قصي حاتم العراقي لليالينا: أنا مدريدي حتى النخاع ومعجب بميسي
منذ طفولته، عشق الفن والموسيقى، ونشأ في بيئة فنية إذ ترعرع على يد أباه الفنان حاتم العراقي، أنه المغني الشاب قصي حاتم العراقي، الذي لم يتجاوز عمره 18 عاماً، لكن موهبته وفخامة صوته واحساسه اجتمعت ليلمع نجمه، حين نال لقب (نجوم الخليج) سابقاً، ومؤخراً تأهل للمرحلة النهائية من برنامج (أحلى صوت)، وغنى مع أكبر عمالقة الفن على مسرح واحد. ليالينا، التقت بالفنان قصي حاتم، وأجرت معه الحوار التالي، لتغوض في أعماق هذا الفنان الشاب، من الألف الى الياء.
هل كان لوالدك الفنان حاتم العراقي دور في دخولك بعالم الفن؟
أكيد وجدت من والدي كل الدعم، وكان يشجعني على الغناء ويعلمني طريقة الأداء الصحيحة منذ صغري. ويسعى والدي لأن يجنبني ما مر به من ظروف صعبة جداً في صغره بالعراق، والتي تمكن من تجاوزها بتمسكه بحلمه وتحقيق مراده، حتى أصبح نجماً لامعاً في العراق والوطن العربي، وإرادته القوية تدفعني دوماً للاجتهاد في طموحي، غير أن أبي يسعى بأن يساعدني دوماً كي لا أعيش ما عاشه في صغره، وتكون الفرص لي مهيأة أكثر.
متى تتعامل معه كفنان، ومتى تعامله كأب؟
عندما نستمع للأغاني، وتنتاقش بالأمور الفنية، يكون بنظري هو الفنان العراقي المميز بأغانيه، أما في باقي الأحيان، فهو أبي الذي ينصحني دوماً على الدراسة والمثابرة في العمل، والذي يعلمني بأن الفنان ليس فقط صوت جميل، بل أخلاق وثقافة عامة وثقافة فنية وموسيقية.
ما هي أول أغنية غنيتها في صغرك؟
أول أغنية غنيتها في مهرجان الدوحة في قطر، في عام 2008، أمام أكثر من عشرين ألف شخص من الحضور، كانت أغنية (أشوفك وين يا مهاجر)، ولم أكن قد أكملت 13 عاماً في حينها.
صف لنا شعورك الآن، حين تشاهد أرشيف الفيديوهات التي سجلت أغنياتك في الصغر؟
أحس بمدى جرأتي في طفولتي، التي كانت تزداد بحماس الجمهور وتفاعله انذاك، وأتتبع طريقة غنائي تدريجياً كلما كبرت في السن، كي أسعى بكل جهدي أن أكون أفضل في كل مرة.
كيف توفق بين دراستك وفنك؟
الدراسة في هذه الفترة من حياتي هي الأهم، أغلب وقتي أشغله بالدراسة، ويكون الفن هو حافزي الأكبر كي انجز في دراستي، ثم أبدأ تدريباتي الغنائية وتعلم الموسيقى، اذ أنني أتعلم العزف على آلة العود بالأساس، والبيانو أيضاً.
شاركت في برنامج المواهب، نجوم الخليج، وحصلت فيه على اللقب، حدثنا عن تلك التجربة؟
كانت تجربة رائعة، واستمتعت مع اخواني المشتركين الذين بلغ عددهم 16 مشترك من مختلف دول الخليج، وكان لدي اليقين منذ البداية بأنني سأنال اللقب، وتشرفت بمعرفة الجمهور الخليجي الذي يهمني أن أتواصل معه دائماً.
كيف توجهت الى البرنامج؟
صاحب قناة النجوم، سمع أن صوتي جميل، وطلب من والدي أن أشارك ببرنامج نجوم الخليج، لكن أبي استنكر الأمر بالبداية بسبب صغر سني، لكني شاركت ونجحت به، حتى أن منظم مهرجان الدوحة الذي كان ضمن الحضور في إحدى حلقات البرنامج، أعجب بصوتي، وعن طريقه غنيت على خشبة مسرح المهرجان، برفقة أكبر نجوم الفن بالعالم العربي، مثل: محمد عبده، كاظم الساهر وغيرهم.
