صور ظهور مسجد قبة الصخرة في العاصمة الأردنية عمان!
يعتبر مسجد قبة الصخرة من أهم معالم مدينة القدس الفلسطينية وأحد أبرز المعالم الإسلامية على الإطلاق، كما يعتبر أقدم بناء إسلامي بقي محافظا على شكله وزخرفته حتى الآن.
ولكن هذا المسجد بكل تفاصيله والذي اعتدنا على رؤيته في القدس، ظهر مؤخر في العاصمة الأردنية عمان، حيث قام النحات الأردني نظام نعمة بتصميم مجسما لقبة الصخرة فوق سطح أحد المباني وسط العاصمة الأردنية، تكريما لبلده ولشهداء فلسطين.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
عبد الملك بن مروان
وقبة الصخرة هو أحد أجزاء المسجد الأقصى المبارك «المسجد الأقصى هو كل ما داخل سور الأقصى»، وبنى هذه المسجد والقبّة الخليفة عبد الملك بن مروان، حيث بدأ في بنائها عام 66 هـ الموافق 685م، وانتهى منها عام 72 هـ الموافق 691م، وأشرف على بنائها المهندسان رجاء بن حيوة الكندي، وهو من التابعين المعروفين، ويزيد بن سلام مولى عبد الملك بن مروان.
ويشكل المجسم الثماني الذي صممه النحات الأردني على دائرة قطرها خمسة أمتار، صورة مطابقة للقبة الحقيقية، فمن يقف أمامه يشعر كأنه يناظر قبة الصخرة الحقيقية.
وقبّة الصخرة الحقيقية عبارة عن بناء مثمن الأضلاع له أربعة أبواب، وفي داخله تثمينة أخرى تقوم على دعامات وأعمدة أسطوانية، في داخلها دائرة تتوسطها «الصخرة المُشرفة» التي عرج منها النبي محمد «صلى الله عليه وسلم» إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج.
وينتظر المصمم الأردني نظام نعمة ردّ الجهات الرسمية في بلاده على مخاطباته، لاختيار المكان المناسب ليُوضَع المجسم فيه، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء «الأناضول».
ويقول النحات الأردني: "بدأت في إنشاء المجسم عام 2012، واستغرق 18 شهرا من العمل المتواصل، ويصل وزنه إلى ستة أطنان، وأبعاده هي الشكل الثماني ضمن دائرة قطرها خمسة أمتار، وبارتفاع 3.80 أمتار وكان التشكيل الأولي بجسور حديدية وأنابيب معدنية، ومن ثم تم تركيب ألواح إسمنتية مقاومة للرطوبة، وبعد تشكيل الوضع الهندسي النهائي بدأت عملية الكساء الخارجي المكون من الرخام والأسفلت والفسيفساء على الجدران الثمانية والنوافذ".
ونقش نعمة على الجدران جزء من سورة ياسين، وتحت القبة جزء من سورة الإسراء، وهو مطابق للتصميم الأصلي للمسجد، وعمل النحات على مقياس هندسي من واحد إلى عشرة، بمعنى أن أي قياس هنا يضرب بعشرة على الواقع، والعمل مقاوم لكل العوامل الجوية".
وترتفع الصخرة داخل المسجد الحقيقي نحو 1.5 مترًا عن أرضية البناء، وهي غير منتظمة الشكل يتراوح قطرها بين 13 و18 مترًا، وتعلو الصخرة في الوسط قبّة دائرية بقطر حوالي 20 مترًا، مطلية من الخارج بألواح الذهب، إرتفاعها 35م، يعلوها هلال بإرتفاع 5م.
النحات مسيحي
وصمم المجسم بحيث يكون قابلا للنقل، ويمكن حمله بالرافعة وأضاف النحات الأردني "بالنسبة للقبة فهي عبارة عن نحاس صاف وتتكون من 1280 قطعة، تم قصها يدويا بأبعاد 8×11 سم، وتتناقص للصفر عند مركز القبة، والهلال أيضا هو نحاس صاف مسكوب وبلغت تكلفة المجسم 24 ألف دينار أردني، وهو ما يقارب 33 ألف دولار أمريكي".
والغريب في الأمر أن النحات الأردني نظام نعمة مسيحي الديانة، ويقول عن هذا الأمر: "ليس عندي فرق في الديانتين إطلاقا، فأنا يشرفني أن أكون مسلما، ويشرفني أن أكون مسيحيا، لأنني تربيت على هذا الشيء، فنحن شعب واحد ويجب أن تكون بيننا قيم التسامح والرحمة والمودة والاحترام، ولا فرق عندي حتى بين أردني وفلسطيني وسوري".
واهتم المسلمون برعاية وعناية قبة الصخرة المشرفة، على مر الفترات الإسلامية المتعاقبة، وبخاصة بعد ما كان يحدث بها من خراب جراء التأثيرات الطبيعية، مثل الهزات الأرضية والعواصف والأمطار والحرائق، فلم يتأخر أي خليفة أو سلطان في ترميمها والحفاظ عليها.
وأضاف نعمة "فكرة العمل جاءت لأنني أحببت أن أهدي عمّان هدية، يتم من خلالها تمجيد قبة الصخرة المشرفة الأصل وتكريمها، وإرسال تحية من عمّان للقدس، وتحية كبيرة لأرواح الشهداء الذين ناضلوا من أجل فلسطين والحق المغتصب".