عبد العزيز بن سلمان: صاحب القرارات الجريئة والأقوى في سوق النفط
اختارت وكالة بلومبيرغ الأمريكية الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، لتصفه بأقوى رجل في سوق النفط، وذلك لما اتخذه من قرارات وصفتها الوكالة في تقريرها بـ"الجريئة والحاسمة"، والتي ساهمت في الحفاظ على استقرار سوق النفط في ظل جائحة فيروس كورونا.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
عبد العزيز بن سلمان "أقوى رجل في سوق النفط":
ونشرت الوكالة الأمريكية تقريرًا بعنوان "عبد العزيز بن سلمان.. أقوى رجل في سوق النفط"، تحدثت فيه عن القرارات التي اتخذها وزير الطاقة السعودي طوال الأشهر الماضية، وكيف ساهمت في الحفاظ على استقرار سوق النفط في ظل أزمة فيروس كورونا وتداعياتها المدمرة على الاقتصاد العالمي.
وأشارت وكالة بلومبيرغ في تقرير، إلى اجتماع أوبك في فيينا في مارس من العام الماضي، حينما اختلفت السعودية مع روسيا حول كيفية الاستجابة لوباء فيروس كورونا، إذ فضلت موسكو حينها تجنب خفض الإنتاج، بينما قررت السعودية خفض الإنتاج على الفور.
يرجع القرار السعودي بقيادة الأمير عبد العزيز بن سلمان، بصفته وزير الطاقة، إلى إدراكه المبكر أن تفشي فيروس كورونا سيؤدي إلى فوضى اقتصادية، لذلك عمد إلى هذا القرار بخفض إنتاج النفط منعًا لحدوث انهيار في أسعار النفط.
وجاء قرار الأمير عبد العزيز بن سلمان بخفض إنتاج النفط هذه المرة على خلاف القاعدة التي دأبت عليها السعودية، وهي التنسيق مع منتجي النفط الآخرين بحيث لا يكون هناك قرار من جانب واحد، إلا أن الأمير عبد العزيز اتخذ قرارًا حاسمًا في هذا التوقيت، لإثبات أن السعودية مسؤولة عن إدارة سوق النفط، بحسب وكالة بلومبيرغ.
قرار وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، بوضع قيود الإنتاج كان قرارًا مفاجئًا، إذ أمر شركة أرامكو التي تعد أكبر شركة طاقة في العالم بزيادة الإنتاج إلى أقصى المستويات، وفي اليوم التالي، مع إغلاق سوق النفط في عطلة نهاية الأسبوع، شنت المملكة العربية السعودية حرب أسعار شاملة، وأعلنت أنها ستبدأ في ضخ 12 مليون برميل يوميًا، بزيادة أكثر من 20٪ عن الشهر السابق.
وبالنسبة لأسواق الطاقة كان هذا يعادل الضربة النووية الأولى، ولدفع مثل هذه الكميات الضخمة إلى السوق، خفضت أرامكو سعر نفطها، وقدمت لمصافي التكرير أكبر الخصومات على الإطلاق، وكانت التخفيضات في الأسعار كبيرة بشكل خاص بالنسبة لمصافي النفط الأوروبية، مما أصاب السوق الروسية التقليدية بشكل أكبر.
ومع فتح سوق النفط مساء الأحد، انخفض خام برنت، وهو المعيار العالمي، بنسبة 25٪ تقريبًا في غضون ثوانٍ - وهو أكبر انخفاض في يوم واحد منذ يناير 1991، وامتدت التداعيات.
ويوم الأحد الماضي أعلن المنتجون الرئيسيون للنفط في دول "أوبك بلس" الاتفاق على زيادة إنتاج النفط تدريجيًا بمقدار 400 ألف برميل يوميًا على أساس شهري بدءًا من أغسطس 2021.
سقف إنتاج النفط لدول مجموعة أوبك:
وقبل أيام أثار وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، تفاعلا بعد تصريحاته عن التوصل إلى تسوية مع الإمارات بشأن سقف إنتاج النفط لدول مجموعة أوبك بلس، وذلك بعد خلاف بين الإمارات والسعودية حول ربط تعديل سقف إنتاج النفط بتمديد اتفاق أوبك+.
وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ردًا على سؤال بشأن تفاصيل التسوية: "لماذا ينبغي أن أذكر كل شيء، هذا فن أحتفظ بسره ونحتفظ بسره كلنا.. دائمًا تقدرون أننا ليس لدينا الكفاء أو لسنا أذكياء أو دبلوماسيين، وأيضًا كانت لديكم رؤية عمياء بشأن ما يجمعنا معنا، ما يجمعنا معًا أكثر مما تكتبونه للأسف".
وأضاف الأمير عبدالعزيز بن سلمان :"لا يوجد في العالم من يعمل على الطاقة المتجددة كما تفعل السعودية والإمارات"، وأن البلدين يتشاركان الطموح الكبير بشأنها "ونعمل بشكل متطابق على هذه الاستراتيجية".
ووافقت دول "أوبك بلس" خلال اجتماعها الأحد الماضي، على تمديد اتفاقية إنتاج النفط حتى 31 ديسمبر 2022، بدلًا من أبريل.
وتقرر خلال الاجتماع زيادة خط الأساس لإنتاج "أوبك بلس" من 43.85 مليون برميل يوميًا إلى 45.48 مليون برميل يوميًا، مع زيادة خط الأساس لإنتاج الإمارات إلى 3.5 مليون برميل يوميًا.
وزادت السعودية، رئيسة التحالف المشتركة مع روسيا، إلى 11.5 مليون برميل يويًا، وروسيا إلى 11.5 مليون برميل يوميًا، في حين تقرر زيادة خط الأساس لإنتاج العراق والكويت بواقع 150 ألف برميل يوميًا.
من هو الأمير عبد العزيز بن سلمان؟:
والأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، هو الابن الرابع للملك سلمان بن عبد العزيز، ولد في عام 1960، وحاصل البكالوريوس في علوم الإدارة الصناعية، وماجستير في الإدارة الصناعية.
وشغل الأمير عبد العزيز بن سلمان منصب مدير إدارة الدراسات الاقتصادية والصناعية بمركز البحوث في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عام 1985، ثم عُين مساعدًا لوزير البترول والثروة المعدنية في عام 2004.
كما شغل الأمير عبد العزيز بن سلمان منصب نائب وزير البترول بمرتبة وزير بالأمر الملكي عام 2015، ثم عُين وزيرًا للدولة لشؤون الطاقة في وزارة الطاقة والصناعة المعدنية عام 2017، قبل أن يتم تعيينه بأمر ملكي وزيرًا للطاقة في سبتمبر 2019.