ضغوط عالمية على ديب سيك: حظر في إيطاليا وتهديد في أمريكا
تواجه شركة ديب سيك الصينية العديد من التحديات والضغوط مع إصدار روبوت الدردشة الجديد الخاص بها R1 في شهر يناير الجاري، والذي أدى إلى زلزال في الأسواق المالية للشركات التكنولوجيا العالمية، وأثبت تفوقه على روبوتات دردشة لشركات أمريكية منافسة، وعلى رأسها شركة أوبن إيه آي وروبوت تشات جي بي تي الخاص بها.
حظر التطبيق في إيطاليا
أعلنت هيئة حماية البيانات الإيطالية "جيرانتي" حظر تطبيق الدردشة الصيني ديب سيك، وذلك بسبب نقص الشفافية في جمع البيانات الشخصية، وهي خطوة تشير إلى زيادة المخاوف بشأن خصوصية البيانات، وخاصة من قبل التطبيقات وشركات التكنولوجيا الصينية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وقد دخل هذا القرار حيز التنفيذ فورًا، وهو ما يعكس اتجاه أوروبا المتشدد حول الشركات التكنولوجيا الصينية وسط مخاوف متزايد حول حماية المعلومات والأمن السيبراني.
تهديدات بحظر التطبيق في أمريكا
وعلى الجانب الآخر، تلقت مكاتب الكونجرس الأمريكي تحذيرات رسمية من استخدام تطبيق الذكاء الاصطناعي ديب سيك، وفقًا لإشعار أصدره كبير المسؤولين الإداريين في مجلس النواب الأمريكي. وذكر موقع "أكسيوس" أن الإشعار أوضح أن التطبيق يخضع حاليًا للمراجعة داخل المجلس، ولم يتم التصريح باستخدامه رسميًا في أي من أجهزته.
وقد أشار التحذير إلى أن جهات تهديد سيبرانية تستغل ديب سيك لنشر برامج ضارة، وهو ما قد يعرض الأجهزة للخطر، لذلك فرض مجلس النواب إجراءات أمنية مشددة تهدف إلى تقييد وظائف التطبيق على جميع الأجهزة الصادرة منه، وذلك في إطار تدابير احترازية لحماية أمن البيانات والمعلومات الحكومية.
وفي سياق متصل، شدد الإشعار على حظر تنزيل "ديب سيك" على الهواتف وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية الرسمية، مؤكداً أن هذا الحظر يأتي ضمن جهود أوسع لحماية الأنظمة من أي اختراقات محتملة.
البنتاغون يهدد بحظر التطبيق
وعلى الجانب الآخر، بدأ البنتاغون أيضًا في اتخاذ خطوات مماثلة، حيث تم حظر التطبيق على بعض الشبكات العسكرية، إلا أن بعض الموظفين لا يزالون قادرين على الوصول إليه، وفقًا لما أورده التقرير.
وتعكس هذه الإجراءات القلق المتزايد داخل الأوساط الحكومية الأمريكية بشأن التداعيات الأمنية لتنامي شعبية "ديب سيك"، الذي أصبح واحدًا من أكثر التطبيقات تحميلاً في متجري "أبل" و"غوغل" داخل الولايات المتحدة.
وفي 24 يناير، أصدرت البحرية الأمريكية قرارًا بمنع موظفيها من استخدام التطبيق، مشيرة إلى مخاوف أمنية وأخلاقية مرتبطة به. ويعد "ديب سيك" بمثابة روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي، على غرار "تشات جي بي تي" من OpenAI و"Gemini" من غوغل، لكنه يتميز بكونه مجانيًا تمامًا دون قيود، ولا يحتاج إلى اشتراك شهري للاستفادة من ميزاته الكاملة.
وفي سياق آخر، كشفت شركة "ويز" المتخصصة في أمن الإنترنت ومقرها نيويورك، عن اكتشافها لكمية ضخمة من البيانات الحساسة التابعة لشركة "ديب سيك"، والتي تُركت متاحة على الإنترنت دون تأمين.
وأوضحت "ويز" أن عمليات مسح البنية التحتية للتطبيق أظهرت وجود أكثر من مليون سطر من البيانات غير المحمية، تضمنت مفاتيح رقمية للبرامج وسجلات محادثات المستخدمين، مما قد يشير إلى ثغرات أمنية خطيرة في نظام الشركة الصينية.
هذا الكشف يسلط الضوء على المخاوف الأمنية المحيطة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي القادمة من الصين، ويعزز من الشكوك الأمريكية تجاه تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأجنبية، خاصة تلك التي تحقق انتشارًا واسعًا بين المستخدمين داخل الولايات المتحدة.