عبد الصمد القرشي: رحلة كفاح "عملاق صناعة العطور" من مكة لمدينة النور
عبد الصمد القرشي، هو واحد من أعلام صناعة العطور على مستوى الشرق الأوسط والعالم أجمع، استطاع أن يصنع لنفسه هذه المكانة بين الشركات والماركات التجارية في عالم العطور بعد رحلة طويلة انطلقت من رحاب مكة المكرمة منذ أكثر من 84 عاما، ثم عبر الحدود بمنتجاته التي تعد من أفضل ماركات العطور والهدايا والعناية بالشعر.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
عبد الصمد القرشي: قصة بناء عملاق صناعة العطور
انطلقت رحلة عبد الصمد القرشي من أرض مكة المكرمة، من شركة تمتلكها عائلة عبد الصمد القرشي بدأت في عام 1852م، وتطورت لتضم مختارات عديدة للعود والعنبر والعطور ومنتجات العناية بالشعر والخلطات، حسبما ورد بالموقع الرسمي لشركة عبد الصمد القرشي.
وتوارثت أجيال وراء أجيال لعائلة عبد الصمد القرشي المهنة، حتى أصبحت بعد نحو قرن ونصف قرن من الزمان، إحدى الشركات العملاقة في صناعة العطور، بعدما انبعث لأول مرة من داخل منزل العائلة من أرض المسجد الحرام وتنامت في ربوع مكة المكرمة، وعرفت طريقها وفاح أريجها لينبعث من سواحل البحر الأحمر إلى عموم الخليج العربي، ويتسرب منه عنوة إلى الوسط الأسيوي وشمال إفريقيا، ويقتحم ويستقر فى عاصمة العطور والنور باريس.
كان عبد الصمد القرشي يملك نظرة بعيدة بخلاف رفقاه في هذا الزمان، إذ كان يدير زاوية الأحداث في مكة المكرمة لتوثيق أحقية تلك البقعة فى مقارعة الكافة فى صناعة العطور، بعدما تيقن أن ما تمتلكه أرض المملكة من طيب يمتاز به المشرق وربما لم يتنام إلى مشام الغرب من جنوة إلى جراس ومن باريس إلى فلورنسا، لذلك عمد إلى استخراج سحر العود والعزف على أوتار العنبر لاكتشاف معزوفة من روائح الشرق المُلهمة.
كيف وصل عبد الصمد القرشي لهذه المكانة؟
لم يكن العطر في حياة عبد الصمد القرشي مجرد شيئا عاديا، بل اعتبره بخبرته في هذا المجال مفتاح السعادة والجمال، كونه يعزز الجمال الداخلي، وينعكس بدوره على الجمال الخارجي ليُكمله.
وحملت رؤية عبد الصمد القرشي في صناعة العطور، أن استعمال العطور يعد المزاج ويزيد الطاقات الحيوية في الجسم، بل يتعدى تأثيره ليعم انتشاره على من حوله أيضًا، لذلك يهدف من تلك العطور إعطاء الحياة نكهة خاصّة وزيادة جمالها وحيويتها.
وسعت دراسات عبد الصمد القرشي إلى إرضاء رغبات الناس وتلبية حاجاتهم وبث الفرح والرضى في نفوسهم، من خلال العديد من المنتجات الّتي تستجيب لمختلف الأذواق.
ومع مرور سنوات على رحيل الشيخ المؤسس ومع الإتقان في العمل، قامت دار عبدالصمد القرشي بتشجيع عملائها، وتنمية الثقة عند موظفيها وحثهم على الإخلاص، ومواكبة تطور العصر والموضة، والمحافظة على الأصالة والتقاليد.
عبد الصمد القرشي: إرث متواصل
وعلى مدى العقود الماضية فاح عبق عود عائلة عبد الصمد القرشي لتمتد آثاره متجاوزة حدود الزمان والمكان، وتترك على مدار أكثر من قرن ونصف من الزمان إرثاً وخبرة كبيرة في تجارة العود والعطور، حافظ عليه الأبناء وخبرة طورها الخلف.
وكانت المسيرة قد انطلقت في عام 1932م، على يد الشيخ المؤسس عبدالصمد القرشي، بافتتاح أول المحلات في مكة المكرمة ضمن عمارة المشروع، المجاورة لدار الأرقم إبن الأرقم الماثلة أمام المسعى، لتضم في تجارته كل من العود، والعنبر والعطور.
شاهد أيضاً: كيفية وضع العطر بطريقة صحيحة: اجعل شخصيتك تتحدث
وبمرور الوقت اصطفت الجموع بحثا عن تصاميم وتراكيب أندر الخلطات، التى استطاع الشيخ عبد الصمد القرشي أن ينتقي أجمل ما كونته الطبيعة ويتخير أبدع الأزهار والأعشاب ويجمع أروعها ويجني أعطرها، فى رحلات مكوكية مختلفة، حرث خلالها الأرض من أقصي شمالها إلى أعمق جنوبها.
وعلى درب الوالد المؤسس، التزمت شركة عبد الصمد القرشي الدقة والجودة والنوعية لتحافظ على نجاحها المستمر، بهدف الحرص على جودة المنتجات بشكل دائم ومستمر.
جودة عالمية
وحصد مصنع عبد الصمد القرشي فى عام 2015 شهادة الجودة ISO 9001 لمنتجاته على مستوى العالم، كأول مصنع فى مكة المكرمة يحصل على هذه الشهادة من شركة Lioyd الإنجليزية والتى تمثل درة التاج البريطاني فى مجال الجودة، وأصبحت جميع منتجات المصنع تحصل على علامة الجودة الأصلية.
وفي عام 2018 حصلت مصانع شركة عبد الصمد القرشي على شهادة ISO9001 لإدارة الجودة، ومؤخرا حصلت الشركة على مطابقة من الدرجة الأولى للتدقيق "للشهادة الدولية لافضل ممارسات التصنيع العالمية" GMP ISO 22716، والتى تعد أقوى شهادات الإعتماد الدولية التى تطلبها دول العالم لإدخال أى بضائع خاصة بمستحضرات التجميل والعطور.
عطور مكيّة تغزو الأسواق العالمية
أكمل الأبناء مسيرة الشيخ عبد الصمد القرشي، وحرصوا على التطوير ومواكبة العصر لتلبية جميع الأذواق، والحفاظ على عراقة وأصالة المنتج، حتى بلغ عدد مجموعة شركات عبد الصمد القرشي 28 شركة ذات نشاطات مختلفة، ومتفرعة ومنبثقة من الشركة الأم المتمثلة لتنشط فى عالم الفندقة وساحة الإعلام ومسرح التجميل.
وتملك شركة عبد الصمد القرشي أكثر من 300 فرع في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، وأكثر من نصف مليون نقطة بيع أخرى، إضافة إلى عدد كبير من المصانع، التي تعمل على تصميم وتصنيع منتجات قيمة، تجعل الحياة مفعمة بالحيوية، كما أن المنتجات جميعها صُنعت على مرأى "شهيد المحراب" من التصميم والتعبئة والمحتويات، لتمنح العالم منتجا مكيا بامتياز.
وتضم شركة عبد الصمد القرشي أكثر من 10 آلاف منتج و نوع في المحلات، ولها أكثر من 145 محل منتشرة في دول الخليج وصر وليبيا والمغرب وتركيا ولبنان والأردن، إضافة إلى باريس ولندن، كما تملك 12 مصنعا يتولى عملية التصنيع والتصميم والإنتاج.