عيد استقلال الجزائر
عيد استقلال الجزائر هو عيد وطني سنوي، تحتفل به دولة الجزائر في 5 يوليو من كل عام، وهو يتزامن مع الذكرى السنوية للتحرر من الاستعمار الفرنسي، الذي استمر لأكثر من 130 عاماً.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ثورة التحرير الجزائرية
وتعتبر ثورة التحرير الجزائرية هي أكبر ثورة في القرن الـ 20، حيث اندلعت في نوفمبر 1954، واستمرت حتى يوليو 1962، وانتهت بإعلان استقلال الجزائر رسمياً في 5 يوليو 1962.
وبحسب ما ذكرته تقارير محلية، فقد انطلقت شرارات الثورة في 4 نوفمبر عام 1954، عندما تم اغتيال أحد قادة الجزائر، وهو رمضان بن عبدالمالك، لتقوم فرنسا بعدها بإرسال إمدادات عسكرية إلى الجزائر من أجل إخماد الثورة في مهدها.
ولكن المعارك بين الجزائريين والمستعمر الفرنسي توالت بعدها، فتم أسر قائد جزائري، أحمد زبانة، في 8 نوفمبر، ثم تم بعدها قصف جوي لمواقع تابعة للمجاهدين في 13 نوفمبر، وقُتل بعدها القائدين باجي مختار وبلقاسم ڤرين في نفس الشهر، ليصدر بعدها بياناً من جمعية العلماء الجزائريين المسلمين، والذي وقعه الشيخ البشير الإبراهيمي في القاهرة، حيث دعا البيان إلى الالتفاف حول الثورة.
وفي ديسمبر عام 1954، تم تأسيس فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، وفي 22 من نفس العام، قامت فرنسا بتدشين حملة اعتقال واسعة، حيث استهدفت من خلالها مناضلي حركة انتصار الحريات الديمقراطية، وبدأت بعدها مباشرة عمليات عسكرية فرنسية في الجزائر، والتي نفذت 3 عمليات كبرى خلال عام 1955.
وتجددت العمليات العسكرية الفرنسية مع مجيء الجنرال شارل ديغول، وتعيينه قائداً عاماً للقوات العسكرية في الجزائر، حيث وضع برنامجاً مكثفاً ينفذه آلاف الجنود المتخصصين في حرب العصابات.
وقامت قوات الاستعمار الفرنسي بتنفيذ عمليات عسكرية بمساندة الطيران في جنوب الأوراس وجبال النمامشة، وقُتل القائد الجزائري مراد ديدوش في 18 يناير عام 1955.
وفي 25 من نفس الشهر، تم تعيين جاك سوستال جاكماً عاماً على الجزائر، في الوقت الذي قارب فيه أعدادت القوات العسكرية الفرنسية في الجزائر حوالي 84 ألف جندي.
ومع تأثر جيش الاستعمار الفرنسي أمام ضربات جيش التحرير الجزائري، وعدم تأثير الضربات العسكرية الفرنسية العنيفة التي شنتها قوات فرنسا ضد الجزائر، سقطت الحكومة الفرنسية في 5 فبراير عام 1955.
وأعلن الحلف الأطلسي مساندته للحكومة الفرنسية الجديدة في حربها ضد الجزائر، في نفس الوقت الذي صادق فيه البرلمان الفرنسي على قانون حالة الطوارئ بالجزائر، ويتم فرضه على منطقة الأوراس والقبائل.
وكانت الفترة ما بين 18- 25 أبريل عام 1955 مهمة جداً في تاريخ الثورة الجزائرية، حيث شاركت جبهة التحرير الوطني في مؤتمر باندونغ، وهو ما اعتبر أول انتصار دبلوماسي تحققه الثورة.
وشكل المستوطنون الفرنسيون ميليشيات عسكرية عُرفت باسم اليد الحمراء، من أجل خطف وتعذيب الجزائريين، كما قام المستعمر الفرنسي بتوسيع حالة الطوارئ لتشمل بسكرة والوادي، مع تدعيم مجهود حربي ضخم بهدف القضاء على الثورة.
