غار حراء خلوة الرسول ومَهْبِط الوحي
This browser does not support the video element.
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعبد في غار حراء شهرا من كل عام قبل بعثته ونزول القرآن عليه بواسطة جبريل عليه السلام، وفيه نزل الوحي لأول مرة على نبي الله -صلى الله عليه وسلم-. وهذا الغار يقع في شرق مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية في أعلى جبل يُدعى "جبل النور " على ارتفاع 634 متر، ولا يتسع إلا لأربعة أو خمسة أشخاص فقط. تعرف على المزيد من الحقائق حول غار حراء.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصة غار حراء الحقيقية
- عن عائشة رضي الله عنها: "إن أول ما ابتدئ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من النبوة حين أراد الله به كرامته ورحمة العباد به الرؤيا الصادقة، لا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح، وحبب الله إليه الخلوة، فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو وحده".
- وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخلو ليتعبد قبل البعثة في غار حراء الموجود بجبل النور على بعد من مكة المكرمة، حيث كان يذهب إلى هناك شهرا من كل عام يجلس فيه وحده يتفكر في مخلوقات الله -تعالى- والهدف من خلق الإنسان، وينكر عبادة الأصنام التي كان يفعلها الكثير من أبناء قريش.
- تحدث العديد من رواة الحديث والصحابة عن غار حراء الذي شهد نزول الوحي، وكان على رأسهم السيدة عائشة بنت أبي بكر زوجة النبي -رضي الله عنها-؛ حيث قالت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يذهب إلى هذا الغار شهرا من كل عام يعادل شهر رمضان بعد البعثة، ولكنه لم يذهب إلى غار حراء مجددا بعد أن نزل عليه جبريل -عليه السلام- بالقرآن.
شاهد أيضاً: فيديو وصور: هذا ما يحدث ليلاً في غار حراء
سبب تسمية غار حراء
- كان الجبل الذي يحتوي غار حراء يدعى في البداية بجبل حراء نسبة للمنطقة التي يقع فيها، ولما اكتشف العرب الغار أطلقوا عليه اسم غار جبل حراء وقيل فيه غار حراء، ولكن تم تغيير اسم الجبل بعد ذلك وتمت تسميته بجبل النور، ولم يتغير اسم الغار بل ظل يدعى غار حراء.
- وأكثر ما يميز منطقة الجبل الذي يحتوي غار حراء على وجه التحديد هو أن أول حجارة تم بناء الكعبة المشرفة بها كانت من حجارة هذا الجبل، وكان ذلك يزيد الجبل مكانة عند العرب.
جبل النور
- يقع غار حراء أعلى جبل النور، وهو جبل يقع في أعلى شمال شرق مكة، وهي يبعد عن الحرم المكي مسافة 5 كيلومترات، ويعده الكثيرون ضمن حدود الحرم المكي لقربه منه. وهذا الجبل هو أحد جبال سلسلة جبال الحجاز، وله قمة شامخة تشبه سنام الجمل على ارتفاع 642 مترا.
- وتبلغ مساحة الجبل أكثر من 5 كيلومترات، ويبدأ الجبل بانحدار شديد يستمر حتى القمة ليشكل زاوية قائمة فى أعلى الجبل، ويشكل هذا الانحدار الشديد صعوبة بالغة في صعود الجبل، خاصة بالنسبة للزوار من كبار السن؛ مما يجعل رؤية غار حراء الموجود في القمة صعبة بالنسبة للبعض.
- ويقع غار حراء الذي كان يتعبد فيه النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة على بعد 20 مترا أسفل قمة الجبل، ولرؤية الغار لا بد من الصعود أولا إلى قمة الجبل ثم النزول إلى موقع الغار، ويعتبر غار حراء فتحة صغيرة في صخور جبل النور، يبلغ طولها حوالي 4 أمتار وعرضها متر أو أقل، ومساحته صغيرة جدا لا تسع إلا لحوالي 4 أشخاص.
