في حوار حصري ظافر العابدين يتحدث عن أسرار نجاح "نيران صديقة"
في حوار خاص جمعنا بالفنان التونيسي ظافر العابدين حدثنا عن أسرار نجاح مسلسل نيران صديقة، الذي عرض خلال شهر رمضان المبارك ولاقى نجاحاً ومتابعة كبيرين من المشاهدن.
ليس من السهل تقبل المجتمع العربي فكرة تقديم عمل يتحدث عن الغيبيات، ومع ذلك نجح مسلسل " نيران صديقة"؟
فكرة علم الغيب أو السحر قدمت في أعمال فنية كثيرة من قبل، لكن الركيزة الأساسية هي كيفية تقديم العمل وطرح فكرته وعلاقة الشخصيات ببعضها، وهذا ليس بالسهل، خاصة في "نيران صديقة" كان هناك ست شخصيات، وهم الشخصيات والنقاط الرئيسية في العمل، وتركيبة المسلسل في حد ذاتها جديدة، فلا نتعرف على تاريخ الشخصيات بشكل متسلسل، لكن نتعرف عليها على مدار الحلقات، وهو ما جعل المشاهد يتفاعل ويفكر وفي كل حلقة نجده يضع السيناريو الخاص به، ثم يعود ويغير هذا السيناريو بعدما يشاهد حلقة جديدة، ويرب الخيوط ببعضها،
هذا العام قدم أكثر من مسلسل تشويقي في رمضان، من وجهة نظرك تعتقد نجاح هذه الأعمال دليل على أن المشاهد كان يحتاج إلى التغيير في شكل وأسلوب طرح الأعمال الدرامية؟
المشاهد العربي مثقف وذكي، ويتابع كل ما هو جديد على الساحة الأجنبية سواء سينما أو تليفزيون، والأعمال التشويقية سواء سينما أو تليفزيون موجودة منذ بداية الصناعة، سأختص بالحديث عن "نيران صديقة" لأنني لم أستطيع متابعة أي عمل درامي طوال رمضان لأننا كنا مشغولين بالتصوير، فنجاح المسلسل كان سببه أن العمل استطاع أن يحافظ على الشكل التشويقي على مدار 30 حلقة، وأسلوب طرح جديد وفكرة جديدة على الدراما العربية، والمؤلف محمد أمين راضي لديه اسوب خاص في الكتابة، ويختار جمله بحرفية شديدة مما جعلت المشاهد تتعلق في ذهنه جملة أو جملتين بعد كل حلقة ويتحدث عنها.
ما هي أسرار نجاح مسلسل "نيران صديقة"؟
بخلاف أسلوب الطرح الجديد، نرى أن المسلسل قدم لنا شخصيات بها عمق، والست شخصيات من طبقات مختلفة، نتعرف على تاريخهم من خلال الأحداث على مدار 23 سنة، ونشاهد التغيرات التي طرأت عليهم ليس فقط تغيرات شكلية ولكن أيضا تغيرات في شخصياتهم وتعاملهم مع الحياة ومع بعضهم البعض، والشخصيات كلها مركبة ولديها طموح، وأرى أن كل شخصية تعتبر قدمت ثلاث شخصيات في المسلسل، فرأفت في 2009 مختلف عنه الثمانينات مختلف عن التسعينيات، وهذا في حد ذاته يعد تحدي للممثل، نرى رأفت في 86 شباب وحيوية، وفي التسعينيات لا يتحدث كثيرا وفي الألفينيات نرى شخص مختلف تماما، وعوامل التغيير تتطرأ على أي إنسان في الحياة، وفي الحلقات الأخيرة شاهدنا تطور وتغير العلاقات بين الشخصيات.
هل ترى أن الفلاش باك كان أحد أسباب نجاحه؟
المسلسل كان يحتاج إلى تركيز شديد بخلاف أي مسلسل آخر، ونلاحظ أن المشاهد ليست طويلة، والحوار قصير، المعلومة تقال ثم نذهب إلى مشهد آخر، المسلسل تركيبة مختلفة كلاسيكية، ونلاحظ ان الفلاش باك ليس به تكرار لأحداث أو لمعلومة، وأرى أن الفلاش باك كان يجب أن يكون موجود فمن خلاله نتعرف على تاريخ الشخصيات في العمل، مثل مسلسل" Lost "، فليس هناك في الفن شيء اسمه غلط وشيء اسمه صح، فيه شيء اسمه كيف تجذب المشاهد وتجعله معك على طول.
كيف يتمسك رأفت بأميرة رغم معرفته بأنها لم تحبه وأن ثراءه وماله هما السبب الرئيسي في علاقتها به؟
أميرة قادمة من بيئة شعبية ووالدتها تعمل في الدعارة ولديها شعور بالخوف من غد، وتبحث عن الأمان بغض النظر عن أن هذا الشخص تحبه أو لا تحبه، والمال بالنسيبة لها شيء مهم لأنه من وجهة نظرها سيعطي لها شعور بالأمان، ورأفت كان على علم بمفاتيح العلاقة مع أميرة، وهي هكذا مع أي شخص وليس مع رأفت فقط، ورأفت شيوعي ولديه عالم مثالي خاص به، ولا يوجد إنسان خالي من السلبيات، كلنا لدينا سلبيات.
رغم أن كل الشخصيات سلبية في العمل إلا أن المشاهد متعاطف معهم؟
لا يوجد إنسان في الحياة ملاك ولا يخطيء أبدأ أو حتى يكذب، كل شخصية من الشخصيات الست بها سلبيات وبالفعل نجد تعاطف معاهم، وهذا ضد تركيبة مجتمعنا وفي "نيران صديقة" نرى الشخصيات من جميع الزوايا، الجيد والسلبي، قبل أن تحكم عليه وهذا هو تحدي كاتب المسلسل محمد أمين راضي، وتحدي أيضا للمجمهور، هو أنك ترى أشياء وشخصيات أنت لا ترضى عنها ثم تتعاطف معها، وهو ما يجعل الجمهور يتفاعل مع العمل ومع الشخصيات في الصح والغلط.
هل هناك مشهد معين تفاجأت من أداءك أو أداء أحد الزملاء؟
أرى أن جميعنا قدمنا افضل ما عندنا، وكنا في مباراة تمثيلية حقيقية، خاصة وأن المسلسل عمل جماعي ولا يعتمد على فرد، وأحب أن أتوجه بالشكر لكل فريق العمل، وأود أن أقول أنني لم أشعر بغربة أبدا، منذ بداية البروفات والتصوير أشعر وكأنني مع عائلتي.
التونسي ظافر العابدين: وسامتي خارج حساباتي وأبحث عن الأدوار المركبة
المزيد من المقابلات الحصرية وأخبار المشاهير على بريدك إشترك بنشرة ليالينا الإلكترونية