قصة فضيحة خيخون التي غيرت قوانين الفيفا وكان ضحيتها منتخب عربي
مؤامرة منتخبين أوروبيين لإقصاء منتخب عربي من التأهل للدور الثاني
تبدأ اليوم المباريات الأخيرة في دور المجموعات في مونديال كأس العالم حيث سيلعب أربع منتخبات اليوم في موعدين اثنين فقط، لكن هل سألت نفسك لماذا ستُلعب مبارتين في الوقت نفسه بدلًا من موعدين مختلفين؟
وفقًا لقوانين الفيفا يلعب 32 منتخبًا في النهائيات ويتم توزيع الفرق على ثماني مجموعات وكل مجموعة تضم 4 منتخبات، ويخوض خلال هذا الدور كل منتخب 3 مباريات، وفي حال التعادل بعدد النقاط يتم اللجوء إلى فارق الأهداف.
في الجولة الأخيرة من دور المجموعات يُلعب مبارتان في الوقت نفسه بين المجموعة نفسها، بينما في المباريات الأولى كان يُلعب 4 مباريات في مواعيد مختلفة.
في الحقيقة قبل 40 عامًا كانت تقام بالفعل 4 مباريات في مواعيد مختلفة في دور المجموعات، ولكن ما حدث في مونديال 1982 أجبر الفيفا على تغيير قوانينها بعد أن تم التآمر لإخراج منتخب عربي من دور المجموعات كان يستحق التأهل.
فضيحة خيخون
في عام 1982 استضافت إسبانيا نهائيات كأس العالم 1982، وكانت وقتها النسخة رقم 12 في تاريخ المونديال، وأقيمت البطولة في الفترة ما بين 13 يونيو حتى 11 يوليو.
كان من المفترض أن تستضيف ألمانيا البطولة التي استضافتها في نسخة 1974، ولكن بالاتفاق بين الاتحادين الإسباني والألماني تم اختيار إسبانيا البطولة.
في هذه البطولة شارك منتخب عربي وهو منتخب الجزائر الذي وقع في مجموعة تضم ألمانيا الغربية والنمسا، وجاءت الخيانة من طرفي المنتخبين الأوروبيين الذين تعاونا معًا لإخراج الجزائر من دور المجموعات والتأهل معًا إلى الدور الثاني الذي يضم 16 منتخبًا.
حقق المنتخب الجزائري انتصارًا رائعًا في اللقاء الأول أمام ألمانيا الغربية بنتيجة هدفين لهدف، ولكنه خسر في الجولة الثانية أمام النمسا بهدفين دون رد، ولكنه استعاد تألقه بالفوز على تشيلي بثلاثة أهداف لهدفين.
وبهذا أصبح منتخب الخطر على بعد خطوة للتأهل للدور الثاني في البطولة كأول فريق عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز، وكان تعادل أو فوز منتخب النمسا يمنح محاربي الصحراء بطاقة التأهل، وفي حالة فوز منتخب ألمانيا بأكثر من هدفين فسيتأهل الجزائر بصحبته أيضًا.
في 25 يونيو لعبت ألمانيا الغربية ضد النمسا في مدينة خيخون الإسبانية في المباراة النهائية من الدور الأول لكأس العالم، وكانت مرشحة إلى جانب البرازيل للفوز في كأس العالم، ولكن لكي تتأهل للدور الثاني كان عليها التغلب على النمسا.
في مباراة ألمانيا الغربية والنمسا بدأت معالم المؤامرة تظهر، حيث اتفق الفريقان على الصعود معًا إلى الدور الثاني بتنفيذ سيناريو رخيص، ألا وهو فوز ألمانيا بهدف دون رد مما يمنحهم التفوق على الجزائر بفارق الأهداف.
وبالفعل أحرزت ألمانيا هدفها الوحيد في الدقيقة العاشرة في المباراة سجلها اللاعب هورست هروبيتش، وفي باقي المباراة اكتفى الفريقان بتمرير الكرة حتى انتهاء المباراة بلا هجوم أو دفاع، وهو ما عرضهما لانتقادات عنيفة من وسائل الإعلام.
في هذه المباراة أطلقت الجماهير صافرات الاستهجان وهتفت باسم الجزائر، كما أشار الجمهور بالمال ملمحين إلى أن اللاعبين باعوا أنفسهم، حتى إن معلق التلفزيون النمساوي نصح المتفرجين بغلق التلفاز ووصف ما حدث بالفضيحة، وأصبح هذا الحادث يُعرف باسم "فضيحة خيخون".
رغم تعاون المنتخبين للتأهل للدور الثاني، ولكنهما تلقيا خسارة فادحة بعدها، حيث تم إقصاء النمسا في الدور التالي، وخسرت ألمانيا الغربية أمام إيطاليا بثلاثة أهداف لهدف في النهائي.
الاعتراف بالمؤامرة
على الرغم من نفي الفريقين أنهما اتفقا قبل المباراة، ولكن بعد أكثر من 30 عامًا كشف اللاعب الألماني ماير أنهم بالفعل تورطوا في مؤامرة منافية للأخلاق، وأشار إلى أن اعترافه من أجل "إراحة الضمير" على حد قوله.
الفيفا تغير قوانينها
بعد هذه الفضيحة قامت الفيفا بتغيير قوانينها بشكل فوري لتهدئة غضب الجماهير، ولمنع حدوث مثل هذه المؤامرة مرة أخرى، حيث أعلنت الهيئة الإدارية للرياضة أن المبارتين الأخيرتين من دور المجموعات يجب أن تقاما في وقت واحد تلافيًا لتكرار نفس السيناريو مستقبلًا.
الجيل الذهبي لمنتخب الجزائر
في هذه الفترة كان المنتخب الجزائري يتكون آنذاك من لاعبين من الجيل الذهبي، ومنهم مهدي سرباح، والأخضر بلومي، ورابح ماجر.
وفي هذه النسخة من المونديال حقق المنتخب الجزائري نتيجة مميزة وفجر مفاجأة كبرى بهزيمته منتخب ألمانيا الغربية بهدفين لهدف الذي أبى أن يتقبل هذه الهزيمة وسعى إلى إخراج منتخب يستحق التأهل.
سجل الهدف الأول في شباك ألمانيا العربية اللاعب رابح ماجر، وأدركت بعدها ألمانيا التعادل عن طريق هدف سجله رومينيغيه، ولتتقدم الجزائر مجددًا بهدف سجله الأخضر بلومي وتنتهي المباراة بفوز الجزائر فوزًا تاريخيًا.