- واكتسب جبل النور شهرة كبيرة بسبب غار حراء؛ حيث نزل فيه الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم -وهو يتعبد، وكان نزول الوحي في منعة من الجبل وارتفاع شاهق حتى يكون مركزا لانطلاق دعوة الإسلام، ويقصده الكثير من الزوار على مدار العام وخاصة المعتمرون والحجاج.
- وينوه الكثيرون على أن الصعود إلى جبل النور جائز ومستحب فقط بقصد الاستكشاف والاطلاع، ولكنه حرام في حالة قصد التعظيم والعبادة والدعاء لأنه بدعة من البدع، ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفعل ذلك أبدا بعد بعثته، ولم يفعله أحد من الصحابة الكرام رضى الله تعالى عنهم.
- وعندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحج ويعتمر ومعه الصحابة لم يصعد أي واحد منهم إلى غار حراء أبدا بقصد التعظيم والتجليل، ووضح شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أيضا في هذا الشأن بخصوص المساجد التي تم بناؤها على أثر النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته، مثل المسجد الموجود تحت جبل الصفا، وآخر عند جبل أبي قيس؛ حيث أشار ابن تيمية إلى أن زيارة هذه المساجد بغرض التعظيم والتجليل، ولكن فقط للصلاة كغيرها من المساجد، لأن ذلك بدعة.
نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء
- عن عروة بن الزبير أن عائشة بنت أبي بكر زوج النبي -رضي الله عنها- قالت: "كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حُبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه -وهو التعبُّد- الليالي ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله و يتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى فَجِئَه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك، فقال: "اقرأ"، فقال: "ما أنا بقارئ"، قال: "فأخذني، فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني"، فقال: "اقرأ"، قلت: "ما أنا بقارئ"، قال: "فأخذني، فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني" فقال: "اقرأ"، قلت: "ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني" فقال: {ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلأَكْرَمُ (3) ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ (4) عَلَّمَ ٱلإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} (العلق: 1-5)؛ فرجع بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال: "زمِّلوني زملوني(أي غطّوني)"، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، ثم قال لخديجة: "أي خديجة ما لي، وأخبرها الخبر"، قال: "لقد خشيت على نفسي"، قالت له خديجة: "كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكَلَّ(تُعين الضعيف)، وتُكسب المعدوم(تساعد وتتصدق على الفقير)، وتقري الضيف(تكرم الضيف، والقِرَى هو طعام الضيف)، وتعين على نوائب الحق(جملة تجمع كل أنواع الخير الذي يقوم به)".
- ثم انطلقت به أمُّنا أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى -وهو ابن عم خديجة-، وكان رجلا تَنَصَّر(اتخذ النصرانية الصحيحة دينا) في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي ويكتب من الإنجيل بالعربية ما كان يقدر على كتابته، وكان شيخا كبيرا أعمى، فقالت له خديجة: "أي عم، اسمع من ابن أخيك"، قال ورقة بن نوفل: "يا ابن أخي، ماذا ترى؟"، فأخبره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خبر ما رأى، فقال له ورقة: "هذا هو الناموس(الوحي) الذي أُنزل على موسى، يا ليتني فيها جذعا(ياليتني كنت صغيرا قويا شجاعا حتى أنصرك)، يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أومخرجي هم؟" قال ورقة بن نوفل: "نعم، لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عُودِي(اتخذه قومه عدوًّا وآذَوْه)، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا".
المصادر:
- المقال: معلومات عن غار حراء. منشور على موقع mawdoo3؟
- المقال: غار حراء. منشور على موقع wikipedia.
- المقال: لماذا سمي غار حراء بهذا الاسم. منشور على موقع almrsal.
- المقال: معلومات عن جبل النور. منشور على موقع sotor.
- المقال: تعبد النبي في غار حراء وبدء الوحي. منشور على موقع alsirah.