صور جريمة قتل بشعة تهز الإمارات
فوجئ المجتمع الإماراتي، بوقوع جريمة قتل بشعة راح ضحيتها طفل أردني يبلغ من العمر 9 سنوات على يد مواطنه البالغ من العمر 48 عاما.
وتعود تفاصيل الواقعة حينما قام وافد أردني باستدراج الطفل عبيدة من أمام جراج متخصص في إصلاح السيارات يملكه والده في المنطقة الصناعية الثانية بإمارة الشارقة، حين كان الطفل يلعب أمام الجراج المتواجد في منزل أسرة الطفل واغراه المتهم بشراء لعبة له فركب الطفل معه السيارة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وتوجه المتهم بصحبة الطفل إلى منطقة الممزر، وتعاطى الخمور في موقف للسيارات، ثم طلب من الطفل خلع ملابسه، لكنه رفض وهدد بإبلاغ والده، فحاول المتهم إسكاته، ووضع يده على فمه، ثم خنقه حتى فارق الحياة، واستمر في تعاطي الكحول حتى فجر اليوم التالي.
وأكد اللواء خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، أن المتهم تعمد الانتقال من مكان إلى آخر بعد ارتكاب جريمته، وحرص على البقاء فترات طويلة داخل السيارة التي كانت بحوزته، لكن رجال الشرطة تعاملوا بحرفية مع الموقف حتى تم ضبط المتهم.
وقال اللواء خميس مطر المزينة، القائد العام لشرطة دبي: "التحريات واعترافات المتهم أكدت أنه كانت هناك نية مبيتة لديه لاستدراج الطفل، إذ رمى الجثة في مكان لا يرتاده كثيرون في هذا التوقيت، وحاول إخفاءها وعثر عامل ببلدية دبي كان يتولى تنظيف المكان، على جثة عبيدة، فأبلغ الشرطة".
وأضاف المزينة "تم تشكيل فريق مختص في التعامل مع الجرائم التي تمس الأطفال، فضلاً عن فريق مسرح الجريمة المتخصص في معاينة الموقع، والطبيب الشرعي الذي حدد وقوع الجريمة قبل 24 ساعة على الأقل من ارتكابها"، وفقا لما ذكرته صحيفة «الإمارات اليوم».
وأشار إلى أن فريق البحث تحرك سريعاً، وقارن أوصاف الطفل ببلاغ اختفاء مسجل في الشارقة، وتأكد من أن المجني عليه هو نفسه الطفل الذي أثار اختفاؤه اهتمام الرأي العام، قائلا: "تمكن الفريق من تضييق دائرة المشتبه فيهم، وحصرها في «ن.ع. ــ 48 عاماً»، وترسخت قناعة رجال المباحث حينما تأكدوا من أن المتهم لجأ إلى تغيير مكان سكنه بعد واقعة الاختفاء، ودأب على التنقل بالسيارة، لتفادي العثور عليه".
وقام فريق الملاحقة الجنائية تعامل بحرفية مع الموقف، وتتبع تحركات المتهم، ثم أعد له كميناً بهدف استدراجه إلى دبي، وتمكن من القبض عليه، وقد أنكر المتهم في البداية، مدعياً أنه لا يعرف شيئاً عن الواقعة، لكن رجال المباحث واجهوه بالأدلة التي بحوزتهم، فاعترف تفصيلياً بأنه من معارف الأب، ودأب على زيارة جراج الأخير في الشارقة.
واعترف المتهم بأنه توجه لاحقاً الى مقر سكنه بالشارقة، تاركاً الطفل في السيارة على المقعد الخلفي، وفي نحو الساعة السابعة صباحاً، يوم السبت، تحرك بالسيارة إلى شارع المدينة الجامعية في دبي، وتخلص من الجثة برميها أسفل إحدى الأشجار، وأهال عليها بعض الرمال، حتى تصعب ملاحظتها من قبل مستخدمي الطريق.
ورفضت أسرة الضحية إقامة عزاء، مشددة على أنها لن تتلقى العزاء إلا بعد أن يقتص القضاء من القاتل، وأكدت أن ما يحزنهم بشدة أن الطفل لم يرتكب ذنباً أو إثماً.
وقال والد الضحية: "أعمل في الإمارات منذ 13 عاماً، وليست لي أي عداوة أو خلافات مع أحد، فأنا رجل مسالم، ولا أحب المشكلات، ولم أتوقع على الإطلاق أن تحدث تلك الكارثة لي".
وأثارت واقعة اختفاء الطفل ومن ثم الإعلان عن مقتله، ردود فعل واسعة داخل المجتمع الإماراتي، حيث تعتبر هذه الجريمة استثنائية بكل المقاييس، ولا تعبر عن طبيعة المجتمع الإماراتي الآمن، وانخفاض نسبة الجرائم في الدولة العربية التي تبذل جهودا حثيثة للتطور على كافة الأصعدة.