علماء يكشفون سر انتشار متحور أوميكرون أكثر من دلتا وبيتا
أفاد باحثون من مركز "فريد هاتشينسون" لأبحاث السرطان، التابع لشبكة الوقاية من كوفيد-19 بأمريكا، ومركز برنامج بحوث الإيدز في جنوب إفريقيا، أنهم اكتشفوا دليلاً على سبب انتشار متحور أوميكرون من كورونا بسرعة أكبر بكثير من المتحورات الأخرى.
سر انتشار أوميكرون بسرعة أكبر من المتحورات السابقة
رصد باحثون أمريكيون سر انتشار متحور أوميكرون، من فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، أكثر من المتحورات السابقة للفيروس، ووجد الباحثون أن الأشخاص المصابين بـ"أوميكرون"، وليست لديهم أعراض، عرضة لنقل العدوى للآخرين بنسبة 31%، بينما كانت نسبة نقل العدوى للذين ليس لديهم أعراض، خلال متحور دلتا لا تتجاوز 2.6%.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تُظهر البيانات التي رصدها الباحثون في دراسة نُشرت في 10 يناير بموقع ما قبل نشر الأبحاث "medrxiv" أن الأشخاص المصابين بالفيروس، وليست لديهم أعراض، عرضة لنقل العدوى للآخرين أكثر مما كان يحدث مع المتغيرات السابقة.
استخدم الباحثون اختبار PCR من منتصف نوفمبر 2021 إلى 7 ديسمبر 2021 على الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض، ووجدوا أن معدل نقل العدوى كان 16%، ثم أجروا دراسة أكبر بين 2 ديسمبر و17 ديسمبر 2021، فوجدوا أن 31% من نسبة نقل العدوى كان من خلال الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أي أعراض.
قال الباحثون إن الدراسات السابقة على معدلات الانتقال من دون أعراض في متغيرات بيتا ودلتا كانت تتراوح بين 1% و2.6%، أي أقل بـ7 إلى 12 مرة من عينات أوميكرون.
أوضح الباحثون أنه نظراً لأن الكثير من الأشخاص قد لا تظهر عليهم أعراض، فلا يمكننا دائماً معرفة من يحمل الفيروس، لكننا نعرف ما يمكننا القيام به لحماية أنفسنا وللمساعدة في منع انتشار المرض، وهو ارتداء كمامات الوجه، وغسل الأيدي، وتجنب التجمعات الداخلية، والحصول على التطعيم الكامل من اللقاحات المُضادة لكورونا في أسرع وقت ممكن.
تسبّب فيروس كورونا بوفاة ما لا يقل عن 5,519,380 شخصاً في العالم منذ ظهر في الصين في ديسمبر 2019. وسجّلت الولايات المتحدة أعلى عدد للوفيات جرّاء الفيروس وصل إلى ما يزيد عن 846 ألف حالة تليها البرازيل ثم الهند وروسيا.
تُقدّر منظمة الصحة العالمية أن العدد الإجمالي للوفيات قد يكون أعلى بمرّتين إلى ثلاث من هذه الأرقام، آخذة في الاعتبار العدد الزائد للوفيات المرتبطة بالوباء.
بحة الصوت علامة الإصابة الأولى بـ"أوميكرون"
نقلت تقارير صحفية بريطانية أن سماع العلامات الأولى للإصابة بمتحور أوميكرون من فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، أصبح أوضح من الشعور بها، أوضحت التقارير أن الكثير ممن تعرضوا للإصابة بهذه السلالة سريعة الانتشار أصبحوا يُعانون من صوت مبحوح وأجش على الرغم من عدم صراخهم.
وفقاً للتقارير، فقد اكتشف المصابون بمتحور أوميكرون من فيروس كورونا المستجد، أن العلامة الأولى لمعرفتهم بالإصابة تتمثل في بحة الصوت قبل الشعور بأي أعراض أخرى. يحدث هذا الأثر الجانبي بسبب الحكة عوضاً عن التهاب الحلق، ثم تتوالى الأعراض الأخرى مثل احتقان الأنف والسعال الجاف والآلام المتفرقة أسفل الظهر.
