صور هل تعرفون المقبرة الأشهر في العالم؟ لن تصدقوا من دفن بها
يحفل العالم بالعديد من المقابر التي حصلت على شهرة عالية للغاية نظرا لأحداث مرتبطة بها أو تأسيسها قبل مئات السنين.
وتعتبر مقبرة البقيع التي يعود تاريخها إلى العصر النبوي قبل 1400 سنة، أشهر مقبرة في العالم لوقوعها بالمملكة العربية السعودية قرب المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة الذي يؤمه ملايين المسلمين سنويا، للصلاة فيه، ولزيارة قبور «بقيع الغرقد» للسلام على صحابة الرسول محمد «صلى الله عليه وسلم» الذين دفنوا فيها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وأسس المقبرة، الرسول محمد، إبان هجرته إلى المدينة المنورة، وتم ذلك فور وفاة الصحابي أسعد بن زرارة، حيث اختار النبي على الفور موقع البقيع ليدفن فيه.
وبقيع الغرقد هي المقبرة الرئيسة لأهل المدينة المنورة منذ عهد النبي محمد ومن أقرب الأماكن التاريخية إلى مبنى المسجد النبوي حالياً، ويقع في مواجهة القسم الجنوبي الشرقي من سورهِ، وقد ضمت إليه أراض مجاورة وبني حوله سور جديد مرتفع مكسو بالرخام ولا تزال المقبرة قيد الاستخدام حتى الآن وموضع البقيع يقصد به بقيع الغرقد المنسوب إلى شجر الغرقد وهو يختلف عن بقيع الزبير وبقيع الخيل وبقيع الخبجبة وبقيع الخضمات.
وتبلغ مساحتها الحالية مائة وثمانين ألف متر مربع؛ ويضم بقيع الغرقد رفات الآلاف المؤلفة من أهل المدينة ومن توفي فيها من المجاورين والزائرين أو نقل جثمانهم على مدى العصور الماضية، وفي مقدمتهم الصحابة الكرام، ويروى أن عشرة آلاف صحابي دفنوا فيه، منهم ذو النورين عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين زوجات النبي محمد عدا خديجة وميمونة، كما دفن فيه ابنته فاطمة الزهراء، وابنه إبراهيم، وعمه العباس، وعمته صفية، وزوجته عائشة بنت أبي بكر الصديق, وحفيده الحسن بن علي، وكذلك علي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق.
واكتسبت مقبرة البقيع أهميتها، بعد أن ثبتت زيارته لها والدعاء لأهلها، كما جاء في حديث نبوي: "إن جبريل أتاني فأجبته، فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم" ومنذ ذلك الحين أصبحت زيارة البقيع جزءا أساسيا، وشعيرة من شعائر زيارة المسجد النبوي، الذي دفن فيه النبي وصاحبيه أبوبكر وعمر.
واستمرت توسعة البقيع على يد من يحكمون الحرمين الشريفين، ومن المنتظر أن تشهد توسعة أخرى، هي الأكبر لها في تاريخها ضمن التوسعة الحالية للمسجد النبوي الشريف، من الناحية الشرقية وستبلغ بعد توسعتها ضعف المساحة الحالية، لتصل إلى قرابة 300 ألف متر مربع، كما سيبلغ عدد القبور إجماليًا قرابة 42 ألف قبر.
وتعتبر البقيع مقبرة للمشاهير في العالم الإسلامي، ففضلا عن مشاهير الصحابة، وآل بيت النبي الكرام الذين دفنوا فيها، ضمت كذلك مشاهير من القرن العشرين، مثل السلطان عبدالمجيد الثاني، آخر سلطان عثماني، وملك ليبيا محمد إدريس السنوسي، وكذا شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي، إضافة إلى المفكر الإسلامي المصري محمد الغزالي.