ترددت أخبار بالصحف، بأن قصي أبكى نانسي عجرم خلف كواليس مهرجان الدوحة، ما القصة؟
كان هذا أثناء بروفات حفل الدوحة إذ غنيت موال عراقي حزين، بحضور النجمة نانسي عجرم، وقد تأثرت جداً بالموال، وبكت، وقالت لي بأن صوتي جميل ومؤثر رغم صغر سني حينها، وبأن الموال العراقي لا يشبه أية مواويل أخرى، حتى أنها طلبت مني أن التقط معها صورة تذكارية.
هل شكل صغر عمرك عائقاً نفسياً لك في تلك التجربة؟
أبداً.. فأنا أثق بجرأتي في الغناء، وكنت منذ صغري أزعج عائلتي وأقاربي بالغناء دوماً، فالفن كبر معي يوماً بعد يوم.
لماذا اخترت الدخول في مسابقة The Voice رغم نجاحك في مسابقة نجوم الخليج؟
برنامج نجوم الخليج، تعرفت من خلاله على الجمهور الخليجي، اذ أن مشاهدته كانت محصورة بالخليج، أما برنامج (The Voice) عرّف المشارك على العالم العربي بأكمله، وعرّف العالم عليه، وهذا ما حفزني للمشاركة به.
ماذا أضاف برنامج The Voice لك، غير الجمهور العربي؟
(The Voice) كان كنزاً بالنسبة لي، فاستفدت كثيراً من خبرة أساتذة الفن، المدربين بالبرنامج، كاظم الساهر، صابر الرباعي، عاصي الحلاني وشيرين، فلم يبخل أي مدرب في تدريب أي مشترك حتى لو لم يكن من ضمن فريقه، كما أنني استفدت من زملائي المشاركين بالبرنامج، فجميعهم كانوا منافسين أقوياء ومتميزين بالأداء.
ما الحوار الذي دار بينك وبين والدك حين أخبرته عن رغبتك في المشاركة ببرنامج The Voice ؟
الحوار كان غريباً نوعاً ما، فأبي لم يكن على علم بتفاصيل البرنامج، لذلك كان متردداً بالموافقة، حتى أنه غيّر رأيه أكثر من مره، لدرجة أنني جهزت حقيبتي للسفر، وقبل ليلة اتصل بي وقال لي بأنه لا يرغب بمشاركتي، وأغلق هاتفه، وبقيت في حيرة، إلى أن اتصل به صديقنا حازم الجابر، وأقنعه بالأمر، وشاركت برضاه.
من حقك ان تختار اي مدرب ترغب بالانضمام له ولكن الكثير استغربوا عدم اختيارك ابن بلدك القيصر كاظم الساهر ؟
قبل صعودي على المسرح، كان لدى الفنان كاظم الساهر ثلاث مشتركين عراقيين، فرغبت بأن لا نكون جميع العراقيين مع القيصر، خاصة وأن المرحلة المقبلة هي مرحلة المواجهة، ولم أرغب بأن أتواجه مع زملائي العراقيين، كي تكون فرصة ربح مشترك عراقي بالبرنامج أكبر، وفضلت أن تكون المواجهة عراقية عربية، لا عراقية عراقية. ومن ناحية أخرى، كاظم الساهر تربى على الأغاني العراقية القديمة، وأنا تربيت على أغاني القيصر، وأردت خلال البرنامج أن أكتسب خبرة جديدة بنوعية جديدة، ليتوسع جمهوري الى العالم العربي عامةً، والمغرب العربي خاصةً.
كلمة توجهها لجمهور كاظم الساهر؟
سبق وإن كتبت على صفحات التواصل الإجتماعي، ولوسائل الإعلام، سبب عدم اختياري للقيصر، وأنا أفتخر بأنني ابن بلد كاظم الساهر، فالقيصر يشرف كل الفن العراقي، لأنه أدى الأغنية وأعطاها حقها، وأنا أطمح بأن أكون خليفة كاظم الساهر. وجاء التوضيح للاعتذار من جميع جمهور القيصر، وأتمنى أن أرفع اسم بلدي العراق عالياً وأشّرف كل العراقيين.
كيف كانت علاقتك بالقيصر خلال البرنامج؟
كاظم الساهر كان ينصحني دوماً، ويحرص على أن أغني باتقان، واحترم تمسكي باللون العراقي، حتى أنه في الحلقة الأخيرة قال لي بالحرف الواحد ( لدي لك مفاجآت)، وأعتقد بأن المفاجأة ستكون لحن من ألحانه الرائعة، فمفاجآته دائماً بالألحان.
