فوز فيلم "أنورا"الأمريكي بالسعفة الذهبية في كان.. ومخرج إيراني بجائزة خاصة
فاز فيلم "أنورا" للمخرج الأمريكي شون بيكر -البالغ 53 عاماً- بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي اليوم السبت (25 مايو / أيار 2024 في فرنسا). وهذا الفيلم يحكي عن راقصة شابة تتعرف على ابن أحد الأثرياء الروس الذي يقع في حبها وتبدأ مغامرتهما معا، وهو فيلم إثارة في نيويورك ينتقل من الأحياء الفقيرة إلى الفيلات الفاخرة للأوليغارشية الروسية، ويبعث آمالاً بإحياء السينما الأمريكية المستقلة، وتفوق الفيلم على 21 فيلما آخر في قائمة المسابقة، بما في ذلك أفلام لمخرجين معروفين مثل فرانسيس فورد كوبولا وديفيد كروننبرغ. وقالت رئيسة لجنة تحكيم المهرجان غريتا غيرويغ خلال الإعلان عن الفائز بالجائزة الأرفع لهذا الحدث في ختام دورته السابعة والسبعين "هذا الفيلم رائع ومليء بالإنسانية (...) لقد حطم قلوبنا".
جيسي بليمونز أفضل ممثل وجائزة جماعية لبطلات "إميليا بيريز"
وحصلت ممثلات الفيلم الكوميدي الغنائي "إميليا بيريز" للمخرج جاك أوديار-ومن بينهن الممثلة المتحولة جنسيا كارلا صوفيا غاسكون وسيلينا غوميز وزوي سالدانيا- على جائزة مشتركة في فئة أفضل تمثيل للنساء في الدورة السابعة والسبعين لمهرجان السينمائي. وأتاح فيلم أوديار للجمهور اكتشاف غاسكون التي بدأت تحولها الجنسي في سن السادسة والأربعين وتؤدي فيه الدور الرئيسي، إذ تجسِّد شخصية تاجر مخدرات يشعر بعمق بأنه أنثى ويغير جنسه. وهي أول ممثلة متحولة جنسياً تحصل على هذه الجائزة. وأهدت غاسكون جائزتها إلى "جميع الأشخاص المتحولين الذين يعانون". وقالت على المسرح "أريد أن يكون هؤلاء الناس قادرين على الاعتقاد -كما في إميليا بيريز- أن من الممكن دائما التحسن". ويُعتبر فوزها بجائزة التمثيل -التي كانت تُمنح دائماً حتى الآن لممثلات متوافقات جنسياً- بمثابة رسالة ضد التمييز في حق الأشخاص المتحولين جنسياً.
وحصل الأمريكي جيسي بليمونز على جائزة أفضل ممثل عن دوره في "كايندز أوف كايندنِس" للمخرج اليوناني يورغوس لانثيموس. ولم يكن بليمونز -البالغ من العمر 36 عاماً- الذي شارك أخيراً في فيلم "سيفيل وور" موجوداً على المسرح لتسلم جائزته. ويجسِّد بليمونز في الفيلم شخصية مدير عادي يختل روتينه اليومي عندما يطلب منه رئيسه ذو الشخصية الجذابة -ويلم دافو- ارتكاب فعل لا يمكن إصلاحه. وأُعلِن خلال مهرجان كان أن جيسي بليمونز وإيما ستون سيتوليان دور البطولة في فيلم لانثيموس المقبل الذي يحمل حالياً عنوان "بوغونيا".
جائزة خاصة للمخرج محمد رسولوف الهارب من إيران
وحصل المخرج الإيراني محمد رسولوف -البالغ من العمر 51 عاما- على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان كان السينمائي السبت عن فيلمه "بذرة التين المقدس"، بعد أن تمكن من الفرار سراً من إيران. وتشكل الجائزة رمزاً لدعم الفنانين الإيرانيين الذين وقعوا ضحايا القمع وتكريساً لمخرج تحدى الرقابة لعقود قبل أن ينتقل إلى المنفى. وقال محمد رسولوف أثناء تسلمه جائزته "اسمحوا لي أن أوجه تحية لجميع أعضاء فريقي الذين لم يتمكنوا من الحضور معي للاحتفال بهذه الجائزة: مسؤول العمليات في فيلمي وعدد كبير من الفنيين، وهم يتعرضون للضغوط. قلبي معهم قبل كل شيء". وأضاف: "يعيش شعبي كل يوم في ظل نظام يأخذهم كرهائن"، موجهاً "تحيةً إلى جميع هاتيك الشابات اللواتي جعلت شجاعتهن اللامحدودة هذا الفيلم ممكناً".
وقد صُوّر فيلم المخرج الإيراني -وعنوانه باللغة الأصلية "دانه انجر مقدس"-سراً في إيران لكن إخراجه متقن، وتبلغ مدته ساعتين و45 دقيقة. ويروي قصة محقِّق رُقِّي ليصبح قاضي تحقيق ونساء من ثلاثة أجيال: زوجته وابنته الكبرى -وهي طالبة شابة- والصغرى وهي مراهقة. واحتوى الفيلم على الكثير من اللقطات غير الاحترافية وصور من شبكات التواصل الاجتماعي تظهر تجمعات طلابية ونساء يحرقن حجابهن في الأماكن العامة، فضلاً عن إبراز العنف الممارس من الشرطة.
محمد رسولوف، المولود عام 1972 في شيراز (جنوب غرب)، بقي لفترة طويلة موضع مراقبة مشددة من السلطات، التي أدانته خصوصاً بتهمة "الدعاية ضد النظام"، وتعرض لاستجوابات كثيرة، كما حُرم بانتظام من حريته في السفر أو العمل. ويذكِّر الفيلم بحركة الاحتجاج الواسعة ضد النظام عام 2022 بعد وفاة الشابة مهسا أميني.
وغادر المخرج إيران سراً معرِّضاً حياته للخطر قبل أن يحضر شخصياً إلى كان لمواكبة عرض فيلمه ضمن مسابقة المهرجان. ودعا رسولوف في وقت سابق السبت المخرجين الإيرانيين إلى ألاّ يتأثروا، متمنياً أن يتسنى له الاستمرار من خارج بلده في تصوير "قصص" شعبه.
ع.م/ف.ي (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)