قصة دخول القهوة إلى مصر.. من مشروب محرم إلى عادة شعبية

  • تاريخ النشر: الجمعة، 01 أكتوبر 2021 | آخر تحديث: الثلاثاء، 01 أكتوبر 2024
مقالات ذات صلة
ملك الأردن يُحذر شعبه من الدخول إلى المجهول
محرم فؤاد
محمد علي كلاي وقصة دخوله في الإسلام

يحتفل العالم باليوم العالمي للقهوة، في الأول من أكتوبر من كل عام، في مناسبة بدأت عام 2015 بشكل رسمي، على هامش فعاليات معرض إكسبو في ميلان الإيطالية، بحسب المنظمة العالمية للبن.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

القهوة هي المشروب الأكثر شعبية في العالم، والذي يتنافس محبوه حول العالم في تحضيره بأشكال وطرق مختلفة، تتأثر بطبيعة البيئة والعادات والتقاليد والذوق الشخصي.

ويرجع اكتشاف القهوة إلى أكثر من قصة أسطورية، قد لا تكون واقعية، فمنها ما حدث في القرن الـ19، وتحكي عن رجل إثيوبي يدعى خالدي خرج بقطيع من الماعز للمراعي، وعندها لاحظ نشاط القطيع وتصرفاتهم الغريبة بعد تناولهم لنبات وحبوب القهوة، وقصة أخرى تحكي اكتشاف نبات القهوة عن طريق الشيخ عمر، الذي نُفي لمنطقة غريبة بعد أن كان يعالج مرضاه من خلال الدعاء، وعندما شعر بالجوع، التقط أحد الثمار من بين الشجيرات التي بجواره، فأحس بطعمها الطيب، وشوى بذورها، لكنه صُدم عندما رآها اكتسبت الصلابة، فما كان منه إلاّ أن غلاها لعلّها تكتسب بعض الطراوة، ففوجئ بسائل ذو لون بنّي وله رائحة لذيذة، وأعجبته عندما تذوقها فشربها، ولاحظ أنها أكسبته النشاط لأيام عديدة.

قصة دخول القهوة إلى مصر

كانت اليمن هي أول الدول التي زرعت حبوب القهوة، وصدّرتها إلى مختلف أنحاء العالم.

ظهرت القهوة بمصر في القرن السادس عشر ميلادي، حين لاحظ طلبة الأزهر المصريون أن زملائهم المغتربين من اليمن يتناولون مشروبا في أثناء الليل للمذاكرة، وبدأوا في تذوقها واعتمدوا عليها في المذاكرة، عوناً لهم على السهر، وبدأ الأمر ينتشر في مصر شيئا فشيئا حتى وصلت إلى البيوت والمقاهي. وكانت القهوة تدخل مصر من بلاد اليمن عن طريق البحر إلى السويس ثم إلى القاهرة.

وانقسم المجتمع المصري حولها حينذاك بين مؤيد ومعارض، ولم يتقبلها إلا بعد جدال عنيف بين العلماء.

وفقاً لمجلة التحرير عام 1953، فقد شنّ أحد فقهاء المذهب الشافعي حملة عنيفة ضدها، بعد أن طرح عليه أحد السائلين سؤالاً بشأن جواز شربها.

وفي أوائل القرن الثامن عشر، أفتى الشيخ علي أحمد السنباطي بتحريم شرب القهوة باعتبارها مادة مُسكرة ومُخدرة للعقل، مما أثار جدلاً كبيراً وردود أفعال عنيفة بين المؤيدين والمعارضين للفتوى، وقام رئيس الشرطة بمداهمة مستهلكي القهوة وحبس بعضهم، كما هاجم الأهالي بعض المقاهي وحطموها واعتدوا على روادها، وأغلقوا أماكن تقديمها وكسروا أوانيها، ومنعوا استعمالها أو الجهر بشربها.

ثم حاول تجار البن ومنتجي القهوة، إثناء الشيخ السنباطي عن فتواه، بينما استمر مؤيدوه في إيذاء كل من يشربها، حتى قُتل أحد تجار البن على أيديهم. ليهرب بعد ذلك الشيخ السنباطي إلى أحد المساجد مع مؤيديه، ويقوم تجار البن بمحاصرتهم في المسجد، واعتصموا، وشربوا القهوة دون سكر على روح القتيل، نكاية في الشيخ علي أحمد السنباطي وفتواه، ومن هنا جاءت عادة تقديم القهوة السادة في العزاء.

واستمر اضطراب الوضع في مصر، حتى أفتى القاضي الحنفي محيي الدين بن إلياس فتوى بجواز شرب القهوة. وبذلك أصبح هناك فتوتان متناقضان، واحدة بتحريم شرب القهوة والأخرى بجواز شربها.

ظل الوضع على ما هو عليه، حتى فرضت القهوة نفسها كمشروب يساعد على النشاط والسهر، بعد أن تشكلت لجنة من المتخصصين لبيان فوائدها، وأصبح البن يأتي علانية من اليمن إلى مصر، وأطلقوا على محلات بيعها "خان البن".

وانتشرت الأماكن التي تقدمها فى أنحاء القاهرة، وأطلق عليها اسم المقاهى، والتي كانت حينذاك، تقدم  المشروبات الأخرى مثل الحلبة والكركديه والقرفة والزنجبيل.

وفى بداية القرن التاسع عشر كانت القهوة تقدم فى "بكرج" موضوع على جمر فى وعاء من الفضة أو النحاس يسمى "عازقى" ويعلق هذا الوعاء فى ثلاثة سلاسل ويقدم الخادم القهوة ممسكًا أسفل الطرف بين الإبهام والسبابة، وعندما يتناول الفنجان والطرف يستعمل كلتا يديه واضعًا شمالة تحت يمينه، وتستعمل مجمرة تسمى "منقدًا" من النحاس المبيض بالقصدير وكانت القهوة يضاف إليها أحيانًا الحبهان.       

أما الأغنياء فكانوا يضيفون إليها العنبر، والآن أصبحت القهوة تقدم فى كنكة من نحاس ثم تصب فى فناجين خزفية صغيرة.