عالم عربي وحيد يشارك في لقاح أكسفورد ضد كورونا المنتظر
ينتظر العالم أجمع العلاج الذي سيخلصهم من جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، بعد أن طال هذا الفيروس الملايين من البشرية في جميع دول العالم وتسبب في وفيات ما يقرب من 400 ألف شخصاً، حتى خرجت بشرى سارة من رحم جامعة أكسفورد في إنجلترا، التي أعلنت منذ فترة توصلها إلى لقاح يمكن أن يساعد العالم في مواجهة هذا الفيروس التاجي.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لكن هذا الأمر لم يكن الشيء الوحيد المفرح، فكان هناك أمراً آخر حيث يوجد بين الفريق البحثي عالم عربي من قلب جمهورية مصر العربية يشارك بصفة أساسية في لقاح جامعة أكسفورد، بل هو الأستاذ المساعد للباحث الرئيسي الذي يعمل على هذا اللقاح.
أنه الدكتور الدكتور أحمد محمود سالمان، دكتور المناعة وأبحاث تطوير اللقاحات في معهد إدوارد جينر في جامعة أكسفورد في إنجلترا ومدرس علم المناعة وزميل كلية كيلوج في الجامعة ذاته، كما أنه أحد أبناء كلية العلوم في جامعة عين شمس المصرية. ويضاف إلى ذلك أنه الأستاذ المساعد الرئيسي للبروفيسور أدريان هيل، مدير معهد إدوارد جينر في جامعة أوكسفورد، الذي يعمل على هذا اللقاح منذ أشهر عديدة.
قال الدكتور أحمد محمود سالمان، في مداخلة مع برنامج مصر تستطيع، الذي يذاع على قناة DMC، عبر برنامج Skype ، إن اللقاح ChAdOx1 CoV-SARS-2 Oxford Vaccine يتم العمل عليه منذ أن تم الإعلان عن وجود فيروس جديد منتشر في الصين.
وأوضح الباحث أنه تم دراسة تركيب الجين الخاص بالفيروس التاجي لمدة 12 أسبوعاً بالتزامن مع التجارب العملية كما هو متبع بدءً من الفئران وصولاً إلى القرود، حيث تمت تجربة اللقاح على 6 قرود في أول شهر فبراير من العام الجاري، مشيراً إلى أن هذا يأتي بالتعاون مع معهد أمريكي.
وأشار سالمان إلى أنهم وجدوا أن اللقاح أعطى مناعة بنسبة 100% لهذه الحيوانات، في ذلك الوقت، لكن مع إعلان منظمة الصحة العالمية بأن فيروس كورونا أصبح بمثابة جائحة أو وباءً عالمياً تسبب هذا في تسريع وتيرة العمل على الفيروس.
وتابع أنهم بدأوا في شهر إبريل المنصرم في التجارب السريرية بعد أن تمت الموافقة من الحكومة البريطانية، حيث من المقرر أن تكون مدة هذه التجارب شهرين، حيث كان أول شخص تم تطعيمه بتاريخ 23 إبريل، لكن في المرحلة الحالية يعمل الفريق على محورين أهمهم قياس الأمان لهذا اللقاح للإنسان، مشيراً إلى أن التأكد من أن اللقاح آمن أمر شبه مفروغ منه.
وأكد أن جامعة أكسفورد تعد حالياً من أكبر جامعة في دراسة التجارب السريرية في العالم، حيث بدأت في دراسة اللقاح على 1100 شخص متطوع حتى تصل إلى 5000 شخص في المرحلة الأولى؛ لمعرفة مدى استجابة الجهاز المناعي لهذا اللقاح، حيث تم حقن 500 شخصاً باللقاح المستهدف أما هناك 500 شخصاً آخرين تم حقنهم بلقاح آخر لا يمت بصلة لفيروس كورونا حتى لا يحدث خللاً في الحالة النفسية للمرضى.
واستطرد الأستاذ الجامعي بأنهم يعملون على مراقبة المتطوعين جميعاً، لمعرفة مدى استجابة مناعة الأشخاص الذين تم حقنهم باللقاح الأساسي أمام الفيروس في حالة تعرضه للمرض، كذلك متابعة الأشخاص الذين لم يتم تلقيحهم لدراسة مناعتهم أمام الفيروس؛ لمعرفة الفرق بينهم. ودراسة التغيرات الحادثة في كلا الفريقين، مشيراً إلى أنه لا يمكن نشر نتائج الأبحاث الحالية حتى شهر يوليو المقبل؛ حتى تكون الصورة واضحة بشكل أقوى ومعرفة عم إذا كانت هناك نتائج مرجوة أم لا.
وقال سالمان إن هناك أمراً لابد من الجميع معرفته فيما يخص اللقاحات، أن هناك أمراً أخلاقياً لابد من اتباعه أثناء العمل في التجارب السريرية، حيث إنهم لا يستطيعون أن يعطوا عدوى للشخص لا يوجد لها علاج أثناء التجارب السريرية مثل ما يحدث في فيروس كورونا، أو أي مرض جديد لايوجد علاج له.
وأشار إلى أنه في حالة الأمراض الأخرى يمكن إعطاء عدوى للمتطوع وبدء التجارب السريرية لتجربة علاج جديد لأن هناك في الأساس علاج لهذا المرض ومثبت فعاليته. وفي هذه الحالة إذا لم يستجب المتطوع للعلاج أو اللقاح الجديد يتم معالجته فوراً بالعلاج الأساسي قبل ظهور أي أعراض للمرض له.
واستطرد سالمان حديثه، بأنه في الفترة الحالية تتم شراكة بين الجامعة وجهات أخرى وشركات بمجرد ظهور اللقاح بنتائج إيجابية وثبوت فعاليته سيتم تفعيل هذه الشراكات وتصنيع اللقاح، مشيراً إلى أنه هناك نتائج مبشرة بالفعل لكن لا يستطيعون اعتمادها إلا بعد انتهاء المرحلة بالكامل.