فيراري جي تي سي لوسو ... وللعائلة نصيبها من الإثارة
قد لا تكون جي تي سي 4 لوسو هي الـ فيراري التي يرغب بها عشاق سيارات الحصان الجامح، ولكنها تؤمن ما لا تستطيع شقيقاتها أن تؤمنه
إذا كنت رب عائلة تتألف من زوجة وولدين فإنّ الوقت الوحيد الذي يمكنك تمضيته مع عائلتك هو الوقت الوحيد الذي يمكنك فيه الإستمتاع بسيارتك الرياضية بعيداً عن المدينة وعن ضغوط العمل، فكيف يمكن التوفيق بين الأمرين؟ الإجابة فيراري جي تي سي 4 لوسو.
لها
تصميم خارجي أنيق
مقصورة قيادة رحبة نسبياً
مكونات ميكانيكية عالية الكفاءة
أداء رياضي
عليها
سعر مرتفع
صوت محرك الأسطوانات الـ 12 لا يصل إلى المقصورة بما فيه الكفاية!
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لا يمكن أن تُعتبر فيراري جي تي سي 4 لوسو، ومن قبلها أف أف، وربما أيضاً 612 سكاليتي، 456 وصولاً إلى طراز 412 هي السيارات التي تعكس الشخصية التي أرادها العم أنزو لمحبوباته الميكانيكية، كما أنها ليست السيارات التي يرى فيها عشاق الساحرة الحمراء ضالتهم، فهؤلاء عندما تردد كلمة فيراري على مسامعهم لا ترتسم في مخيلتهم سوى صورة سيارة حمراء مزوّدة بمقعدين ومحرك وسطي الوضعية وهي تعبر منعطف بارابوليكا، أو منعطف أوروج، بأقصى سرعة، الأمر الذي قد لا يتوفر للسيارة التي نتحدث عنها هنا، وهذا يعني بأنّ جي تي سي 4 لوسو قد لا تكون هي التي تعبّر بدقة عن روحية الحصان الجامح في وجداننا، ولكنها في المقابل توفر ما لا توفره أي فيراري أخرى، فهي توفر جرعات مكثّفة من هذه الروحية المحبّبة، ولكن ليس فقط لسائقها بل أيضاً لأعز ما يملك، أي العائلة.
فإذا كنت رب عائلة تتألف من زوجة وولدين فإنّ الوقت الوحيد الذي يمكنك تمضيته مع عائلتك هو الوقت الوحيد الذي يمكنك فيه الإستمتاع بسيارتك الرياضية بعيداً عن المدينة وعن ضغوط العمل، فكيف يمكن التوفيق بين الأمرين؟ الإجابة فيراري جي تي سي 4 لوسو. الآن يمكننا أن نتكلم، أليس كذلك؟
في البداية، علينا أن نبدأ بالحديث عن العنصر الأول الذي يميز سيارات فيراري، أي الخطوط الخارجية التي يتوجب عليها أن تتمتع بجاذبية خاصة كي تستحق حمل شعار الحصان الجامح. وهنا لا بد من الإشارة إلى أنّ فريق تصميم فيراري بإشراف فلافيو مانزوني نجح في تحويل جسم هو في النهاية ستيشن واغن بثلاثة أبواب بدلاً من خمسة إلى سيارة رياضية ذات خطوط منسابة فاتنة، فعند النظر إلى GTC4 لوسو من الخارج لن تشعر بأنك تنظر إلى سيارة تمّ التضحية بعامل الإثارة البصرية فيها لحساب المميزات العملانية، بل على العكس من ذلك تماماً.
ولكن التصميم المثير ليس وحده المهم في أي سيارة فيراري حديثة، وذلك لأن الأهم يبقى طبعاً الأداء الرائع. فرغم أنها قطعت أشواطاً كبيرة بإتجاه العملانية مع مقصورة قيادة رحبة تناسب العائلة وتوفر في قسمها الخلفي مساحة قادرة على إستيعاب أشخاص بالغين بنسب راحة مقبولة، إلا أنها لم تتنكر لجذورها الرياضية المنبثقة من أكثر فرق الفورمولا واحد نجاحاً عبر التاريخ.
فعلى الطريق، تسيطر الإنقيادية المفعمة بالقوة على أداء السيارة، خاصةً أنّ هذه القوة التي تبلغ 680 حصاناً تصل إلى العجلات الأربع (عند الحاجة) بشكلٍ سلس، أما جهاز التعليق فهو يجمع ما بين الراحة والتماسك بشكلٍ ممتاز.
