علماء الفلك يكتشفون مذنباً جديداً
أفادت الجمعية الفلكية بجدة أن المذنب سوان 25F يعد أحد الاكتشافات الفلكية الجديدة التي ظهرت في سماء الأرض خلال عام 2025.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وقالت الجمعية في منشور لها عبر صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك، إن المذنب قد رصد لأول مرة بواسطة كاميرا سوان فوق البنفسجية، على متن القمر الصناعي سوهو المخصص لرصد الشمس والظواهر القريبة منها.
وأشارت إلى أن المذنب قد أثار اهتمام الجميع، خاصة بعد رصد زيادات تدريجية في لمعانه خلال مطلع شهر أبريل، حيث بلغ قدره الظاهري حوالي 10.6 في الثالث من أبريل، ثم تحسن ليصل إلى 8.4 في السادس من الشهر نفسه.
وأكملت فلكية جدة أنه رغم هذا التحسن، فإن المذنب لا يزال غير مرئي بالعين المجردة، والتي تتطلب عادة أن يكون لمعان الجرم السماوي أقل من 6 قدر ظاهري.
ولفتت إلى أنه تم رصد المذنب في كوكبة القيثارة، وهو يتحرك تدريجياً نحو الجزء الداخلي من النظام الشمسي.
وتابعت الجمعية أنه على الرغم من أن المعطيات المدارية لا تزال غير مكتملة، إلا أن المؤشرات الأولية ترجح أنه مذنب طويل الفترة، وربما جاء من سحابة أورت، وهي منطقة بعيدة تضم أجساماً جليدية بدائية تعود إلى نشأة النظام الشمسي.
وأردفت إن هذا النوع من المذنبات يعد مهماً علمياً، لأنه يحمل في طياته مواد لم تتغير كثيراً منذ تشكل النظام الشمسي قبل أكثر من 4.5 مليار سنة.
ونوهت فلكية جدة إلى أنه في الوقت الحالي، يرصد المذنب سوان 25F باستخدام تلسكوبات متوسطة أو كبيرة الحجم من أماكن مظلمة بعيدة عن التلوث الضوئي قبل ضوء الفجر.
وبينت أنه مع أنه لا يتوقع أن يصل لمعانه إلى درجة الرؤية بالعين المجردة، إلا أن المفاجآت واردة. فقد شهد التاريخ الفلكي حالات نادرة ارتفع فيها لمعان بعض المذنبات فجأة بفعل انفجارات في نواتها الجليدية.
وأوضحت الجمعية أن المذنب سوان 25F يعتبر فرصة مثالية لتوثيق ظهوره وتطور سطوعه، كما أنه يمثل نافذة نادرة لدراسة جسم بدائي من تخوم النظام الشمسي، قد لا يكون من المذنبات اللامعة الشهيرة، إلا أنه بلا شك يضيف لمسة من الغموض والجمال إلى سماء الليل خلال فصل الربيع في عام 2025.
شاهد أيضاً: الدورات الشمسية قد تصبح أشد وأكثر عنفاً
وذكرت أنه وفقاً لأحدث المعلومات المتاحة، فمن المتوقع أن يصل المذنب سوان 25F إلى أقرب نقطة له من الشمس (الحضيض الشمسي) في 1 مايو 2025، مما قد يؤدي إلى زيادة لمعانه إلى حوالي 5 قدر ظاهري.
وأضافت فلكية جدة أن هذا المستوى من اللمعان يجعله مرئياً بالعين المجردة عند رصده من موقع مظلم والسماء صافية، مع الأخذ في الاعتبار أن المذنبات لا يمكن التنبؤ بسلوكها، وقد يختلف لمعانها الفعلي عن التوقعات.