طريقة الخريطة الذهنية لترتيب الأفكار واسترجاعها
من المعروف أن مشاغل الحياة المعاصرة وواجباتها المتعددة ألقت بالعديد من المهام الإضافية على عاتق الجميع، هذه المهام لم تكن موجودة بنفس الشكل قبل عدة سنوات مثلاً، إضافة إلى الكمية الهائلة من المعلومات المكتشفة كل يوم، والتي يجب أن نبقَ على اطلاع على آخر مستجداتها وتكون حاضرة في ذهننا لتذكرها عند الحاجة، وهذا ما دفع بالكاتب والبروفيسور توني بوزان (Tony Buzan) إلى تصميم ما يدعى بالخريطة الذهنية أو خريطة العقل (Mind Map)، فما هي تلك الخريطة؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ماهيّة الخريطة الذهنية
تعرف الخريطة الذهنية (Mind Map) بأنها نموذج تصويري يستخدم لتنظيم المعلومات وإظهار الارتباط بينها كقطع صغيرة في لوحة كبيرة شاملة، وغالباً ما يتم إنشاؤها حول مفهوم واحد يرسم في منتصف الصفحة ثم تتفرع المعلومات الإضافية كأغصان الأشجار التي يمكن أن تتفرع منها أغصان أخرى وهكذا.
يمكن أن تكون الخريطة الذهنية مجموعة معلومات مرسومة على استعجال، كأخذ الملاحظات عند تدوين محاضرة مثلاً، أو أن تكون مصممة بدقة وبشكل مفصل؛ ليعتمد عليها الشخص في استذكار معلوماته أو أداء مهامه.
تطبيقات و إستخدامات الخريطة الذهنية في العمل والدراسة
وهي عديدة ومتنوعة، إذ يمكن استخدامها لأغراض مشابهة لطرق الترتيب والجدولة الأخرى (كالمخططات المجدولة أو القوائم)، ومن هذه الأغراض: ترتيب، تصنيف، بناء، تصور واستحضار الأفكار، إضافة إلى ذلك يمكن استخدامها كوسيلة مساعدة للدراسة، تنظيم المعلومات، حل المشاكل، اتخاذ القرارات والكتابة.
نستنتج من ذلك أن التطبيقات الممكنة للخريطة الذهنية عديدة في المجالات العائلية والمهنية والدراسية؛ تشمل هذه التطبيقات تدوين الملاحظات، العصف الذهني (وهنا يتميز نموذج الخريطة الذهنية عن الباقي بكونه بسيطاً يعتمد على وضع مفهوم ما في المركز وطرح الأفكار المتعلقة به بشكل أغصان، هكذا تحظى جميع الأفكار بنفس الأولوية ولا يحدث تحيز ذهني معتمد على تراتبية الأفكار التي قد لا تكون مهمة).
إضافة إلى ذلك، قد تكون الخريطة الذهنية مفيدة للأطفال وخاصة في سنين الكتابة الأولى للتعلم عن طريق طرح عنوان ما (الشجرة على سبيل المثال)، وذكر صفات عنه على شكل أغصان أساسية ثم أغصان فرعية، وتلوينها لتثبت في ذهن الطفل ويتصورها بشكل أسهل من طرق التعلم الأخرى.
تعليمات استخدام الخريطة الذهنية
يساعدكم الفيديو التالي على فهم الخريطة الذهنية وتطبيق خطواتها:
يقترح الكاتب توني بوزان واضع نموذج الخريطة الذهنية هذه النصائح لجميع المهتمين من أجل الوصول إلى أعلى قدر من الفعالية من تلك الخريطة:
- ابدأ من منتصف الصفحة برسم مبسط للموضوع الأساسي، احرص على استخدام 3 ألوان في هذا الرسم على الأقل.
- احرص على استخدام رسوم ورموز وشيفرات وأبعاد متنوعة على طول الخريطة.
- ميز الكلمات المفتاحية الجوهرية عن غيرها بطباعتها بخط أو حجم أو لون مختلف عن الكلمات الباقية.
- من المفضل أن يحوي كل تفرع على كلمة واحدة فقط أو صورة واحدة، فإذا كانت الفكرة المتعلقة بالفرع هي (ثمرة تفاح) مثلاً، اجعل الفرع الرئيسي هو تفاح، والفروع الثانوية هي: شجرة، ثمرة، بذرة...
- يجب أن تكون الخطوط متصلة فيما بينها وتعطي شعوراً بالاستمرارية، ابدأ بخط أكثر سماكة في المركز ليصبح أرفع في المحيط (كأغصان الشجرة).
- اجعل طول الخط الواحد (الفرع الواحد) مساوياً لطول الكلمة التي يحملها، فلا ترسم خطاً يحمل كلمة (يد) مثلاً بنفس طول الفرع الذي يحمل كلمة (استراتيجية).
- استخدم ألواناً متنوعة على طول الخريطة، فهذا يفيد في التحريض اللوني للدماغ، إضافة إلى أن ترميز المجموعات المختلفة من الأفكار بألوان خاصة بها يساعد على تذكرها كمجموعات منفصلة وفهم الصلة فيما بينها.
- طور أسلوبك الخاص من الخرائط الذهنية، لأن دماغ كل منا يعمل بطريقة مختلفة عن الآخرين.
- إذا كان لديك عدة أغصان فرعية تشير إلى أفكار متعلقة بفكرة واحدة رئيسية، احرص على أن يكون الفرع الأكثر سماكة هو الفرع الأكثر أهمية.
- احرص على أن تنظم التراتبية بين الأفكار التي تقع في المستوى نفسه، إضافة إلى الأفكار الواقعة في مستويات مختلفة.
ختاماً.. لا تزال الأبحاث مستمرة في سبيل إثبات أو نفي تأثيرات الخريطة الذهنية على الإبداع والذاكرة، لذلك لا يمكننا الجزم بفوائدها مباشرة إلا أنها بلا شك طريقة مثيرة للاهتمام، ولا ضرر في تجربتها على بعض الأفكار أو حتى المواضيع الدراسية، فربما تكون الطريقة الأنسب بالنسبة لك شاركنا برأيك في حال جربتها.