ظافر العابدين: عملت في المطاعم وطرقت أبواب المنازل كمندوب
ظافر العابدين يكشف لليالينا الكثير من أسرار مسيرته في هذا الحوار الخاص
مع حلول شهر نوفمبر تخصص ليالينا عدد هذا الشهر للرجل لإحياء حملة موفمبر. وهذا العام نحيي الحملة مع النجم التونسي ظافر العابدين.
اصطحبنا ظافر العابدين في رحلة بحث عن الذات.. بحثنا سوياً عن السعادة.. وهل هي قرار أم حالة؟.. كيف نقف بعد الإنكسار.. ومن أين نأخذ قوتنا؟.. وما هي المواقف التي حدثت معه جعلته يصل إلى ما هو فيه اليوم بعدما تحطم حلمه أمام عينيه وبدأ حياته من الصفر في بلد لا يعرف فيها أحد.
تقوم حالياً بتصوير فيلم «كراميل» مع ماغي أبو غصن في بيروت، أحداث الفيلم مستوحاة من مسلسل يحمل نفس الاسم، هل هذا استثمار لنجاح المسلسل؟
أريد أن أنوه في البداية أن اسم الفيلم تغير إلى «حبة كراميل»، وبالفعل فكرة الفيلم مأخوذة عن المسلسل الذي حقق نجاحاً كبيراً عند عرضه في لبنان، والموضوع ليس استثمار لنجاح المسلسل بقدر ما كان هناك مجال لتطوير القصة.
العمل كان جيد، والقائمين عليه أرادوا تقديم عمل جديد من زاوية جديدة، وإذا كان من المنطلق التجاري كان من الممكن تقديم جزء ثاني من المسلسل، لكن ممكن ألا يتحمل 30 حلقة جديدة، بينما الفيلم مدته ساعة ونصف فقط.
بصراحة شديدة، سعدت كثيراً بالتصوير وبالشخصية نفسها وبالملامح الكوميدية، لذلك عندما عرض علي قبلت المشاركة به.
في العادة يتم تحويل الأعمال السينمائية إلى درامية ويكون هناك مساحة لخلق خطوط درامية وأحداث جديدة، عكس ما حدث في «كراميل»؟
العكس موجود، أنا قدمت من قبل الجزء الثاني من فيلم «Sex And The City» وهو كان في الأساس مسلسل، مسلسل «24» الأمريكي تحول إلى فيلم، الفكرة نفسها غير متداولة كثيراً عربياً لكنها موجودة.
نرى أنك تدخل السينما من الأبواب العربية وليست المصرية؟
شاركت في فيلم «أبو شنب» مع ياسمين عبد العزيز وهو فيلم مصري كوميدي، وحالياً فيلم «حبة كراميل» وهناك فيلم مصري جديد قريباً، لا أضع حدود لنفسي في التمثيل، طالما العمل جيد لا يهم جهة الإنتاج من أي بلد سواء مصر أو بيروت.
تعلم أن السينما المصرية لها نجومها، فهل ممكن أن تدخلها كبطل ثاني لتكوين قاعدة الجمهور السينمائي ثم تنتقل إلى مرحلة البطل الأول؟
المشروع يفرض نفسه أكثر من فكرة تصنيف البطل الأول أو الثاني، عرض عليٌ الكثير من الأفلام، لكن أحاول دائماً اختيار العناصر التي تنجح العمل سواء من فريق عمل أو سيناريو، وليس الهدف أن أكون البطل الأول في أول فيلم لي، وبعد سنوات بالتأكيد الأمر سيختلف.
شاهد أيضاً: ظافر العابدين لكاميرا ليالينا هذه نصيحتي للرجل في حملة موفمبر
منذ وصولك إلى مصر وأنت تضع لنفسك صورة معينة للظهور بها، سواء في الأعمال أو الإعلام، وعادة أي إنسان في بداية مشواره تحدث له بعض التخبطات إلى أن يقف على أرض صلبة، حدث العكس عند دخولك بوابة الفن العربي، خاصة وأنك قادم من خلفية فنية أجنبية، تعلم ماذا تريد، لكن هل حدث في بداياتك حالة التخبط التي ممكن أن تحدث مع أي فنان؟
مع التجربة الإنسان يتعلم ويعرف ما الذي يقوم به وما الذي يعتذر عنه ووجهة نظره تتغير بعد سنوات من العمل، مستحيل أن يظل تفكيري بنفس الطريقة منذ 7 سنوات، بالتأكيد الأسلوب ونظرتي اختلفت عن قبل، لكن آخذ الوقت في التفكير واتخاذ القرارات والاختيارات الصحيحة، فدائماً الموضوع من الداخل أهم من قشرته، وعندما يعمل الإنسان في أي مجال يجب أن يفهم كيفية العمل وطريقة التعامل مع الناس فيه، وما هو الصح وما هو الخطأ.
