عبدالله بن العباس إمام التفسير
هو ابن عم الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذي صاحبه منذ صغره، فأخذ عنه وسعى في تلقي الأحاديث المروية عنه من أهل العلم وكبار الصحابة (رضي الله عنهم) لذلك لقبوه بعدة ألقاب؛ منها: حبر الأمة، وفقيه العصر، وإمام التفسير، وترجمان القرآن.. إنه الصحابي الجليل عبدالله بن العباس.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
طلب العلم منذ الصغر
عبدالله بن العباس بن عبد المطلب، كان يكنى بأبي العباس، عرف بتدبره وتمعنه في آيات القرآن الكريم، فقد كان فقيهاً ومفسراً للقرآن؛ حيث كان طالباً للعلم من صغره.
ففي صغره، صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) وأخذ عنه، وتلقى الأحاديث المروية عنه، حتى توفي الرسول، وكان عمر عبد الله بن العباس وقتها عشر سنوات، وقيل: ثلاثة عشر عاماً، وقيل: خمسة عشر، فصاحب بعدها كبار الصحابة، كعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب.
الرسول دعا له
سُمي عبدالله بن العباس بالبحر؛ لسعة علمه، فقد دعا له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل"، وقال أيضاً: "اللهم علمه الكتاب.. اللهم علمه الحكمة".
صفات عبدالله بن العباس
وكان أبو العباس سريع الفهم، قوي الحفظ، كما كان يستنبط المعاني العميقة من النصوص، فقال عنه عمر بن الخطاب إنه غواص، بل اتخذه مستشارا له في خلافته.
مجلس عبدالله بن العباس
كان لابن العباس مجلس كبير في المدينة يأتيه الناس لطلب العلم، وكان يقسم مجلسه أياماً ودروساً، فيجعل يوماً للفقه، ويوماً لتفسير القرآن، ويوماً للشعر، ويوماً لأيام العرب.
وقد روى ألفاً وستمئة وستة وتسعين حديثاً، وله في الصحيحين خمسة وسبعون حديثاً متفقاً عليها.
عُرف عنه الورع والتقوى
عُرف عن عبدالله بن العباس أيضاً الورع وتقوى الله؛ فقد كان كثير البكاء من خشية الله، فقد قرر الذهاب لأداء فريضة الحج مشياً على الأقدام، إلا أنه أصيب في بصره، فلم يفعل، وحزن لعدم قدرته على تحقيق أمنيته فقال: "ما آسى على شيء فاتني إلا أني لم أحج ماشياً".
وفاة عبدالله بن العباس
اختلفت الأقاويل حول عام رحيل عبدالله بن العباس، ولكن الرأي الأكثر تداولاً أنه توفي في عام ثمانية وستين هجرياً وعمره واحد وسبعون عاماً في مدينة الطائف، ودفنه ابنه علي بن عبدالله بن العباس ومحمد بن الحنفية.
ويقول التابعي سعيد بن جبير (رحمه الله) في قصة موت عبد الله بن العباس –رضي الله عنهما): "مات ابن عباس بالطائف فشهدنا جنازته، فجاء طائر لم يًر على خلقته حتى دخل في نعشه، ثم لم يُر خارجاً منه".