عيد ضرب الجيران: تعرفوا على أكثر الأعياد غرابة في بوليفيا
تختلف الأعياد وطريقة الاحتفال بها من بلد لآخر، باختلاف عادات الشعوب وموروثاتهم الثقافية، وسنطلعكم في هذا التقرير على واحد من أكثر الأعياد غرابة حول العالم، وهو عيد ضرب الجيران.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
عيد ضرب الجيران في بوليفيا
يحتفل سكان إحدى مدن دولة بوليفيا الواقعة في أمريكا الجنوبية كل عام في شهر مايو بعيد "ماتشو تنكو" التقليدي، أو "عيد ضرب الجيران"، وقد بدأ الاحتفال بهذا العيد الخطير والعنيف قبل ستمئة عام تقريباً.
ويقوم فيه سكان مدينة "بوتوسي" بالخروج من منازلهم في وقت محدد ومتفق عليه، ليبدأوا في تبادل الضرب واللكمات بعنف وشراسة، اعتقاداً منهم بأن ممارسة هذا الطقس الغريب سيجلب لهم ولمدينتهم الحظ الوافر، وسيجعلهم ينعمون بحياة أكثر رفاهية، كما سيزيد من محاصيلهم الزراعية.
أصل عيد ضرب الجيران البوليفي
يعود هذا العيد وطقوسه إلى إيمان الشعب البوليفي بأسطورة قديمة كانت سائدة في بلادهم، وتقول هذه الأسطورة، إن آلهة الـ "باتشاماما" طلبت من أهل بوليفيا قبل ستة قرون أن يحضروا لها الدماء، ويقدموها إليها، حتى تضمن لهم وفرة المحاصيل الزراعية.
لكن سكان بوليفيا ينفذون معتقداتهم بشكل خطير، فبدلاً من أن يذبحوا الماشية ليقدموها كقربان، مثلما تفعل شعوب كثيرة ليتقربوا للآلهة، اختار البوليفيون أن يريقوا الدماء البشرية، وذلك من خلال إقامة معارك شرسة بين الجيران.
وكلما زادت الدماء التي ينزفونها في هذه المعارك الطاحنة، ظنوا أنهم سينعمون هذا العام بحظ أكبر، لذلك فإن بعض هذه المعارك قد تصل إلى حد الموت.
رد فعل السلطات البوليفية تجاه عيد ضرب الجيران
ورغم كل المحاولات التي تبذلها السلطات في بوليفيا لوقف الاحتفال بهذا العيد المؤذي والدموي، إلا أن سكان مدينة "بوتوسي" يجدون أماكن متطرفة وبعيدة عن أعين السلطات يحتفلون فيها بهذه الطقوس، التي ما زالوا يمارسونها حتى الآن في كل عام.
عيد وفاء النيل عند قدماء المصريين
وربما يذكرك هذا الاحتفال بما يقال عن احتفال قدماء المصريين بعيد وفاء النيل الذي يوافق يوم الخامس عشر من أغسطس، فقد تردد أن الفراعنة كانوا يختارون أكثر فتاة جميلة كل عام ثم تبدأ هذه الفتاة في التزين وارتداء فستان فخم وقيم، ثم يلقونها في النيل كشكر وعرفان للخير الذي يقدمه النيل للمصريين.
وعلى الرغم من أن انتشار هذه الأسطورة عن قدماء المصريين، إلا أن الكثير من المؤرخين كذبونها، فيقول الدكتور حسين دقيل، إن هذه الخرافات روجها المؤرخ الإغريقي بلوتارخ، حين قال إن "إيجيبتوس" ملك مصر نزلت كوارث بالبلاد في عهده، فاستلهم الوحي ليهديه السبيل، فنصحه بأن يضحي بابنته ويلقيها في النيل، ففعل ذلك ثم شعر بالذنب، فألقى بنفسه في النيل أيضاً، فهلك كما هلكت ابنته.
وهذه الرواية ظلت تتناقل عبر العصور، ما جعل الكثيرين يتوهمون أنها حقيقة كانت تتكرر كل عام.