لكن الأهم ذلك أن تعلم أشياء عن نفسك، ماذا تريد تحديداً، وما الشيء الذي يجعلك تشعر بالسعادة وأنت تفعله وما الهدف منه، هذه كلها أمور يكتسبها الإنسان مع الوقت.
ما الشيء الذي يجعلك تشعر بالسعادة، كيف ترى السعادة؟
أهم شيء ليس ما تنتظره ممن حولك، لكن ما الذي تنتظره من نفسك والذي تنتظره عائلتك منك، وتصب تركيزك كله على نفسك وتعرف ما هي أهدافك وتكون مقتنع بها، وحتى إن لم تصل لهدفك على الأقل ستكون حاولت الوصول له، كل هذا إلى جانب سعادتك مع عائلتك ومع الناس الذين تحبهم، بالتوازن بين من حولك وبين أهدافك وطموحاتك.
البحث عن الذات يأخذ الكثير من الوقت من الإنسان؟
هذا بشكل متواصل، دائماً نسأل ونتعلم ونحاول أن نفهم ما يحدث حولنا، فالحياة دائماً ما تضعنا في مواقف نتعلم ونستفيد منها، ولا أخفي أنه دائماً أبحث في ذاتي وبداخلي عن نفسي وعن ما يسعدني، فالعالم حولنا يتغير بشكل كبير وسريع، وهو ما يجعلنا دائماً في حالة بحث وفهم للذات، مما يجعلنا في بعض الأحيان نتغير.
هل من السهل أن يقوم الإنسان بعمل بتغيير شامل في حياته؟
طالما الإنسان قادر على فهم ما حوله من تغيرات سيكون لديه القابلية للتغيٌر وللتغيير ولتطوير الذات، سيكون سهل على الشخص، لكن إذا ظل متسمكاً بأفكاره في ظل التغيرات التي تحدث سيكون صعب للغاية.
هل التردد في اتخاذ القرارات ممكن أن يعطل الإنسان؟ هل أنت شخص متردد في اتخاذ القرارات؟
التردد والتفكير الكثير في اتخاذ القرارات شيء طبيعي، لكن ما أحاول العمل عليه هو تقليل المدة التي اتخذ فيها القرار، فاتخاذ القرارات مثلاً في العمل ليست يقين، نحن نتحدث عن أشياء ممكن تنجح وممكن تفشل، وهذه هي مرحلة الشك التي تضعك أمام أكثر من اختيار أو أكثر من قرار، وبالتجربة والخبرة تستطيع أن ترى الصورة بشكل أوضح ورؤية أكثر، وهنا يصبح الأمر أكثر سهولة.
أثناء التصوير الجلسة التصويرية رأينا أنك تتعامل بكل تواضع مع المتواجدين في الفندق وشاهدنا السعادة في عينيك عندما يطلب منك عدد كبير التقاط صور تذكارية معك، كيف تتعامل مع المعجبين؟
نحن نقدم الأفلام والمسلسلات كي يشاهدها الجمهور، فكيف أرفض التقاط صورة مع أي شخص، هذه أنانية، كيف أطلب من الناس مشاهدة أعمالي وأبسط شيء يطلبوه مني، التقاط صورة وأرفض؟.. هذا الطلب يعني أنه سعيد بي وبأعمالي، لن يكون للفنان قيمة بدون هذا الجمهور.
ما حقيقة وجود خلاف بينك وبين هند صبري بعد انتهاء مسلسل «حلاوة الدنيا»، بسبب ما قيل أنها نسبت نجاح العمل لنفسها؟
لا وجود لأي خلافات بيني وبين هند صبري، فنحن في الأساس أصدقاء وتعاونا من قبل، ما الجديد الذي سنعرفه عن بعض في مسلسل «حلاوة الدنيا»، المسلسل كسر الدنيا بفريق عمل قوي بداية من الكتابة وصولاً إلى الإخراج، الديكور وفريق التمثيل كله، فلا يستطيع أحد نسب نجاح العمل لنفسه، أنا شخصياً سعيد بتواجدي مع فريق عمل قوي بهذا الشكل.
«حلاوة الدنيا» أعطى الأمل لمرضى السرطان بأن يروا الجانب المضيء في الحياة، فليس لأنه أصيب بهذا المرض تتوقف حياته؟
جميعنا معنيين بهذا المرض، هناك من عاش تجربته سواء مر بها بنفسه أو قريب أو صديق مر بها، لكن الحياة لم تنتهي، ليس لأنك مريض ترى الدنيا سوداء، على العكس يجب أن ترى الجانب الإيجابي الذي سيكشف لك عن أشخاص يحبونك يقفون إلى جوارك، يجب أن تستمتع بالدنيا، ممكن يكون الكلام أسهل من تطبيقه لكن الفكرة نفسها مهمة.
