قتيبة الغانم: رجل الأعمال الكويتي الذي هزم الإعصار ووصل إلى العالمية
قليلون هم رواد الأعمال الذين يستطيعون النهوض مجدداً وتحقيق النجاح، بعد المرور بأزمات طاحنة تكاد أن تُنهي عليهم، ورجل الأعمال الكويتي قتيبة الغانم واحد من هؤلاء.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
من هو قتيبة الغانم؟
قتيبة الغانم، رئيس مجموعة صناعات الغانم، يعد الأكثر ثراء في الكويت بحسب تقارير لمجلة فوربس العالمية، ويعتبر شخصية قيادية محورية، حيث انتقلت مجموعة الغانم تحت قيادته من شركة قوية تنافس على المستوى الإقليمي، إلى مجموعة ضخمة لها وزنها في السوق العالمية.
فكيف نجح رجل الأعمال الكويتي قتيبة الغانم في تحقيق ما ظنه الكثيرون مستحيلاً؟ ولماذا تعتبر قصة نجاحه الملهمة حافزاً قوياً لرواد الأعمال في كل مكان وزمان؟
النشأة والتعليم:
وُلد قتيبة الغانم في الكويت، وقضى فيها الجزء الأكبر من طفولته، قبل أن يسافر بصحبة عائلته إلى المملكة المتحدة، حيث أكمل هناك تعليمه ودرس في مدرسة جوردونستون في اسكتلندا.
نشأ الغانم في أسرة تؤمن بأهمية التعليم، وبأنه المحرك الأساسي لنجاح الأعمال، فوالده هو يوسف الغانم، صاحب شركة يوسف الغانم وأولاده، والتي أنشئت في ثلاثينات القرن الماضي، وقد حصل على لقب سير من المملكة المتحدة، بعد نجاحه كوسيط لامتياز النفط الأول بين شركة النفط الأنجلو-فارسية (البريطانية للبترول حالياً) وأمير دولة الكويت.
وفي أواخر ستينات القرن الماضي، التحق قتيبة الغانم بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، والتي ساعدته على تكوين آرائه وأفكاره الخاصة فيما يتعلق بمجال الأعمال التجارية.
خطوة أولى في ريادة الأعمال:
عاد الغانم إلى الكويت في عام 1970، بعدما حصل على درجة البكالوريوس في الآداب والعلوم في بيركلي، ليقوم بإطلاق شركته الخاصة التي تحمل اسم الدار، والتي كانت تجربته الأولى في مجال تجارة الأثاث الراقي.
وقد ركز قتيبة الغانم بشكل كبير على خدمة العملاء، مما ساهم في رفع مستوى جودة المنتجات والخدمات في الكويت بشكل عام، كما قام بوضع معايير جديدة اعتمدتها العديد من الشركات في المنطقة لاحقاً.
كيف أنقذ قتيبة الغانم عائلته من الإفلاس؟
كانت مجموعة الغانم متخصصة في تجارة اللؤلؤ، حيث حققت في هذا المجال نجاحات كبيرة، وضعتها في مقدمة الشركات التي تُقدم أفضل وأجود أنواع اللؤلؤ في الكويت كلها، حتى تعرضت المجموعة لضربة كبيرة، حيث ضرب إعصار هائل أسطولها بالكامل، مما أسفر عن خسائر فادحة، وكاد أن يُقضي على نشاط المجموعة تماماً، ويجعلها تُعلن إفلاسها.
إلا أن قتيبة الغانم، بأفكاره غير التقليدية ونهجه الذي يتحدى التفكير الاقتصادي التقليدي في الكويت، وجدها فرصة جديدة لتحقيق النجاح في مجال آخر، بعدما لاحظ حاجة الدولة المتزايدة إلى مواد البناء، فقام بتأسيس شركة لتجارة الأخشاب، والتي من خلالها حقق النجاح لعائلته مرة أخرى.
استراتيجيات ثورية:
انتهج قتيبة الغانم استراتيجيات ثورية في مجال ريادة الأعمال، فعلى سبيل المثال، عندما طالبه والده بمساعدته في مواجهة أزمة سيولة مرت بها العائلة، ساهم الغانم في تأمين خطوط الائتمان والتمويل الإضافي، وهو ما ساعد في حل الأزمة سريعاً، كما تحقق على إثرها مبيعات قياسية خلال فترة قياسية، مما جعل والده يقوم بتعيينه عضواً منتدباً لمجموعة يوسف الغانم وأولاده في عام 1971.
واعتمد قتيبة الغانم على هيكل إداري على النمط الغربي، واستخدم عمليات صنع القرار اللامركزية، كما تم تصنيف المجموعة كشركة متعددة الجنسيات، فحققت المزيد من النجاحات على المستويين المحلي والعالمي، وبالإضافة إلى هذا، فقد شكلت المجموعة تعاونات تسويقية وتحالفات استراتيجية مع شركات دولية كبرى، وذلك بهدف توسيع نطاق عملها.
تفكير إبداعي:
وفي أوائل السبعينات، أصبحت مجموعة الغانم أول شركة في الكويت تمتلك حاسوباً رئيسياً، وذلك بعدما أدخل قتيبة الغانم ثقافة الأعمال المعاصرة التي تقوم بتجديد الشركة، كما حرص على تشجيع النقد المهني البناء وأسلوب التغذية في العمل.
وبالإضافة إلى هذا، فقد شجع الغانم الموظفين على طرح أفكارهم بمنتهى الحرية، مما ساعد على وجود أجواء عمل مميزة في المجموعة، وأصبح الموظفون يعملون بتفان شديد، مما انعكس بشكل عام على نجاح الشركة بشكل أكبر.
صناعات الغانم:
وبمرور الوقت، حصل قتيبة الغانم على موافقة والده لتغيير اسم المجموعة من يوسف الغانم وأولاده إلى صناعات الغانم، كما قام بتوسيع نشاط المجموعة في المنطقة من خلال إضافة أقسام جديدة لتنويع الأعمال، وعقد صفقات ضخمة مع علامات تجارية عالمية.
وحالياً تعد صناعات الغانم من أكبر وأعرق الشركات العربية في المنطقة، حيث تضم أكثر من 30 شركة موزعة في 40 دولة حول العالم، كما أنها تتعامل مع أكثر من 300 وكالة وعلامة تجارية عالمية معروفة.
وقد توسعت أعمال مجموعة صناعات الغانم لتشمل العديد من المجالات مثل: منتجات البناء والتشييد المنزلي، توزيع سلع استهلاكية بالجملة، التأمين، مبيعات السيارات والخدمات، الائتمان الاستهلاكي، أتمتة المكاتب، الإعلان والوسائط، هندسة المشاريع، تجارة التجزئة في الإلكترونيات الاستهلاكية، النفط والغاز، وغيرها.
إرث عائلي:
في عام 2003، قام قتيبة العالم بتحويل أملاك عائلته في لبنان إلى دار أيتام، كنوع من التكريم لوالديه، كما أنه حريص مع شقيقه بسام الغانم على الحفاظ على إرث العائلة.
وقد قامت مجلة فوربس العالمية بضم قتيبة الغانم إلى قائمة أكثر الرجال ثراء في العالم، بثروة تجاوزت المليار دولار، ليكون هو ممثل وطنه الكويت الوحيد في هذه القائمة العالمية.