لماذا اخترت الفنان صابر الرباعي تحديداً؟
صابر فنان له جمهوره في الوطن العربي، وهو فنان مهم في المغرب العربي، اخترته لكي اكتسب من خبرته الفنية، ومن جمهور المغرب العربي، وصابر فنان متواضع جداً، وكان يتعامل في أعضاء فريقه كأنهم أخوانه، ونصائحه دوماً في محلها.
حدثنا أكثر عن البرنامج من خلف الكواليس؟
كان في تعاون من جميع المتدربين، تجاه المشاركين، فكنا يومياً منذ الساعه السابعة صباحاً، نبدأ التدريب على المسرح، والهدف الذي جمعنا جميعاً أن نخرج بحلقة أسبوع مميزة بكل جوانبها.
كيف تصف لنا علاقتك بزملائك بالبرنامج؟
أثناء البرنامج كان الحب والاحترام يسود علاقتي مع الزملاء، وكنت اجتماعي مع الجميع، وبعد البرنامج، أسسنا (جروب) على برنامج Whats App يضم جميع المشتركين في البرنامج، ونتواصل يومياً، لكن علاقة الصداقة الحقيقة جمعتني أكثر مع المشترك روني الشمالي، والذي كان ضمن فريق القيصر.
هل تتعمد الغناء باللهجة العراقية كي يكون النجاح حليفك؟
نعم أتعمد الغناء باللهجة العراقية، ولم أقدم بالبرنامج سواها، لأنني أؤمن بقدرتي على أدائها باتقان، وأثق بأن تلك اللهجة متميزة في لونها، ولها جمهور واسع. ولكن هذا لا يمنع من فكرة تقديمي لألوان غنائية بلهجات متنوعة في المستقبل.
معنوياتك كانت مرتفعه منذ أول ظهور لك في البرنامج، على ماذا اعتمدت في ذلك، على اسم والدك، أم على لقب نجم الخليج؟
اعتمدت بالدرجة الأولى على ثقتي في فني وصوتي وموهبتي وأدائي، اذ انني شعرت نفسي مختلفاً عن الجميع بالموال العراقي، وبكل تأكيد اسم والدي سند لي دوماً.
كيف كان يتم اختيارك للأغاني في برنامج The Voice؟
كنت أتعاون مع الفنان صابر الرباعي، والكوتش خليل أبو عبيد المعاون للاستاذ صابر، لكنني كنت أرفض أن أغني أي شيء سوا الأغاني العراقية، واحترم الجميع قراري في ذلك.
ما أكثر أغنية غنيتها في البرنامج.. شعرت أن لها دور في نجاحك؟
عند أول طلة لي على المسرح، بموال (ذكرتك والسما مغيمة)، وأغنية (أشوفك وين يا مهاجر)، فهي تصل للقلب بسرعة، وتلامس إحساس الناس.
هل كنت تتوقع بأن تنال اللقب؟
نعم، كنت أتوقع أن أنال اللقب، وما زاد يقيني، ثقة المشاركين الذين كانوا يتوقعون أيضاً فوزي بالبرنامج، حتى أن زميلي المشترك مراد بوريكي الذي نال اللقب، كان يتوقع حصولي عليه.
صف لنا شعورك في لحظة اعلان النتائج؟
كان شعوري طبيعي جداً، وعندما حصل زميلي مراد على اللقب، صفقت وباركت له بالنجاح، مراد يمتلك صوت مميز وطريقة أداء متميزة وهو يستحق الفوز، وبمجرد وصولنا للمرحلة النهائية، فذلك نجاح لنا جميعاً، وأفتخر بأنني مثلت فريق صابر الرباعي، وهذا فوز لي.
علمنا أنك تقيم في الأردن، ما سبب اختيارك للأردن كبلد لإقامتك؟
والدي يحب الأردن كثيراً، لاسيما وأن صديقه المقرب حازم الجابر يقيم بالأردن، وحازم بمثابة والدي، فأنا أقيم معه منذ عامين، لأدرس الموسيقى وأتعلم العزف على آلة العود كألة رئيسية، وعلى البيانو كآلة ثانوية، في المعهد الوطني العالي، بالإضافة الى الدراسة الأكاديمية فأنا الآن ملتحق بالمدرسة وأستعد لخوض امتحان الثانوية العامة.
أعجبتك المقابلة لتصلك أخر مقابلات الفنانين على بريدك الإلكتروني اشترك بنشرة ليالينا الإلكترونية