طريقة غسل الجنابة للرجل
الغُسل من الجنابة هو فرض واجب بإجماع جمهور العلماء، وهو سُنة من سُنن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، حيث كان يفعل هذا بطريقة معينة، وفي هذا الموضوع، نتعرف على معنى الجنابة، وما هي طريقة غسل الجنابة للرجل؟ وما حكم النوم على الجنابة؟ وما حكم الصيام على جنابة؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما معنى الجنابة؟
هناك عدة أسباب تُوجب على المسلم أن يقوم بالغُسل حتى يكون طاهراً، والجنابة هي واحدة من تلك الأسباب.
ووفقاً لعلماء الفقه والدين، فإن الجنابة في اللغة تأتي عكس وضد مصطلح القرب، فالجنب يأتي من قبيل ما يتجنبه الإنسان ويبتعد ويأنى عنه، فُسمي جنباُ لأن فيه نهي عن اقتراب موضع الصلاة في حالة عدم الطهارة، أي تجنب ذلك.
أما الجنابة في في الاصطلاح، فهي تعني في الشرع الإسلامي أنها فعل حاصل في جسم الإنسان، وهذا الفعل مرتبط بنزول المنيّ أو المجامعة، فإذا حدث هذا الفعل، صار واجبا على المسلم أن يمتنع عن المسجد وعن أداء الصلاة وقراءة القرآن الكريم حتى يتطهر.
شاهد أيضاً: طريقة الوضوء الصحيحة
غسل الجنابة
وقد رُوي عن السيدة عائشة (رضي الله عنها) في ذكر غُسل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الجنابة قولها: "كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ. ثُمَّ يُفْرِغُ بيَمِينِهِ علَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ. ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ. ثُمَّ يَأْخُذُ المَاءَ فيُدْخِلُ أصَابِعَهُ في أُصُولِ الشَّعْرِ، حتَّى إذَا رَأَى أنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ. ثُمَّ أفَاضَ علَى سَائِرِ جَسَدِهِ. ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ. وفي رواية: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، فَبَدَأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَديثِ أبِي مُعَاوِيَةَ ولَمْ يَذْكُرْ غَسْلَ الرِّجْلَيْنِ."
الغسل من الجنابة
وقد أوضح الإمام ابن قدامة المقدسي في كتابه المُغني طريقة الغُسل من الجنابة بالتفصيل، والتي جاءت في 10 خطوات، وهي كما يلي:
1- النية
حيث لا تُقبل عبادة ولا طاعة ولا عمل بدون نية، ويكفي لها مجرد العزم على القيام بالشيء وقصد فعله.
2- التسمية
وهي نفسها البسملة، أي أن يقول المرء: بسم الله الرحمن الرحيم.
3- غسل يديه
ويقوم المرء بغسل يديه 3 مرات.
4- غسل ما به من أذى
ويُقصد به الفرج تحديداً، ويكون على المرء الذي يريد الغُسل من الجنابة أن يقوم بغسل موضع الجنابة، أي الفرج.
5- الوضوء
والمقصود به هنا هو الوضوء المعتاد، بأركانه وسننه المعروفة، ومن الجائز تأخير غسل القدمين إلى آخر الاغتسال.
6- أن يَحثي على رأسه ثلاث حثيات
بحيث يقوم المرء بروي أصول شعره بالماء
7- أن يفيض الماء على سائر جسده
ويعتبر هذا هو هو الركن الأساسي في غُسل الجنابة، حيث أن المقصود في الغُسل هو تعميم الماء على الجسم من أجل إزالة النجاسة وتحقيق الطهارة.
8- أن يبدأ بشقّه الأيمن ويدلّك بدنه بيده
ثم ينتقل المرء بعد ذلك إلى شِقّه الأيسر، حتى ينتهي من غسل جميع أجزاء بدنه.
9- أن ينتقل من موضع غسله فيغسل قدميه
ويكون ذلك في نهاية الاغتسال، للتأكد من أن غسل القدمين قد تم بماء طاهر لم تُصبه نجاسة.
10- أن يُخلّل أصول شعر رأسه ولحيته بماء قبل إفاضته عليه
النوم على جنابة
وتحدث الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، عن حكم النوم على جنابة، حيث قال في تصريحات نقلته عنه تقارير محلية، أن علماء الشافعية والحنابلة استحبوا للجنب أن يتوضأ ويغسل فرجه إذا أراد النوم أو الطعام أو معاودة الجماع، واستدل على قول الإمام النووي: "قال أصحابنا: ويكره للجنب أن ينام حتى يتوضأ، ويُستحب إذا أراد أن يأكل، أو يشرب، أو يطأ من وطئها أولاً أو غيرها، أن يتوضأ وضوءه للصلاة، ويغسل فرجه في كل هذه الأحوال."
شاهد أيضاً: كيفية صلاة الشفع والوتر وأبرز فضائلها
كما استند إلى قول الإمام المرداوي الحنبلي: "ويُستحب للجنب إذا أراد النوم، أو الأكل، أو الوطء ثانيًا، أن يغسل فرجه ويتوضأ."
وأشار مفتي جمهورية مصر العربية إلى أنه هناك العديد من الأخبار الواردة في هذا الأمر، منها ما رواه الإمام البخاري عن أبي سلمة (رضي الله عنه) أنه قال: "سَأَلْتُ عَائِشَةَ: أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يَرْقُدُ وَهوَ جُنُبٌ؟ قَالَتْ: "نَعَمْ، وَيَتَوَضَّأُ"، وما رواه الإمام مسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا كَانَ جُنُبًا فَأَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ أَوْ يَنَامَ، تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ".
حكم الصيام على جنابة
وفيما يتعلق بحكم الصيام على جنابة، فقد قال الشيخ محمود شلبى، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن صيام الرجل وهو جنب صحيح ولا شيء فيه.
وأوضح قائلاً أنه يجب التفريق بين الصلاة والصيام، فالصلاة تحتاج إلى طهارة، سواء اغتسال من حدث أكبر وهو الجنابة، أو تطهر من حدث أصغر، أما الصيام، فطالما أن الجنابة وقعت قبل الفجر، فالصيام جائز، لأن الاغتسال شرط لصحة الصلاة، وليس شرطاً لصحة الصيام.