من بين الأعراض الصحية الأخرى التي تم الإبلاغ عنها من قِبل المصابين بأوميكرون هي فقدان الشهية وضباب الدماغ والاحتقان.
أشارت أنجليك كويتزي، الطبيبة التي نبهت السلطات لأول مرة إلى متحور أوميكرون الجديد بجنوب أفريقيا، إن آلام العضلات والتعب والحلق المتشنج والتعرق الليلي من أعراض أوميكرون الشائعة.
وجد العلماء في المملكة المتحدة التي تعد أوميكرون السلالة السائدة فيها، أن أهم خمسة أعراض لمتحور أوميكرون من فيروس كورونا المُستجدّ هي سيلان الأنف والصداع والتعب سواء كان خفيفاً أو شديداً والعطس ومشاكل الحلق.
وجد الباحثون أيضاً أن 50% فقط من الأشخاص المصابين بأوميكرون قد تأثروا بأعراض فيروس كورونا التقليدية والتي هي الحمى والسعال وفقدان حاسة الشم أو التذوق.
كانت جامعة "إمبريال كوليدج" فى لندن، قد أجرت مؤخراً بحثاً أفاد بأن خطر حاجة المرضى المصابين بمتحور أوميكرون من فيروس كورونا للبقاء في المستشفى أقل بنسبة تتراوح بين 40 و45% من المصابين بالمتحور دلتا.
حللت الدراسة بيانات حالات أكد اختبار pcr إصابتهم بالمتحور في إنجلترا في الفترة بين 1 و14 ديسمبر، وقال الباحثون الذين أجروا هذه الدراسة: "بشكل عام وجدنا أدلة على أن خطر الإقامة في المستشفى بسبب أوميكرون أقل مقارنة بالإصابات بدلتا كمتوسط لجميع الحالات خلال فترة الدراسة".
تُشير الدلائل المُبكرة إلى أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى العلاج في المستشفى حالياً أقل من الأعداد التي تحتاج الرعاية بسبب المتغيرات الأخرى لفيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، مع تقديرات تتراوح من 30 إلى 70%. يُذكر أن بريطانيا كانت قد شهدت تسجيل أكثر من 100 ألف حالة إصابة بمتغير أوميكرون في يوم واحد لأول مرة منذ تفشي الوباء.
يُعتقد أن تقليل الخطورة هو مزيج من الخصائص الأساسية لمتغير أوميكرون بالإضافة إلى مستويات عالية من المناعة لدى المواطنين بعد تلقيهم اللقاحات وتعرضهم لإصابات سابقة. يُشير تحليل أوميكرون بواسطة كلية إمبريال كوليدج لندن، إلى أن طفرات أوميكرون جعلت منه فيروس أكثر اعتدالاً من دلتا.
قال الباحثون إن فرص طلب الرعاية الصحية الطارئة بسبب أوميكرون ستكون أقل بنسبة 11% مقارنة بدلتا، إذا لم يكن لديك مناعة سابقة. ومع ذلك، فإن هذا ينطبق الآن على عدد قليل نسبياً من الأشخاص في بريطانيا بسبب ارتفاع مستويات التطعيم والعدوى.
أشار نفس التحليل إلى أن حساب المناعة لدى السكان يعني انخفاض خطر زيارة وحدات الطوارئ في المستشفيات بسبب أوميكرون بنسبة 25 إلى 30%، وهي النسبة التي قد ترتفع إلى 40% فيما يتعلق بالحاجة إلى البقاء في المستشفى لأكثر من يوم.
يأتي ذلك بعدما ذكر المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية ديفيد نابارو، أن التطعيم وحده لن يوقف انتشار جائحة فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، وأشار إلى أنه من الضروري الاستمرار في ارتداء الكمامات والحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي.