طوكيو2020: أول رياضي متحول جنسياً يتنافس في دورة الألعاب الأولمبية
من الشخصيات اللافتة والمُثيرة للجدل خلال فعّاليات أولمبياد طوكيو 2020، جاءت لاعبة الأثقال في فئة الوزن الثقيل للسيدات، المتحولة جنسياً لوريل هوبارد، التي لفتت قصتها الأنظار بشدة ولاقت قبولاً واسعاً وانتقادات عارمة، بعضها حول مدى أهليتها للمشاركة مع السيدات.
فازت اللاعبة النيوزلندية البالغة من العمر 43 عاماً، بالميدالية الفضية في بطولة العالم عام 2017 وحصلت المركز السادس، كما تعرضت لإصابة خطيرة في 2019، وهي الآن أول رياضي من المتحولين جنسياً الذي يتنافس في دورة الألعاب الأولمبية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
سبب الجدل حول مُشاركة لوريل هوبارد
بموجب إرشادات اللجنة الأولمبية الدولية، الصادرة في نوفمبر 2015، يمكن للرياضيين المتحولين جنسياً من ذكر إلى أنثى التنافس في فئة النساء دون الحاجة إلى جراحة لإزالة الخصيتين بشرط أن يظل مستوى هرمون التستوستيرون الكلي في المصل أقل من 10 نانومول لكل لتر لمدة 12 شهراً على الأقل.
ومع ذلك، فقد أظهرت عدد من الأوراق العلمية مؤخراً أن الأشخاص الذين بلغوا سن البلوغ يحتفظون بمزايا كبيرة في القوة حتى بعد تناول الأدوية لقمع مستويات هرمون التستوستيرون لديهم.
عاش هوبارد كذكر لمدة 35 عامًاً، ولم ينافس في رفع الأثقال الدولي. لكن منذ انتقالها وتحولها إلى أنثى في عام 2012، فازت بالعديد من الألقاب والبطولات.
في مقابلة بعد حصولها على المركز الثاني في بطولة العالم عام 2017، قالت هوبارد: "القواعد التي مكنتني من المنافسة دخلت حيز التنفيذ لأول مرة في عام 2003، وهي قواعد معروفة بإجماع ستوكهولم مع اللجنة الأولمبية الدولية، لكنني أعتقد أنه حتى قبل 10 سنوات من الآن ربما لم يكن العالم مستعداً لرياضي مثلي".
اختيار هوبارد للمُشاركة في الأولمبياد، سيقسم الرأي بشكل حاد بين أولئك الذين يرون أن هذا خطوة هائلة إلى الأمام للرياضيين المتحولين وغيرهم ممن يصرون على أنها ستستفيد من ميزة غير عادلة، لأنها ستكون أقوى من المشاركات الأخريات، مُشيرين إلى المزايا البيولوجية لمن مرّوا بمرحلة البلوغ كذكور، مثل زيادة كثافة العظام والعضلات.
في تصريحات سابقة، قالت البلجيكية آنا فانبيلينجين، التي تنافس في نفس الفئة، إنه إذا تنافس هوبارد في طوكيو، فسيكون ذلك غير عادل للنساء و "مثل مزحة سيئة". مُضيفة أنها بينما تدعم بالكامل مجتمع المتحولين جنسياً، إلا أن مبدأ الإدماج لا ينبغي أن يكون "على حساب الآخرين".
أيضاً، انتقدت منظمة Save Women"s Sport Australasia ، وهي مجموعة مناصرة للرياضيات ضد تنافس المتحولين جنسياً في منافسات النساء، اختيار هوبارد للمُشاركة في أولمبياد طوكيو 2020.
وقالت المنظمة في بيان سابق لها: "إنها سياسة معيبة من اللجنة الأولمبية الدولية التي سمحت باختيار رجل بيولوجي يبلغ من العمر 43 عاماً يُعرف بأنه امرأة للتنافس في فئة الإناث".
من ناحيتها، قالت الرئيسة التنفيذية للجنة الأولمبية النيوزيلندية كيرين سميث: "بالإضافة إلى كونها من بين الأفضل في العالم لحدثها، فقد استوفت لوريل معايير الأهلية للاتحاد الدولي لرفع الأثقال/ IWF ، بما في ذلك تلك التي تستند إلى إرشادات بيان إجماع اللجنة الأولمبية الدولية للرياضيين المتحولين جنسياً".
أضافت: "نعترف بأن الهوية الجنسية في الرياضة هي قضية حساسة للغاية ومعقدة تتطلب توازناً بين حقوق الإنسان والإنصاف في مجال اللعب، لكننا كفريق نيوزيلندي، لدينا ثقافة قوية تتمثل في تقدير وإدماج الجميع واحترامهم".
بينما قال رئيس فريق رفع الأثقال في نيوزيلندا، ريتشي باترسون، إن هوبارد أظهر "العزيمة والمثابرة" للتعافي من إصابة كانت تُهدد حياته المهنية في 2018، ويجب دعمها خلال مُشاركتها في أولمبياد طوكيو 2020.
أولمبياد طوكيو 2020
يُذكر أن العاصمة اليابانية طوكيو تستضيف دورة الألعاب الأولمبية الصيفية للمرة الثانية في تاريخها، بعد استضافة دورة عام 1964، وكانت حينها هذه هي المرة الأولى التي تُقام فيها الألعاب الأولمبية في دولة آسيوية.
كان المُعتاد خلال السنوات السابقة أن تُقام مراسم افتتاح الأولمبياد عادة أمام أكشاك مزدحمة، لكن هذا العام، بسبب ظروف انتشار جائحة فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، والتي أدّت إلى تأجيل الأولمبياد من الأساس من العام السابق إلى العام الحالي، تم إبعاد المتفرجين في طوكيو.
وفقاً لمنظمي طوكيو 2020، حضر 950 شخصاً حفل الافتتاح، وهو عدد قليل للغاية في مكان يسع نحو 68000 شخصاً، خلال حفل الافتتاح، تم الترحيب رسمياً بوفود 206 دولة سيتنافسون في الألعاب المُختلفة. وحضرت الحفل السيدة الأولى للولايات المتحدة جيل بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
قام الإمبراطور الياباني ناروهيتو بافتتاح الألعاب الأوليمبية رسمياً قبل إيقاد المرجل بانطلاق الحدث الرياضي العالمي. يُذكر أيضًا أن نجمة التنس نعومي أوساكا، هي من أشعلت المرجل الأولمبي خلال حفل الافتتاح، كان أول حاملي الشعلة هما الرياضيان الأولمبيان السابقان تاداهيرو نومورا وساوري يوشيدا، بهذا الحدث تعود أوساكا بعد انسحابها من بطولة فرنسا المفتوحة في مايو الماضي، بعد أن وردت تفاصيل وترددت أنباء مُتعددة حول معاركها النفسية مع مواجهة القلق والاكتئاب.
خلال فعاليات أولمبياد طوكيو 2020 يتنافس أكثر من 11300 رياضي من 206 دولة، بالإضافة إلى فريق للاجئين يتألف من 29 رياضياً ورياضية من 11 دولة، بينهم 9 من الرياضيين السوريين.
يتنافس المشاركون خلال الأسبوعين القادمين، في 33 رياضة و50 تخصصا و339 منافسة للفوز بميدالية.