عمدة روتردام الهولندية، المغربي الأصل الحائز على لقب شخصية العام وأفضل
أحمد أبو طالب البالغ من العمر 60 عاماً، سياسي هولندي من أصل مغربي، متزوج ولديه ثلاث بنات وولد. وهو عضو بحزب العمال في هولندا، ويشغل منصب عمدة روتردام منذ يناير/ كانون الثاني 2009.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وهو أول عمدة في هولندا من أصول مغربية ومسلم العقيدة ومن منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وأول عمدة بهذه الصفة لمدينة من المدن الكبرى في أوروبا.
وقد اشتهر أحمد أبو طالب بمواقفه الجريئة فيما يتعلق بمسألة الهجرة والراديكالية وسط الشباب المسلم في هولندا، إلى جانب سياساته الاجتماعية والإدارية على صعيد الحكومات المحلية. وتصدر عدة مرات قائمة السياسيين الأكثر احتراما وشعبية في هولندا.
في عام 2014، فاز أحمد أبو طالب، المغربي الأصل، الذي يشغل منصب عمدة مدينة روتردام الهولندية، بلقب شخصية العام والمواطن الهولندي الأول، الذي تمنحه مجلة " إليسفير" الهولندية الإسبوعية. ثم حصل على جائزة أفضل عمدة بالعالم، التي تمنحها منظمة The City Mayor Foundation، وهي منظمة عالمية تنشط انطلاقاً من مدينة لندن.
وذكرت "وكالة المغرب العربي للأنباء" نقلاً عن مجلة "إليسفير"، التي وصفت أحمد أبو طالب بالشخصية الحازمة والملتزمة المكرسة جهودها للعمل مع اهتمام بالتفاصيل، أن العمدة أحمد أبو طالب قد حاز هذا اللقب لكونه يمثل الواجهة العامة لمدينة تتغير على نحو إيجابي، وأيضاً بسبب إدارته الجيدة والكفؤة للمدينة وما يتحلى به من خصال نبيلة كالصدق والنزاهة والاستقامة، وأنه استطاع أن يمنح روتردام الوجه الذي تستحقه محلياً وعالمياً، فوجود منشآت مثل المحطة المركزية الجديدة للقطار وسوق ماركتال المغطى قد لفتت انتباه العالم برمته إلى روتردام، وغيرت على نحو إيجابي صورة المدينة. كما أضافت الوكالة أن هذه اللقب يمثل مكافأة للمواقف الصريحة لعمدة روتردام بخصوص العديد من القضايا الاجتماعية، بما فيها إنتاج المخدرات وظاهرة الحركات الجهادية.
نشأة عمدة روتردام
ولد أحمد أبو طالب في 29 أغسطس/آب 1961، من والديين مغربيين الأصل في ريف إقليم الناظور شمال المغرب، حيث تلقى تعليمه الأولِّى هناك.
في عام 1976، عندما بلغ سن الخامسة عشر، انتقل أحمد أبو طالب مع والدته وإخوته إلى هولندا للإقامة فيها حيث كان يعمل والده أماماً بأحد المساجد.
وسرعان ما تعلم أحمد أبو طالب اللغة الهولندية، وبدأ دراسته في مدارس التعليم المهني الأولي ودرس الهندسة الكهربائية، ثم انتقل إلى المدرسة المهنية الإعدادية للتوسع في دراسة الهندسة الكهربائية والطيران، وأخيراً إلى الكلية المهنية العليا حيث تعمق في دراسة الهندسة الكهربائية، وتخصص في هندسة الاتصالات.
مسيرة عمدة روتردام
- بدأ أحمد أبو طالب رحلته مراسلاً للعديد من مؤسسات الإذاعة والتلفزيون الهولندية، وبعض المؤسسات الإذاعية المحلية في الفترة 1986 وحتى 1989.
- ثم التحق بالخدمة المدنية بوزارة الرعاية الاجتماعية والصحة والثقافة كمسؤول إعلامي ومتحدث باسم الوزارة في عام 1991.
- وفي عام 1994 عمل رئيساً لقسم الاستعلامات في المجلس الاقتصادي والاجتماعي الهولندي، ثم أصبح بعدها مديراً لقطاع الاتصالات والنشر بالمكتب المركزي الهولندي للإحصاء.
- وفي عام 1998، أصبح أبو طالب مديراً لمعهد "فوروم"، المركز الهولندي للأجانب سابقاً، وهو منتدى سياسي هولندي يعني بقضايا ومشاكل المهاجرين السياسية والتعددية الثقافية.
- اهتم أحمد أبو طالب بالعمل السياسي منذ وقت طويل، وتقدم بطلب للحصول على وظيفة قيادية في حزب قائمة بيم فورتاوين في عام 2002 ، لكنه اعتذر عن الانضمام له، بعد مقابلتين مع إدارة الحزب، حيث اتضح له بأنه ليس ثمة ما يجمعه مع الحزب من أفكار ورؤى ولا تتماشي توجهاته مع ساسة الحزب وتوجهاتهم السياسية .
- وبعد مضي عام انضم أحمد أبو طالب إلى حزب العمال الاشتراكي الاتجاه. وفي عام 2004 أصبح عضوا بمجلس بلدية أمستردام.
- في عام 2004 تولى أحمد أبو طالب مهامه كمحافظ قانوني مسؤول عن شؤون التعليم والشباب والعمل والموارد المالية والسياسة الخاصة بالمناطق الحضرية الكبرى.
- في عام 2007تم تعيين أحمد أبو طالب وزيراَ للدولة للشؤون الاجتماعية والعمل في تشكيلة حكومة يان بيتر بالكننده الرابعة، حيث كان أحد وزيرين مسلمين في تلك الحكومة مع السياسية التركية نبهات البيرق.
- في عام 2009 حصل أحمد أبو طالب على منصب العمدة في مدينة روتردام ممثلاً لحزب العمال.
عمدة روتردام في الصحافة
- ذاع صيت أحمد أبو طالب بوتيرة سريعة بعد حادثة اغتيال المخرج الهولندي ثيو فان غوخ في عام 2004، والذي كان يعمل في إخراج فيلم رأي فيه المسلمون بأنه ينطوي على إساءة للإسلام، على يد شاب راديكالي إسلامي مغربي الأصل. حيث تصدر اسمه في مختلف وسائل الإعلام عبر مساعيه وجهوده الناجحة لتهدئة الخواطر وامتصاص الغضب، وردود الفعل ومحاولة التقريب بين الفئات الاجتماعية والدينية المختلفة وسط سكان المدينة. وأيضاً تصريحاته الجريئة في هذا الشأن عندما خاطب المهاجرين قائلاً من لم يستطع الاندماج في هذا المجتمع فليحمل أمتعته ويغادر البلاد.
- كذلك ارتبط اسم أحمد أبو طالب في وسائل الإعلام وبلدية أمستردام بسياسة الرمز البريدي التعليمي لمدارس الابتدائية، وهو ما يعني أن كل مدرسة ابتدائية من مدارس أمستردام يجب أن تقبل في صفوفها تلاميذ الحي الذي تقع المدرسة في حدوده فقط والذي يميزه رمزه البريدي.
- وكان الهدف من هذه السياسة هو محاربة ظاهرة ما يعرف في هولندا بالمدارس السوداء، وهي المدارس التي تتكون أغلبية تلاميذها من أصول أجنبية بسبب قيام أولياء الأمور، خاصة من ذوي الأصول الهولندية، بتسجيل أبنائهم في مدارس أغلبية تلاميذ صفوفها من أصول هولندية حتى ولو كانت في أحياء سكنية أخرى.
- وفي عام 2006 برز اسم أحمد أبو طالب مرة أخرى بالخط العريض في وسائل الصحافة وذلك لقراره بوقف الإعانة الحكومية الممنوحة للنساء في أمستردام اللائي يرتدين النقاب وبرر قراره في قائلاً أنه ما من أحد يرغب في تعيين امرأة ترتدي النقاب وطالب المرأة أن تتخلى عن النقاب وتتقدم بطلبها للعمل، وإذا أصرت على ارتدائه فلا سبيل لها للحصول على الإعانة، لأن الإعانة مرتبطة بالعمل ولا تمنح لمن لا يريد أن يعمل أو من يتسبب في عدم حصوله على وظيفة. وقد كان أحمد أبو طالب أيضا من المؤيدين المتشددين للزيارات المنزلية التفقدية إلى منازل المتقدمين للحصول على المساعدات الاجتماعية أو منازل المستفيدين منها، وذلك للتأكد من مدى استعدادهم للانخراط في العمل. وفي حالة عدم تعاونهم على إجراء مثل هذه الزيارات فيتم رفض طلباتهم للحصول على الإعانة أو إيقاف صرفها لمن يتلقاها من الأفراد.
- وفي عام 2008، تداولت وسائل الإعلام خبراً بوجود اسم أحمد أبو طالب مدرجاً في بريد إلكتروني مع اسم هانس اسبيكمان أحد أعضاء حزب العمال البارزين، يدعو قيادات الحزب الآخرين على تقديم خبر الأموال الإضافية التي خصصتها الحكومة لدعم ذوي الدخل المنخفض كأنه إنجاز للحزب واعتباره هدية من الحزب للمواطنين. وقد تم استدعاء وزير الدولة أبو طالب إلى جلسة طارئة عقدها مجلس النواب لمساءلته حيث اعترف أبو طالب بما حدث وقدم اعتذاره .
وقد طاردت أحمد أبو طالب كثير من الاتهامات، من قبل بعض الأوساط اليمينية الهولندية، التي أثارت الشكوك حول ولائه للبلاد عندما رفض التنازل عن جنسيته المغربية وجواز سفره المغربي، ورد أحمد أبو طالب إن ولاء المرء للوطن لا علاقة له بجواز السفر الذي يحمله، بقدر ما بما يقدمه المرء من خدمات جليلة للوطن، وأن انتمائه المزدوج لهولندا والمغرب هو انتماء طبيعي جبّله الله عليه، ولا يرى فيه أي تناقض كما يحلو للبعض اختلاق مشاكل حوله، بل على النقيض فهو ينظر إليه كمصدر قوة وفائدة لمصلحة البلدين وشعبيهما.
كما تلقى أحمد أبو طالب تهديدات بالقتل، خاصة بعد هجمات باريس في عام 2014، وتزايد التوتر بين المسلمين وغير المسلمين في أوروبا وردود الفعل المتشددة التي صدرت عنه حينما ذكر مخاطباً افراد الجاليات الإسلامية وبشكل خاص المتشددين منهم في هولندا قائلاً بأن من لا يطيق الحرية فليحزم حقائبه ويرحل إلى مكان آخر في العالم يجد فيه راحته.
عمدة روتردام والترجمة
يعشق أحمد أبو طالب الشعر العربي وقد قام بترجمة بعض الأعمال الشعرية لأدباء عرب من بينهم أدونيس ، أحد الشعراء المعاصرين الأكثر شهرة في العالم العربي والذين هم على قيد الحياة، وهو أمر نادر الحدوث في هولندا لأنه لا يوجد إلا بالكاد من أعمال منشورة لأدونيس بترجمة هولندية. وقد قدم أحمد أبو طالب بعض تلك القصائد التي ترجمها إلى اللغة الهولندية مع لغتها العربية الأصلية إلى مهرجان الشعر العالمي في روتردام في يونيو / حزيران. حيث يتحدث أحمد أبو طالب اللغات الأمازيغية و العربية والهولندية والإنجليزية بطلاقة.