تاريخ اختراع التكييف وكيف تطورت طرق تبريد الهواء عبر العصور
بعد هذا الاختراع، لم يعد الإنسان مجبراً على التأقلم مع طقس الكوكب مجدداً، فمرحباً بالشتاء في وسط الصيف.. تعرفوا معنا في هذا الموضوع على قصة اختراع أول مكيف هواء بالعالم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تطور طرق تبريد الهواء عبر العصور
تعود بدايات معرفة العالم لأجهزة المكيفات إلى عصر روما القديمة، حيث بدأت محاولات تبريد المياه من خلال تدويرها عبر الجدران بين المنازل.
وفي القرن الثاني الميلادي، اخترع الصيني دينغ هوان مروحة دوارة لتكييف الهواء، وكانت بسبع عجلات، وتجاوز قطرها الـ 3 أمتار، وكانت تُدار يدوياً.
ومع بعض التطوّر، ظهرت تقنيات مشابهة في العصور الوسطى في إيران، حيث تم تصنيع خزانات المياه وأبراج الرياح، التي وُضعت حول بيوت الأغنياء لتبريد المباني في فترات المواسم الحارة، وكانت عبارة عن أحواض كبيرة مفتوحة في وسط أفنية البيوت.
أول تكييف هواء يعمل بالكهرباء
وظلت تلك الطرق هى السائدة، إلى أن تطورت الأفكار وظهرت طرق تبريد الهواء الحديثة، بفضل التقدم التكنولوجي المتلاحق.
فتم اختراع أول تكييف هواء يعمل بالكهرباء في عام 1902 م على يد المخترع ويليس كارير.
تاريخ تطور مكيف الهواء
وبدأت أول تجربة لاختراع المكيف الهوائي مع كل من بنجامين فرانكلين ومُعلمه جون هادلي، وكان ذلك في عام 1758 م، حيث اكتشفا أن بعض المواد المتطايرة مثل الكحول تُخفض من درجة حرارة الأشياء، وقد يصل الأمر إذا ظل تركيز تلك المواد المتطايرة إلى تجمد المياه.
وكانت تلك النتيجة هي نفس ما توصل إليه الانجليزي مايكل فاراداي، عندما قام بعملية ضغط وإسالة الأمونيا عام 1820 م.
أول مكيف لتبريد الهواء للمخترع ويليس كاريير
ومن تلك الأفكار والتجارب، وبحلول عام 1834 م، توصل المخترع الأمريكي جاكوب بيركينز إلى اختراع أول ماكينة لصناعة الثلج، وكانت تُستخدم من أجل تدوير الهواء في الغرفة الموضوعة بها، ولكنها كانت تستهلك كميات كبيرة من الثلج.
وفي عام 1902 م، جاءت الانطلاقة المُثلى لهذا الاختراع عندما قام ويليس كاريير بإطلاق أول مكيف لتبريد الهواء، والذي كان يُستخدم لضخ الهواء البارد وتلطيف الطقس ودرجة حرارة الغرفة.
انطلاق شركة كاريير العالمية
ومع تزايد الطلبات على هذا الاختراع الناجح، قام كارير بإنشاء أول شركة لتصنيع اختراعه حول العالم، وكانت تلك هي لحظة الإنطلاق لشركة كاريير المعروفة حتى يومنا هذا.
بدء استخدام الفريون بدل الغازات السامة
وفي عام 1928 م، قامت الشركة بإنتاج أول مكيف منزلي للهواء، وكانت لا تقتنيه سوى الأسر الثرية للغاية لارتفاع تكلفة إنتاجه آنذاك.
واستغل كارير قدرة غاز الفريون على التبريد، فاستخدمه ليحل محل الغازات السامة داخل الأجهزة.
المكيفات الأولية عملاقة الحجم
وجدير بالذكر أن أجهزة المكيف عندما اخترعها كارير لأول مرة كانت عملاقة الحجم، حيث بلغ طول الجهاز 2 متر، وعرضه 2 متر أيضاً، في حين بلغ ارتفاعه 6 أمتار، وهي قياسات ضخمة للغاية لا يستوعبها أي منزل.
انتقال الاختراع إلى كوريا واليابان
وتم نقل صناعة التكييفات وأعمال كارير بعد ذلك إلى كوريا الجنوبية واليابان، حيث أصبحت أكبر أسواق تداول الاختراع الجديد حول العالم.
العمل على تقليص حجم الأجهزة
وفي تلك الحقبة الخمسينية، تم تطوير أجهزة المكيفات من حيث الشكل والحجم، لإعطاء كفاءة أعلى، وليستطيع مالكو المساحات الصغيرة اقتنائها.
تكنولوجيا التكييف الحديثة
ويستمر الابتكار في مجال التكنولوجيا وتكييف الهواء، مع تركيز كبير الآن على كفاءة الطاقة، وتحسين نوعية الهواء الداخلي.
محاولات الحفاظ على المناخ
وأصبح التحدي الآن هو الحد من إنتاج الغازات الدفيئة القوية التي يسببها الفريون، والتي تؤثر بالسلب في تغير المناخ.