وبمناسبة ذكر القوة، لا بد من الإشارة إلى أنها تتوفر بفضل عمل محرك يتألف من 12 أسطوانة سعة 6.3 ليتر قادر على توليد قوة 680 حصاناً على سرعة دوران محرك تبلغ 8,000 دورة في الدقيقة، علماً أنّ عزم الدوران الأقصى الذي يولده المحرك هو 697 نيوتن متر على سرعة دوران محرك تبلغ 5,750 دورة في الدقيقة.
ومع لوسو أصبح بإمكان الصانع الإيطالي العريق ولأول مرة في تاريخه أن يفتخر بتوفير خيار من محركين على نفس السيارة. ففي مقابل محرك الأسطوانات الـ 12 سعة 6.3 ليتر بقوة 680 حصاناً، يمكن الحصول على الفئة جي تي سي لوسو تي المجهزة بمحرك يتألف من ثماني أسطوانات سعة 3.9 ليتر مع شاحن هواء توربو يولد قوة 610 حصاناً تتوفر على سرعة دوران محرك تبلغ 7,500 دورة في الدقيقة.
ومن جهتها، تُعتبر وحدة نقل القوة المطوّرة خصيصاً لهذه السيارة، والتي تنقل العزم نحو العجلات الأمامية عبر علبة تروس خاصة بها (مع نسبتين أماميتين وأخرى للرجوع إلى الخلف) أخف وزناً بنسبة 50 بالمئة بالمقارنة مع أنظمة الدفع الرباعي التقليدية. كما هو الحال مع فيراري FF، تمّ تثبيت علبة التروس ذات النسب السبع المزدوجة القابض الفاصل في القسم الخلفي للسيارة كي يؤمن هذا الأمر توزيع نسبته 47:53 للوزن على العجلات الأمامية والخلفية.
ولتأمين أكبر قدر ممكن من التماسك في سيارة رياضية تقوم على قاعدة عجلات طويلة نسبياً مع طول يبلغ 2,990 ملم، فإنّ ادارة مارانيللو قررت تجهيز جي تي سي 4 لوسو بنظام التفاف مثبّت على المحور الخلفي يعمل على توجيه العجلات الخلفية بنفس إتجاه العجلات الأمامية لتسهيل عملية الإلتفاف عند المنعطفات السريعة والسماح للسيارة بإعتماد خط سير أسرع بعيداً عن أي انزلاق، علماً أنّ فيراري تُطلق على هذا النظام تسمية نظام قاعدة العجلات القصيرة الإفتراضية، وذلك لأنّ هذا النظام يحاكي ما يتوفر للسيارات ذات قاعدة العجلات الأقصر من قاعدة لوسو.
وكونها سيارة عائلية أيضاً، فإنّ لوسو لا تحصر إهتمامها بما يرغب به السائق بل تتعداه لتشمل العائلة الكريمة، لذا فهي تتمتع بمخمدات تعمل بكل سلاسة على استيعاب تعرجات الطريق وحفرها بشكلٍ يبقي الركاب بعيدين قدر الإمكان عن الإزعاج خلال الرحلات الطويلة التي تنفذها مع لوسو.
ولعل أبرز ما يُلفت النظر في المقصورة هي الشاشة الكبيرة التي تتوسط لوحة القيادة، والتي من خلالها يمكن التحكم بمختلف وظائف السيارة، وأيضاً لوحة العدّادات الإضافية المثبّتة مقابل الراكب الأمامي، والتي تنسجم مع شخصية لوسو التي تسعى لإشراك العائلة بمتعة القيادة الرياضية قدر الإمكان. ونبقى داخل المقصورة لنشير إلى أنها ليست الأكثر عملانية ضمن سيارات الحصان الجامح، بل أيضاً الأكثر حداثة سواء لناحية التصميم أو التجهيزات. فمن جهة المظهر، فهي تتمتع بتصميم عصري لكل من لوحة القيادة، المقاعد والجدران المحيطة بالمقصورة.
وفي الختام، ربما لا توفر فيراري GTC4 لوسو نفس الروح الرياضية التي توفرها شقيقتها 488 جي تي بي على صعيد التوازن والأداء السباقي الأصيل المعزز بروح هجومية مع الشعور العائلي بالتكامل بين السائق والسيارة، إلا أنها وكما ذكرنا في البداية توفر الروح الرياضية لجميع أفراد العائلة.
تم نشر هذا المقال مسبقاً على تيربو العرب. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا