فقدان الشهية العصبي.. كيف يؤدي وسواس زيادة الوزن لأخطر الأزمات الصحية؟
فقدان الشهية العصبي، هي تلك الأزمة النفسية التي تسيطر على عقل المريض، والمعروفة بوسواس زيادة الوزن، حينها يؤدي الخوف من المعاناة من السمنة إلى الإصابة بقلق نفسي له الكثير من الأعراض والنتائج السلبية الأكثر خطورة.
أعراض فقدان الشهية العصبي
يعاني المصاب بأزمة فقدان الشهية العصبي أو العصابي، من سيطرة بعض التحديات النفسية المقلقة على ذهنه، حيث تراوده أفكار غير صحيحة عن شكل جسده، فيما يعاني من مخاوف واضحة من احتمالية التعرض للسمنة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يلاحظ أن أعراض فقدان الشهية العصابي أو وسواس السمنة، تبدأ في الظهور من سنوات المراهقة أو بداية البلوغ، لتتمثل في رفض الطعام والمبالغة في ممارسة الرياضة وربما السعي إلى التقيؤ من أجل التخلص من الطعام في المعدة.
يعاني مصاب فقدان الشهية العصابي من أعراض مترتبة على حالته النفسية، حيث تشمل فقدان العضلات والإحساس بالتعب والإجهاد الدائم مع ارتفاع ضغط الدم والدوخة، كذلك يشعر مريض فقدان الشهية العصبي بانخفاض درجة حرارة جسمه في ظل برودة الأطراف لديه، علاوة على أنه يعاني من أزمات متعددة في المعدة مثل الإمساك، كما يبدو جلده جافا ويداه وقدماه في حالة من التورم.
يرى الأطباء أن فقدان الشعر مع تراجع كثافة عظام الجسم، من بين أعراض فقدان الشهية العصابي، الذي يتسبب في معاناة المريض من الأرق وعدم انضباط نبضات القلب، علما بأن القيام مرارا وتكرارا بقياس وزن الجسم والكذب بشأن كم الطعام الذي تناوله الشخص وكذلك ضعف الذاكرة والشعور بالاكتئاب والمعاناة من الوسواس القهري، كلها من الأعراض النفسية الخاصة بفقدان الشهية العصبي.
أسباب فقدان الشهية العصبي
يرى خبراء الصحة أنه لا يوجد سبب محدد وراء معاناة البعض من فقدان الشهية العصبي، بل تتحكم بعض العوامل البيئية والنفسية في الأمر، إلا أن هذا لا يمنع إمكانية الإصابة بتلك المشكلة النفسية في حالة عدم القدرة على التعامل بالشكل الأمثل مع التوتر والقلق، وعند الإصابة بمرض مثل الاكتئاب.
أيضا يعتبر الخوف من المستقبل بصورة مرضية والميل إلى الكمال والسعي الدائم إلى اتباع القواعد، من بين أسباب الإصابة بفقدان الشهية العصبي لدى البعض، وخاصة في حال تكون صورة ذهنية سلبية عن الجسم تغذي تلك المشاعر المزعجة.
من المؤكد أن الأزمات التي تواجه الإنسان في عمر الطفولة تؤثر عليه في الكبر، حيث يبدو أن فقدان الشهية العصبي قد يصيب الشخص الذي عانى من اضطراب قلق في الصغر، أو عانى من مشكلة تتعلق بتناول الطعام في فترة الطفولة أو حتى خلال مرحلة الرضاعة المبكرة.
كذلك نلاحظ تأثير بعض العوامل البيئية على أزمة فقدان الشهية العصبي، إذ تؤثر أشكال الدعاية الإعلامية التي تروج إلى ضرورة التمتع بالنحافة للظهور بالصورة الأفضل، بالسلب على عقول المتابعين لتصيب البعض بوسواس زيادة الوزن، تماما مثلما يمكن للتنمر أن يكون سر الإصابة بهذا الوسواس.
علاج فقدان الشهية العصبي
تتنوع أشكال علاج فقدان الشهية العصبي بين جلسات علاج نفسي وأدوية علاجية لمواجهة الأزمة وكذلك الحصول على إرشادات تتعلق بالتغذية السليمة، إلا أن التحدي الأول من أجل بدء العلاج يتمثل في إقناع المريض بمشكلته النفسية، حيث يبدو من الصعب أن يقتنع ضحية فقدان الشهية العصبي بمشكلته، تماما مثلما يصعب إلزامه بتناول الطعام والتخلي عن فكرة الرفض المضرة بالصحة.
في كل الأحوال، تتمثل أهداف العلاج في تلك الحالة، في استعادة شكل الجسم الصحي، مع علاج المشاكل النفسية الخاصة التي تؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس، في ظل مواجهة الأفكار السلبية لدى المريض وتعويده على ممارسة بعض العادات المفيدة.
على الرغم من عدم وجود أدوية علاجية محددة للتعامل مع مريض فقدان الشهية العصبي، إلا أن أدوية الاكتئاب كثيرا ما تأتي بنتائج إيجابية على صعيد مواجهة مشاعر القلق والتوتر المرتبطة بهذه الأزمة، وإن كانت تلك الأدوية غير قادرة على مواجهة رغبة المريض في خسارة الوزن.
تعتبر مشاركة أفراد الأسرة في علاج مريض فقدان الشهية العصبي، من عوامل نجاح المهمة غير السهلة، حيث يتطلب الأمر إدراك المقربين من المريض لأعراض وأسباب المشكلة، من أجل توفير الدعم اللازم لتخطي الأزمة النفسية.
في النهاية، هي أزمة نفسية في الأساس، تؤدي إلى عرقلة نظام التغذية الصحي ومن ثم تؤثر على أجهزة الجسم كافة بالسلب، لذا ينصح بالتعامل بجدية مع مريض فقدان الشهية العصبي، حتى لا يتطور الأمر إلى ما لا يحمد عقباه.