وفي مايو عام 1955، أقر مجلس الوزراء الفرنسي إضافة 40 ألف جندي فرنسي إلى الجزائر، واستدعاء الاحتياطيين من أجل تدعيم المجهود الحربي الفرنسي في الجزائر.
وقامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتصويت لصالح تسجيل القضية الجزائرية في جدول أعمال الدورة القادمة، فيما أعلن جاك سوستال عن إصلاحات في الجزائر بهدف إضعاف الثورة.
وفي يوليو عام 1955، ظهر الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، ليقوم بضرب التجار الجزائريين المواليين للاستعمار الفرنسي، وذلك في الذكرى الـ 125 للاحتلال، وخلال نفس الشهر، قرر أعضاء اللجنة المركزية لحركة انتصار الحريات الديمقراطية حل حركتهم، والالتحاق بجبهة التحرير.
وفي 7 أغسطس من نفس العام، صُدر قراراً بتمديد حالة الطوارئ في الجزائر لمدة 6 أشهر، وشهد الشهر نفسه هجمات عسكرية فرنسية مكثفة، من بينها هجوماً شاملاً على منطقة الشمال القسنطيني.
وكان الجيش الفرنسي في ذلك الوقت يتكون من قوات كوماندوز ومظليين ومرتزقة متعددة الجنسيات، بالإضافة إلى قوات حفظ الأمن وقوات الاحتياط، فيما حظت قوات جيش التحرير الوطني التابعة للفرع العسكري من جبهة التحرير الوطني، بتأييد الشعب الجزائري الكامل، وكذلك الجالية الجزائرية في المهجر، خاصة في فرنسا.
استقلال الجزائر
وفي 5 يوليو عام 1962، وبعد أكثر من 7 سنوات على اندلاع ثورة التحرير الجزائرية، انتهت الحرب أخيراً، وتم إعلان استقلال الجزائر رسمياً عن الاستعمار الفرنسي، وهو نفس اليوم الذي تم فيه احتلال الجزائر في عام 1830، كما خاطب الجنرال شارل ديغول الشعب الفرنسي عبر التليفزيون، معلناً استقلال الجزائر.
وجاء استقلال الجزائر نتيجة استفتاء تقرير المصير للفاتح من يوليو، والمنصوص عليه في اتفاقيات إيفيان في 18 مارس عام 1962، وقد أعلن على إثره ميلاد الجمهورية الجزائرية في 25 سبتمبر من نفس العام، ومغادرة مليون شخص من الفرنسيين المعمرين في الجزائر منذ بداية الاحتلال في عام 1830.
الاحتفال بعيد استقلال الجزائر
ويتم الاحتفال بعيد استقلال الجزائر في كافة مناطق البلاد تخليداً لهذه الذكرى العظيمة والتضحيات التي لا تُنسى التي قام بها الأبطال الجزائريين في محاربة الاستعمار الفرنسي، حتى الحصول على الاستقلال التام.
وفي يوم 5 يوليو من كل عام، تقام في كافة أنحاء الجزائر استعراضات واحتفالات شعبية تشارك فيها مختلف فئات الشعب الجزائري، ويحرص الآلاف على رفع العلم الجزائري في الشوارع وتعليقه على المنازل، كما يتم إطلاق طلقات نارية في كل أنحاء البلاد.
وخلال عيد الاستقلال، يتم بث برامج إذاعية وتليفزيونية باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية، كما يتم عرض أفلام ووثائقيات حول المقاومات الشعبية والثورة التحريرية الكبرى.
وبالإضافة إلى هذا، فيتم أيضاً تكريم العديد من الشخصيات المؤثرة في الجزائر، وعائلات الشهداء والمجاهدين وأبطال المقاومة الشعبية، كما يتم إصدار مراسيم عفو عن سجناء، وغيرها.