ليس سهل أن نطلب من مريض سرطان أن يرى الدنيا جميلة، لكن المحاولة في حد ذاتها ستساعده على تخطي هذه المرحلة الصعبة.
يوجد مثل مصري قديم يقول «الضربة التي لا تكسر تقوي»، ما هي الضربة التي لم تكسرك لكنها أعطك المزيد من القوة؟
تجربتي مع كرة القدم وأنني لم أستطع الاستمرار فيها، بسبب ظروف كانت خارج إرادتي، فهي الشيء الذي حلمت به، ، لكن تعلمت من هذه التجربة الكثير، وخرجت من هذه التجربة لتجربة أكبر وأصبحت أقوى، وهذه كانت من أهم الفترات في حياتي.
كيف استطعت الخروج من تجربة تحطم حلمك أمام عينيك، ودخلت مجال مختلف تماماً لم يكن في بالك من الأساس؟
فعلاً لم يكن في بالي فكرة دخول التمثيل نهائياً، وقتها كان أمامي خياران، إما أن أستسلم لما أنا فيه من يأس وإحباط، أو أبحث في ذاتي عن شيء آخر وحلم جديد، وأتعلم وأبدأ من الصفر، وعندما سافرت إلى إنجلترا كان عمري 27 عاماً، وبدأت هناك من لا شيء، عملت في المطاعم ونمت في أماكن معنية، تعلمت الكومبيوتر، وأيضاً عملت مندوب مبيعات يطرق أبواب المنازل، عملت في العديد من الأعمال وجربت الكثير من الأشغال، من ناحية أخرى كنت أرى أصدقاء لي تزوجوا وكونوا حياتهم الأسرية وأصبحوا في وظائف مرموقة، بينما أنا أبدأ السلم من بدايته، وأبحث عن حلم جديد أسعى إليه، إلى أن وجدته.
المهم ألا نعطي الفرصة للطاقات السلبية التي تحيطنا أن تؤثر علينا.
هل ترى أن الشباب حالياً يستسهلون الأمور، إذا حاول مرة ولم ينجح لا يكرر المحاولة مرة أخرى؟
لا أستطيع أن أقول استسهال، ولا أستطيع أن أحكم على الجميع، لكن المهم روح المحاولة ومثابرة، ولا نستسلم للظروف.
ما حقيقة تقاضيك 35 ألف دولار كأجر للظهور في برنامج «أبلة فاهيتا»؟
غير حقيقي.
حدثنا عن مشاركتك كضيف شرف في حفل هيئة الأمم المتحدة للمرأة الإسكو؟
سعيدت للغاية بمشاركتي في هذا الحفل، وطالما أستطيع المساعدة لن أتوانى عن هذا.
هل تؤمن بدور الفنان في المجتمع ومشاركته في هذه الأحداث؟
في حال الفنان مؤمن بالمشاركة الاجتماعية، ولديه رسالة يشعر بها ويرغب في إيصالها للناس، لكن لا أستطيع أن أفرضها عليه.
في العادة الفنانة تحرص على الاهتمام بنفسها وجمالها وبشرتها وجسدها، هل أيضاً هذا ينطبق على الرجل الفنان؟
البشرة لا، لكن الرجل الفنان يحرص على المواظبة في ممارسة الرياضة، والاهتمام بالطعام الصحي.
بعيداً عن الطعام الصحي والرياضة، إلى أي مدى يأخذ الجمال والعناية والاهتمام؟
بالنسبة لي أقضي أوقات طويلة في التصوير سواء لمسلسل أو فيلم، وبالتأكيد أكون مرتبط بملابس وشكل الشخصية، لكن في حياتي الخاصة ابتعد عن كل هذا وأعيش بطريقة طبيعية، مثل أي رجل ارتدي ملابسي وأصبح جاهز للخروج في ربع ساعة فقط.
هل سنراك في رمضان هذا العام؟
هناك مشروع جيد ونعمل حالياً على الانتهاء من الاتفاقات النهائية وسيتم الإعلان عنه قريباً.
ونحن في شهر نوفمبر وهو الشهر المخصص لإحياء حملة «موفمبر» لمكافحة مرض سرطان البروستاتا، ما هي رسالتك للرجل؟
ممكن أي رجل أن يتعرض لهذا المرض، السرطان لا يفرق بين رجل أو إمرأة، كبير أو صغير، غني أو فقير، رسالتي هي الحرص على الكشف الدوري، خاصة وأن هذا المرض ممكن الشفاء منه بنسبة كبيرة في حال الكشف عنه مبكراً.
تم نشر هذا المقال مسبقاً على ليالينا. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا