عمار الموصلي: أنقذ الملايين من عيون البشر وسبق غيره من أطباء الغرب
السَّاد أو الكاتاراكت: «Cataract» أو الماء الأبيض، مرض يصيب عدسة العين بالعتامة ويُفقدها شفافيتها فيسبب ضعفاً في البصر، وتُعالَج العين منه عن طريق عملية جراحية.
على الرغم من دقتها، لم تُبتكر هذه العملية في العصر الحديث، بل سبق الأطباء العرب فيها أطباء العصر الحديث، حيث ابتكرها طبيب عربي عاش في نهايات القرن الثالث الهجري هو عمار الموصلي.. فمن هو؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
من هو عمار الموصلي؟
اسمه بالكامل هو عمار بن علي أبو القاسم الموصلي، ولد ونشأ بالموصل في العراق، وتعلم فيها، وذلك هو السبب في اكتسابه لقب الموصلي.
من الموصل سافر إلى خراسان، وعمل فيها، ثم اتجه إلى ديار بكر، ثم إلى الكوفة، ومنها إلى سورية وفلسطين ومكة والمدينة المنوَّرة، وكان الموصلي يمارس في كل منها طبابة العيون وجراحتها ومعالجتها ويبحث عن أسباب انتشارها في هذه الأقطار.
كانت آخر رحلاته إلى مصر، حيث استقر في القاهرة في زمن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله.
مارس الموصلي تطبيب العين والكِحَالة في البيمارستانات في المدن التي زارها واصطحب طلابه لتدريبهم.
إنجازات عمار الموصلي
استطاع الموصلي أن يصل إلى طرق مبتكرة في جراحة العيون، ومازالت هذه الطرق متبعة حتى يومنا هذا.. وهو أول من ابتكر طريقة جراحية لسحب قدح العين المُسبب للعمى والمعروفة اليوم في العالم باسم الكتاركتا.
صمم الموصلي المقدح الأجوف (وهو أنبوبة رفيعة مجوفة) لشفط الساد الطري (أو ماء العين) بحيث لا يشكل استعمالها في قدح العين أي خطر عليها، وهو الأمر الذي يُستخدم اليوم في العالم كله.
ابتكر طريقة لمعالجة غطش أو غباش البصر الناتج من الإصابة بالحول عند الأطفال (وهو اختلاف العين اليمنى عن اليسرى أو العكس) وذلك بتغطية العين السليمة لفترة، وقد سبق الموصلي بهذه الطريقة غيره من الأطباء العالميين بألف عام.
أشهر مؤلفات عمار الموصلي
يعد كتاب الموصلي (المنتخب في علاج أمراض العين) أشهر كتاب في مجال طب العيون يشمل أساليب مداواة أمراض العين بالأدوية والآلات الجراحية، وطرق عملية في إجراء جراحات العيون وبيان تشريحها بمنهج علمي دقيق.
وهكذا استطاع عمار الموصلي أن يسبق غير من أطباء الغرب، ويضع اللبنة الأساسية لجراحات العيون الحديثة.