عدو خفي : مادة يومية تهدد خصوبة الرجال
البيسفينول أ، Bisphenol A أو اختصاراً (BPA)، هو مركب كيميائي صناعي يستخدم بشكل شائع جداً في صناعة البلاستيك. يتميز البيسفينول بتشكيله لرابطة قوية مع الجزيئات الأخرى، وهذا ما يجعله مفضلاً للاستخدام في صناعة المنتجات اليومية من مختلف مجالات الحياة، مثل عبوات المياه, علب الطعام, منتجات النظافة الشخصية وغيرها الكثير.
يتعرض الإنسان له من خلال الجلد أو الاستنشاق أو الجهاز الهضمي (غذائياً). لكن مع تطور العلم فقد بدأت الأبحاث تكشف لنا التأثيرات السلبية لهذه المادة وما تحمله من أضرار على الإنسان.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
التأثيرات الصحية للبيسفينول |
يمكن أن يؤدي البيسفينول إلى الكثير من الأضرار الصحية على الإنسان, بسبب تركيبه المشابه لتركيب هرمون الأستروجين (هرمون جنسي أنثوي).
هذا ما يوجه معظم تأثيراته نحو الجانب الهرموني الجنسي، وأهم هذه التأثيرات :
• اضطرابات هرمونية : يتداخل البيسفينول مع هرمونات الجسم الطبيعية (هرمونات النخامى والدرق والكظر )، وهذا ما يؤثر على مستويات هذه الهرمونات ولا سيما الجنسية كالتستوستيرون (هرمون ذكري).
• الإجهاد التأكسدي : يزيد البيسفينول من إطلاق الجذور الحرة في الجسم ومن ثم تلف الخلايا.
• التأثير على الخصوبة : يؤثر البيسفينول على الخصوبة عند كلا الرجل والمرأة بتأثيره على هرموني التستوستيرون والأستروجين.
دور البيسفينول في العقم عند الرجال
• جودة الحيوانات المنوية :
أشارت أبرز الأبحاث أن التعرض المستمر للبيسفينول يرتبط بانخفاض جودة الحيوانات المنوية عند الرجل. حيث تم ملاحظة انخفاض في حركة الحيوانات المنوية وزيادة الشذوذات الجينية فيها عند الأشخاص ذوي المستويات المرتفعة من البيسفينول في البول. وهذا كله يؤثر على الإخصاب عند الرجال.
• التأثير على الخصيتين :
يؤثر البيسفينول على تطور الخصيتين ووظيفتها. حيث يؤدي التعرض المزمن له إلى تغييرات هيكلية ووظيفية في الخصيتين، وهذا ما يضعف إنتاج الهرمونات الذكرية كالتستوستيرون، مما يؤثر بدوره على الرغبة الجنسية والقدرة على الإنجاب.
• الإجهاد التأكسدي :
زيادة إنتاج الجذور الحرة تؤدي لتلف الحمض النووي والبروتينات والدهون. وبما أن البيسفينول يزيد إنتاج هذه الجذور فهو عامل رئيسي من عوامل تلف الخصية وضعف الحيوانات المنوية وزيادة خطر العقم.
الوقاية
بعد استعراض أضرار وتأثيرات البيسفينول فلابد من الوقاية منه وتجنّبه من خلال :
1-تجنب البلاستيكيات : كاستخدام العبوات الزجاجية أو الفخارية بدل من البلاستيك.
2-مقاطعة البيسفينول : اختيار المنتجات الخالية من البيسفينول من خلال قراءة الملصقات الخاصة بها.
3-تجنب تسخين الطعام في البلاستيك : تزيد الحرارة من حرية حركة البيسفينول وتسربه، لذلك من الأفضل الابتعاد عن تسخين طعامنا في المنتجات البيسفينولية.
4-تناول غذاء صحي : الطعام الغني بمضادات الأكسدة (الفواكه, المكسرات, الشاي والقهوة) يقلل من تأثيرات البيسفينول على أجسادنا.
الخاتمة |
من المهم استعراض كل التأثيرات والأضرار التي يسببها البيسفينول لجسم الإنسان وخصوصاً دوره في العقم عند الرجال. لكن لا بد من التأكيد على أن هذه التأثيرات والأضرار مرتبطة بالمستويات المرتفعة منه داخل الجسم. أما المستويات المنخفضة، فلم يُلاحظ حتى الآن أعراض واضحة لها. لكن هذا لا يمنعنا من نشر الوعي المجتمعي حول هذا المركب الكيميائي الضار وتبني ثقافة الوقاية منه ومن منتجاته.
-
المحتوى الذي تستمتع به هنا يمثل رأي المساهم وليس بالضرورة رأي الناشر. يحتفظ الناشر بالحق في عدم نشر المحتوى.
هل لديكم شغف للكتابة وتريدون نشر محتواكم على منصة نشر معروفة؟ اضغطوا هنا وسجلوا الآن!
انضموا إلينا على منصتنا، فهي تمنح كل الخبراء من كافة المجالات المتنوعة الفرصة لنشر محتواهم . سيتم نشر مقالاتكم حيث ستصل لملايين القراء المهتمين بهذا المحتوى وستكون مرتبطة بحساباتكم على وسائل التواصل الاجتماعي!
انضموا إلينا مجاناً!