صور خطوبة طفلين في مصر تثير عاصفة من الجدل.. وهكذا تصرفت السلطات
أثارت مجموعة من الصور انتشرت على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لحفل خطوبة طفلين في مصر، عاصفة كبيرة من الجدل.
فقد قام مواطن مصري وشقيقه من قرية «طنط الجزيرة» بمركز طوخ في محافظة القليوبية، بإقامة حفلا لخطوبة ابنيهما زين التلميذ بالصف الثاني الإبتدائي والبالغ من العمر 7 سنوات، وابنة عمه فريدة التي لم تلتحق بالتعليم بعد وعمرها 4 سنوات، ولم يكن مجرد حفل صوري فحسب، بل حضر مدعوون من الأهل والأقارب.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وقد العريس الطفل لعروسه التي لم تتجاوز بعد السنوات الأربع مشغولات ذهبية «الشبكة» بلغت قيمتها نحو 18 ألف جنيه، وسط أجواء احتفالية، وظهر الطفلين وهما سعيدين وغير مدركين لما يحدث حولهما بسبب صغر سنهما.
وأكد أقارب العروسين أن العائلة كلها احتفلت بحفل الخطوبة، وأنها أرادت إقامة الاحتفال من أجل أن يكون زين زوجاً لفريدة في المستقبل عندما يكبران ويبلغان السن القانونية، غير مدركين للأثار النفسية السلبية التي قد تعود على الطفلين من جراء وضعهما في موقف غير أهل له في هذه المرحلة العمرية المبكرة للغاية.
وبعد انتشار هذه الصور وما صحبها من ردود أفعال غاضبة، قررت السلطات المصرية، أمس الأحد، إحالة والدي أصغر عروسين للنائب العام للتحقيق الفوري في الأمر وما يحمله من انتهاكات صارخة لطفولة الصغيرين ولضربهما بعرض الحائط كل القوانين والأعراف المصرية والعالمية في هذا الشأن.
وكان المجلي القومي للطفولة والأمومة، قد تلقى بلاغاً عبر خطه الساخن يفيد بإقامة حلف خطوبة لطفلين بمحافظة القليوبية، وهما زين وفريدة وتقديم شبكة بـ18 ألف جنيه، وعلى الفور قررت الدكتورة مايسة شوقي، نائب وزير الصحة والمشرف على المجلس التدخل السريع لإنقاذ الطفلين، حرصا على مستقبلهما.
وشدد المجلس على أن الطفلين، قد تعرضا بهذا الشكل لانتهاكات صارخة وخطيرة، وفقا لأحكام قانون الطفل 126 لعام 2008، وعلى الفور تم الاتصال بمسؤول لجان حماية الطفل بالقليوبية واللجان الفرعية بمركز طوخ لعمل توعية للأسرتين على الأضرار الاجتماعية والصحية والقانونية لهذه الواقعة.
وتم إخطار مساعد وزير الداخلية لقطاع حقوق الإنسان ومكتب النائب العام، للتحقيق في الواقعة، لأنها تعتبر إساءة لكرامة وحقوق الأطفال وخرقا لقانون الطفل وانتهاكا خطيرا للمرحلة السنية المبكرة التي يمر بها الطفلين.
يذكر أن هذه الواقعة لم تكن الأولى في مصر، ولكنها تكررت من قبل عدة مرات، حيث تلجأ بعض الأسر لهذا الأمر لعدة أسباب، في مقدمتها حجز زواج الطفلين من سن مبكرة لحين إتمامه بصورة رسمية بعد بلوغهما، وأيضا تنظم مثل هذه الحفلات بغرض جمع الأموال أو ما يسمى بـ«النقوط».