فيلم غدي... مستوحى من إعاقة المجتمع وعدم تقبله الإختلاف
من نظرة المجتمع "المتخلّفة" اقتبس الفنان جورج خباز روايته "المتخلفة" بهدف نقل رسالةٍ إجتماعية قاسية لا تخلو في كثير من المحطات من روحيّة خباز المضحكة الموجعة. لأنّ المجتمع ينبذ فئة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة ولا يمنحهم فرصة لإثبات ما لديهم، قرّر خباز أن ينقل واقعهم على الشاشة الكبيرة علّه ينجح في هزّ المجتمع بتوعيةٍ قالبها فنيّ بتوقيع: "غدي".
الفيلم عبارة عن كوميديا إجتماعية تسلّط الضوء على موضوع الاختلاف، كيفية التعاطي معه ومدة تقبّله في المجتمع. ففي حين يختلف "غدي"، الذي يعاني متلازمة داون الـ " 21Trisomie" عن سائر الأطفال ويواجه رفضاً من أبناء الحيّ، يقوم والده "لابا" الذي يؤدي دوره جورج خباز، بمحاولات يائسة منه مع عدد من رفاقه بإقناع أهل البلدة أن ابنه ملاك، فيشهد عندها حيّ "المشكّل" ظواهر غريبة تثير حيرة البلدة فتؤثر في سلوكها ومعتقداتها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
حبكة كاتب النصّ وبطلها جورج خباز مدروسة، تنطلق بمقتطفاتٍ سريعةٍ يسرد خلالها البطل ظروف حياته منذ صغره حتى تزوّج بحبيبة الطفولة "لارا"، والتي أدّت الدور الممثلة لارا مطر إلاّ أنّ دورها اقتصر أكثر على تعابير الوجه أكثر من الكلام. وبعدما أنجب الثنائي، الذي سكن حيّ "المشكّل" في بلدتهما الساحلية اللبنانية التقليدية، طفلتين خاب ظنّ العائلة والجيران، الى أن حملت لارا للمرة الثالثة بصبيّ، فتغيّرت النظرة.
دارت القصّة في قالبٍ متماسكٍ من حيث النصّ وتأدية الأدوار، إلاّ أنّ بعض المشاهد في نهايته شهدت عامل المبالغة التي تخدم سياق الفيلم.
أما من ناحية الإخراج، فعرفت عدسة أمين دره كيف تولد الصورة التشويقية والفنية لتحاكي مضمون الرواية، فتساهم بالارتقاء بالفيلم الى أعلى المستويات. ربما لم تكن الصورة فاخرة الا أنها واقعية وأقرب الى البساطة التي يعايشها الثنائي منها الى التزلف.
رغم أنّ الحكاية تدور حول "غدي" إلا أنّ دوره قد يكون مبسّطاً، لكنه نجح في تجسيده باحترافٍ مؤكداً أنّ حتى هؤلاء الأشخاص لديهم دورٌ ما يقومون به، بعيداً عن نظرة الشفقة التي تغلّفهم حيناً والرفض أحياناً أخرى.
إشارة الى أنّ من قام بدور "غدي" الطفل ايمانويل خيرالله (11 سنة) من مؤسّسة "سيزوبيل" فأظهر موهبة وقدرة عالية على تأدية الدور بامتياز، ما يؤكد ضرورة انخراط هؤلاء الاطفال في المجتمع وإيلائهم الاهتمام اللازم، على حدّ تعبير خباز.
أما ما ترك علامات تعجّب فهو مدى بساطة أبناء الحيّ وسذاجتهم في تصديق كلّ ما يُشاع، إلاّ أنّه واقع يعايشه الكثيرون، ليظهر أنّ الإيمان يقوى على الحزن واليأس والاستسلام. فهذا الملاك "غدي" تمكّن من قلب حياة البلدة رأساً على عقب ناشراً المحبّة والسلام الى العالم.
مرّة جديدة يُبرهن جورج خباز أنه فنانٌ مبدع ليس في سجلات المسرح المحترف فحسب بل لامست موهبته الشاشة الكبيرة حاملاً بصمة إنسانية توعوية مع كلّ عملٍ جديدٍ حتى طبع هويّة خاصة به كيفما خطا خطوة في عالمه الاحب.. في الفن الخاص بجورج خباز وحده.
عرض الفيلم
أطلقت شركة "The Talkies" الفيلم الروائي الطويل الأوّل من إنتاجها بعنوان "غدي"، وهو من إخراج أمين دره، كتابة وبطولة جورج خباز، وإنتاج كبريال شمعون، بالشراكة مع بنك SGBL وبدعم من مؤسسة الدوحة للأفلام. وسيتمّ عرض الفيلم ابتداء من 31 تشرين الأوّل 2013 في مختلف الصالات اللبنانية: Grand Cinemas، Circuit Empire، Circuit Planète، Vox Cinemas.
أخر أخبار الأفلام والسينما:
أفلام عيد الأضحى: يسافر عبر الزمن ليقع في حبها في About Time
فوز فيلم "من العتمة" بجائزة أفضل فيلم وثائقي شرق أوسطي
اشتركوا في نشرة ليالينا الإلكترونية لتصلكم آخر أخبار المشاهير على البريد الإلكتروني