طالب يصحح معلومة تاريخية لبوتين.. وهذا هو تعليق مدير المدرسة والكرملين
تلقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين درساً غير متوقع في التاريخ من قِبل طالب مراهق بعد أن أخطأ بوتين في وصف معركة دارت قبل أكثر من 300 عام.
كان بوتين يُخاطب الطلاب في مركز أوشن للأطفال في مدينة فلاديفوستوك في الشرق الأقصى في خطاب متلفز بمناسبة بدء العام الدراسي. أثناء حديثه، قال بوتين إن قوات القيصر بطرس الأكبر، مؤسس مدينة سانت بطرسبرغ، مسقط رأس الرئيس، هزمت الإمبراطورية السويدية في معركة بولتافا عام 1709 خلال حرب السنوات السبع.
بعد أن وصف بوتين معركة بولتافا موضحاً للطلبة كيف أن "معرفة الماضي" يمكن أن تُتيح "فهماً أفضل لليوم"، رأى طالب يرفع يديه مُحاولاً التحدث، فسأله بوتين "هل تريد أن تقول شيئاً؟"
ليقوم نيكانور تولستيك، طالب المدرسة الثانوية، من مدينة فوركوتا، بأخذ الميكروفون وتصحيح المعلومة للرئيس بلا خوف وقال إن المعركة، التي دفعت روسيا إلى صدارة الجغرافيا السياسية الأوروبية في القرن الثامن عشر، حدثت في الواقع خلال حرب الشمال الكبرى، فالحرب التي أشار إليها بوتين "لم تسمى حرب السنوات السبع" ، بل حرب الشمال العظمى بين 1700 و 1721 والتي كانت فيها روسيا واحدة من "القوى البحرية المحسنة".
ليرد بوتين بدوره بالقول: "بالطبع شكراً على التصحيح".
رد الكرملين على موقف الطالب
أشاد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أمس الخميس، بمبادرة الصبي ورفض اتهام مدير مدرسته بأن تصحيح الطالب للتاريخ العسكري للرئيس يعود إلى "غطرسة الشباب".
قال بيسكوف للصحفيين، وفقاً لتقارير محلية: "هذا ليس غطرسة على الإطلاق، نحن مقتنعون بأن لا أحد سيطرد طفلاً، خاصة مثل هذا الطفل الموهوب والمطلع".
أضاف بيسكوف: "نأمل ألا يواجه الطفل أي انتقادات من مدير المدرسة" ، مضيفاً أن بوتين اعتبر الخطاب الموجه إلى الطلاب بمثابة "حوار"، فكان من حق الطالب التعليق وتصحيح الحقائق.
أكد بيسكوف: "نحن نعلم أن الرئيس لديه معرفة هائلة بالتاريخ، وبالطبع، فهو دائماً على استعداد للاستماع إلى مثل هذه التصحيحات، سواء من طفل أو متخصص".
يُذكر أن بوتين كثيراً ما يستشهد بتاريخ روسيا الحديث لإضفاء شعور بالفخر القومي بين السكان، ولا سيما فيما يتعلق بإرث الحرب العالمية الثانية. في العام الماضي، أعلن عن تحقيقات جديدة في جرائم الحرب النازية، وفي أبريل من العام الجاري، وقع قانوناً ينص على عقوبات أكثر صرامة ضد أولئك الذين يهينون قدامى المحاربين.
الرئيس الروسي يتحدث عن حلم طفولته
خلال لقاء آخر مع طلبة مركز الأطفال "أوكيان" في مدينة فلاديفوستوك، سأل أحد المشاركين الرئيس الروسي، عمّا كان يحلم به وما إذا كانت أحلامه قد تحققت.
رد بوتين: "مثل الكثير من الأولاد، أردت أن أصبح بحاراً، ثم طياراً، ثم رغبت بالعمل في الاستخبارات وتمكنت لاحقاً من تحقيق ذلك. بهذا الشكل تبلورت حياتي. في بعض الأحيان أتساءل كيف تحقق ذلك. هذا في الواقع أمر صعب، لا يمكنك المجيء والقول: أريد أن أصبح ضابط استخبارات، وعلى الفور يحققون هذا الطلب لك. ولكني فعلت ذلك وتحقق الأمر".