صورة مُتداولة لمسلحي طالبان يحملون الأسلحة ويلهون ببدالات المياه
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً حديثة تُظهر ارتياد مسلحي حركة طالبان، التي تُسيطر على السلطة حالياً في أفغانستان، حديقة "باند إي أمير" الوطنية، ولهوهم ببدالات المياه في واحدة من البحيرات التي كان يقصدها السياح للاسترخاء والاستجمام.
تقع حديقة باند إي أمير على مساحة تصل إلى نحو 600 كيلومتر مربع بين جبال هندوكوش، في إقليم باميان وسط أفغانستان، وكانت مقصداً لعشرات الآلاف من الزوار، من داخل وخارج أفغانستان، حتى أصبحت مشهورة باسم "واحة السلام".
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
رغم سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الصورة المُتداولة، إلا أنه كان هناك بعض المخاوف من تدمير طالبان لتراث المنطقة، التي تحمل شهرة عالمية كونها منطقة آثار الماضي البوذي لأفغانستان.
التغييرات المُلاحظة على حركة طالبان بعد عودتها
نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في تقرير لها اختلاف ملابس المقاتلين الشبان بحركة طالبان عمّا كان مألوفاً عن الحركة التي كانت سائدة قبل 20 عاماً، خلال الفترة الأولى التي أمضتها طالبان في السلطة، من عام 1996 حتى عام 2001، اشتهر مقاتلوهم بمظهرهم الأشعث والصارم، مع ارتداء الزي التقليدي واللحية الكاملة.
بينما كان مقاتلو طالبان لدى عودتهم للسيطرة على أفغانستان مؤخراً يرتدون نظارات شمسية "أفياتور" وقبعات بيسبول وإكسسوارات حتى أن البعض منهم كان حليق الذقن.
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع صورة لملابس أحد عناصر طالبان ووصفها مغردون مصريون بأنها تشبه ملابس "البلوغر". وعلقت الإعلامية المصرية هند القاضي ساخرة في حسابها على تويتر: "بس مكلفين.. واضح مصروف عليهم كويس".
فيما نشر البعض الآخر صورة تضمنت عرضاً لأبرز قطع الملابس التي يرتديها مقاتلو طالبان وسعر كل منها بالدولار بما يعادل الإجمالي حوالي ثلاثة آلاف دولار. بينما تساءل مغرد سعودي عما إذا كانت ملابس طالبان قد تحولت إلى موضة عالمية.
يرى منتقدون للحركة بأنها مجرد حملات دعائية لتسويق صورة الحركة "المعتدلة" رغم أنها لم تغيّر شيئاً في توجهاتها.
تدمير أفغانستان مؤخراً لقلعة تاريخية وآلات موسيقية
رغم اختلاف المظهر واللهو ببدالات المياه إلا أنه مؤخراً أيضاً كان رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولوا مقطع فيديو يوثق قيام عناصر من حركة طالبان، بتدمير إحدى القلاع التاريخية في ولاية هلمند، جنوب البلاد.
الحصن الذي أقدمت حركة طالبان على تدميره، يبلغ عمره نحو 170 عاماً، وهو العمل الذي أثار المزيد من قلق سكان المنطقة والعديد من الأفغان على مواقع التواصل من تلك التصرفات من قبل حركة طالبان.
كان رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولوا أيضاً منذ أيام فقط، صوراً ترصد قيام عناصر حركة "طالبان" الأفغانية بتحطيم عدداً من الآلات الموسيقية داخل أحد استوديوهات التسجيل التابعة للدولة في كابول.
أظهرت الصور تخريب آلات البيانو وتحطيمها، بالإضافة إلى تكسير باقي الآلات الموسيقية داخل غرفة استوديو التسجيل.
سيطرة حركة طالبان على السلطة في أفغانستان
يُذكر أن حركة طالبان المتطرفة دينياً، كانت قد حكمت أفغانستان سابقاً منذ عام 1996 وحتى 2001، وكانت قد فرضت قواعد متطرفة وصارمة، كان مُقاتلو حركة طالبان نجحوا في دخول العاصمة الأفغانية وقصر الرئاسة الشهر الماضي، بعد فرار رئيس البلاد، أشرف غني، إلى طاجيكستان. إثر هذا، قامت العديد من الدول بإجلاء بعثاتها الدبلوماسية من دولة أفغانستان، بعدما نجحت العناصر التابعة لحركة طالبان في إحكام سيطرتها على العاصمة كابول.
أشارت تقارير صحافية إلى أن الرئيس الأفغاني تعرض لانتقادات حادة إثر مغادرته البلاد، بعد دخول حركة طالبان إلى كابول، خاصة وقد رافقه في الرحيل عدد من كبار المسؤولين الأفغان، ليحاول بعدها الآلاف من المواطنين الأفغان الفرار من البلاد بأي طريقة، جعلتهم مُحاولاتهم اليائسة يتشبثون بأجنحة الطائرات الأمريكية والطيران معها، قبل سقوطهم من السماء في مشهد مؤلم.