لزوجته خطاباً لم يكن يعلم متى ستقرأه.