ظروف الاحتجاز تفاقم من مشاكل الصحة العقلية للمهاجرين
كشف تقرير صادر عن صحيفة الغارديان عن المعاناة النفسية التي يعاني منها اللاجئون وطالبو اللجوء في مركز احتجاز بروك هاوس في المملكة المتحدة، وبحسب التقرير المنشور في الصحيفة البريطانية فقد استخدم الموظفون في مركز الهجرة التابع لـبروك هاوس Brook House القوة الجسدية لمنع محاولات الانتحار وإيذاء النفس، وهو ما يوضح أيضا أن العاملين هناك غير مؤهلين لتلبية احتياجات المحتجزين الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية
وأظهرت القصة الإخبارية التي نُشرت الأسبوع الماضي أن المهاجرين الذين ينتظرون الترحيل في مركز ترحيل المهاجرين Brook House الواقع بالقرب من مطار غاتويك جنوب لندن قاموا بمحاولات للانتحار أو إلحاق الأذى بأنفسهم، وأظهرت الوثائق التي تم تأمينها من خلال قوانين حرية المعلومات أنه في 18 مناسبة على الأقل، استخدم موظفو بروك هاوس القوة الجسدية العام الماضي لمنع محاولات الانتحار وإيذاء النفس.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وكان ما لا يقل عن 19 شخصًا محتجزين في المنشأة وقيل للكثير من المحتجزين في المنشأة إنهم سيرحلون إلى رواندا. وبحسب الوثائق، حاول أحد طالبي اللجوء الانتحار بعد أن شعر بضيق واضح في اجتماع مع مسؤولي وزارة الداخلية لمناقشة وضعه كمهاجر وبدأ بضرب رأسه بالحائط.
قانون الهجرة غير الشرعية"
في مارس/آذار الماضي، قدم البرلمان البريطاني "مشروع قانون الهجرة غير الشرعية" المعروف أيضا باسم "أوقفوا القوارب" في إشارة إلى المهاجرين الذين يحاولون المرور إلى المملكة المتحدة على متن قوارب صغيرة. ووفقا للقانون سيتم احتجاز المهاجرين الذين يصلون إلى المملكة المتحدة وترحيلهم وسيتم منعهم من العودة مدى الحياة. بالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك حد أقصى لعدد اللاجئين الذين ستستقبلهم المملكة المتحدة من خلال طرق آمنة وقانونية وحددت المملكة المتحدة رواندا كدولة ثالثة "آمنة" للترحيل. وكانت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان قد زارت رواندا الشهر الماضي من أجل دعم خطط الحكومة البريطانية بهذا الصدد.
ظروف أشبه بالاعتقال
وقد وصف تقرير بريطاني رسمي نشر في أكتوبر/تشرين الأول أن مركز بروك هاوس، وهو مركز احتجاز يديره القطاع الخاص، بأنه بيئة مزدحمة تشبه السجن مع تهوية غير كافية. وقال التقرير أيضا إن العديد من المعتقلين تعرضوا "لفترات احتجاز طويلة للغاية". وسجلت أطول فترة احتجاز وهي 16 شهرا.
وهناك إجراءات راسخة معمول بها في مراكز ترحيل المهاجرين ومرافق الاحتجاز قصيرة الأجل لتقليل حالات إيذاء النفس.
ومع ذلك، كما هو مبين في التقرير "من الواضح أن هناك إخفاقات واسعة النطاق ونقص في الضمانات للحفاظ على المحتجزين الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية ورعايتهم".
وردا على تقرير صحيفة الغارديان، قال ميك بيمبليت، الأمين العام المساعد في جمعية ضباط السجون ، لوكالة الأنباء: "يعمل أعضاؤنا في مركز بروك هاوس في واحدة من أكثر أماكن العمل تحديا في المملكة المتحدة. إنهم يتعاملون باستمرار مع الأفراد العنيفين والعدوانيين والعاطفيين ويفعلون ذلك باحتراف كبير. وفي حين أن عدد حوادث استخدام القوة مثير للقلق، بيد أنه تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد ما يشير في هذه الأرقام إلى أن القوة كانت غير معقولة أو غير مبررة أو غير متناسبة". بحسب بيمبليت.
الأعداد أعلى بين المهاجرين
وفقًا لدراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية (WHO) عام 2021، فإن الاضطرابات النفسية الشائعة مثل الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) تميل إلى أن تكون أعلى بين المهاجرين مقارنةً بعامة السكان.
وتتداخل عوامل الإجهاد مثل الحرمان الاجتماعي والاقتصادي والاضطهاد والعنصرية التي حدثت قبل الهجرة وأثناءها وبعدها ولها تأثير تراكمي على الرفاهية العقلية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي هذه العوامل إلى تفاقم مشاكل الصحة العقلية الموجودة بالفعل.
كما أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن الأطفال الذين انفصلوا عن والديهم معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بالاكتئاب والقلق وأفكار الانتحار ومشاكل تعاطي المخدرات.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بتجنب سياسات الهجرة التي تزيد من القلق النفسي مثل فصل الأطفال عن العائلات. يمكن أن يؤدي الوصول إلى فرص العمل والتعليم بالإضافة إلى رعاية ودعم الصحة العقلية إلى تسهيل الاندماج الاجتماعي للمهاجرين واللاجئين والمساعدة في تخفيف عوامل الإجهاد التي تؤثر سلبًا على الصحة العقلية والرفاهية.
وخلصت دراسة منظمة الصحة العالمية إلى "أن المهاجرين واللاجئين يساهمون بشكل إيجابي في المجتمع، لكنهم لا يستطيعون تحقيق نجاحاتهم ما لم يكونوا في صحة بدنية وعقلية جيدة".
مستويات مقلقة لمرضى الصحة النفسية
في السياق ذاته ومن داخل مخيم كارا تيبي للاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانية، قالت فاسيا داناسكو، مديرة أنشطة الصحة النفسية في منظمة أطباء بلا حدود في ليسبوس، إن المنظمة الصحية رصدت مستويات مقلقة في مجال الصحة النفسية بين المهاجرين في المخيم. وتضيف لموقع مهاجر نيوز:"رحلتهم إلى الجزيرة مؤلمة للغاية بالفعل، وعندما يصلون إلى هنا، هناك دائما خوف من الترحيل. نحن نتحدث عن العديد من أحداث الحياة الدرامية التي تتداخل وتؤثر على الصحة العقلية للفرد".
وأشارت داناسكو إلى انتشار أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، والقلق، والميول الانتحارية، وإيذاء النفس، ومرض الذهان بين المهاجرين الذين يصلون إلى ليسبوس.
وبحسب مديرة الأنشطة النفسية فإن الجو العام في المخيم غير مساعد وتوضح: "كل يوم هو صراع للمقيمين في المخيم لتلبية الاحتياجات اليومية من الغذاء، والوصول إلى مرافق المراحيض النظيفة، والسلامة. طوابير الحصول على الطعام طويلة. في بعض الأحيان نتلقى شكاوى من انتشار الفئران وبق الفراش والقراد. في بعض الأحيان تندلع الحرائق. لا توجد خصوصية ولكنك دائما ما تكون مراقبا من قبل الشرطة".
في الآونة الأخيرة، غيرت الحكومة اليونانية اسم المخيم من مركز تحديد الاستقبال إلى مركز الوصول المغلق. وقالت داناسكو: "أخبرنا الناس هنا أن الحياة هنا تشبه الاحتجاز، حتى لو لم نسميها كذلك".
مهاجر نيوز 2023