صلاح الدين الأيوبي
الدولة الأيوبية تتوسع إلى اليمن
صلاح الدين الأيوبي والحملات الفرنسية والبريطانية
سياسة صلاح الدين الأيوبي الداخلية
عاش صلاح الدين الأيوبي متنقلاً بين مصر وسوريا، حقق العديد من الإنجازات على مستوى الدولة الأيوبية في داخل الدولة وخارجها، التي بدورها جعلت الكثير من الكتاب يجهدون في كتابة سيرته الذاتية، ودفعت الفنانين للتسابق لتمثيل شخصيته في الأعمال الدرامية، فمن هو صلاح الدين الأيوبي، أين نشأ؟ كيف هزم الصليبيين في معركة حطين؟ كيف توفي؟ هذا ما سنجيب عنه في هذه المقالة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
صلاح الدين الأيوبي ينتمي إلى قبيلة الروادية
يعود نسب صلاح الدين الأيوبي من ناحية القومية إلى الأكراد، وتحديداً قبيلة الروادية الكردية أحد بطون (أقسام) قبيلة الهذيانية، ومن ناحية العائلة ينتسب صلاح الدين إلى نجم الدين أيوب بن شاذي بن مروان، وذلك وفق ما ورد في كتاب: "صلاح الدين الأيوبي: بطل حطين ومحرر القدس من الصليبيين" للكاتب عبد الله صالح علوان.
نشأة صلاح الدين
ولد صلاح الدين يوسف من أيوب في مدينة تكريت العراقية في عام 1137، خلال هجرة عائلته من تكريت إلى الموصل بعد أن قام عمه أسد الدين شيركوه بقتل أحد قادة القلعة لأنه اعتدى على فتاة، الأمر الذي جعل والده نجم الدين أيوب الذي كان حاكماً لقلعة تكريت، يتشاءم من ولادته، لكن أحد أتباعه نصحه بالإبقاء عليه، وفق ما ورد في كتاب: عبد الله صالح علوان، وفي ربيع عام 1170 سافر والده نجم الدين أيوب إلى مصر ليلتحق بولده الذي أصبح الوزير الأول للدولة الفاطمية كما سنرى في الفقرات التالية، وفي الحادي والثلاثين من شهر تموز/ يوليو عام 1173 أصيب والد صلاح الدين بحادث ركوب الخيل، الأمر الذي تسبب بوفاته في التاسع من شهر آب/أغسطس عام 1173.
صلاح الدين الأيوبي وعائلته في الموصل
عندما وصلت العائلة إلى الموصل أكرمهما عماد الدين زنكي، الذي عين والد صلاح الدين الأيوبي في منصب حاكم بعلبك، وبعد وفاة عماد الدين زنكي استلم ابنه نور الدين زنكي فعين أسد الدين شيركوه قائداً لجيشه، في هذه الأثناء تعلم صلاح الدين الأيوبي القراءة والكتابة، مبادئ النحو وقواعد اللغة، كما حفظ القرآن الكريم، إضافةً لتعلمه ركوب الخيل وفنون القتال.
صلاح الدين الأيوبي في مصر
كان الخلفاء الفاطميون يحكمون مصر بالاسم، فقد كانت السلطة بيد الوزير الأول، الأمر الذي فتح الباب لصراعات عديدة بين القادة للوصول إلى منصب الوزير الأول، فقام شاور السعدي حاكم مصر العليا بالثورة ضد الوزير الأول رزيك بن طلائع، وتغلب عليه وقتله، وأصبح شاور السعدي الوزير الأول للخليفة الفاطمي العاضد لدين الله في عام 1163، لكن الأمر لم يستمر طويلاً حتى ثار ضرغام بن عامر اللخمي ضده فتغلب عليه وأصبح هو الوزير الأول، فهرب شاور السعدي إلى سوريا طالباً من نور الدين زنكي إعادته إلى الحكم.
فأرسل إليه نور الدين زنكي أسد الدين شيركوه الذي اصطحب معه ابن أخيه صلاح الدين الذي كان قد أكمل عامه السادس والعشرين؛ في حملة على مصر، حيث كان ضرغام بن عامر اللخمي قد استعان بالملك الصليبي حاكم بيت المقدس المدعو أموري، واشتبك الجيشان في معركة بلبيس في عام 1164، في هذه الأثناء قام نور الدين زنكي باستعادة حارم وبانياس من سيطرة الصليبيين، فقام الملك الصليبي أموري بالتفاوض على هدنة مع أسد الدين شيركوه تقوم على انسحاب الطرفين وترك مصر لأهلها ليحكموها.
الحملة الثانية على مصر
أدرك أسد الدين شيركوه أهمية السيطرة على مصر للقضاء على الصليبيين؛ فطلب من نور الدين زنكي السماح له بغزو مصر فأذن له بذلك، حيث جهز حملة وهاجم مصر، فاستعان وزيرها الأول شاور السعدي بملك بيت المقدس الصليبي المدعو أموري، لكن أسد الدين شيركوه الذي اصطحب معه ابن أخيه صلاح الدين تمكن من هزيمة الجيوش المصرية والصليبية معاً في معركة المنية التي حصلت في عام 1164، فعين أسد الدين شيركوه ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي حاكماً على مصر، لكن الصليبيين حاصروا الاسكندرية فعقد أسد الدين شيركوه والصليبيين اتفاقاً يقضي بانسحاب الطرفين من مصر وتركها لأهلها كي يحكموها.
الثالثة ثابتة.. الأيوبيون يحكمون مصر
نقض الصليبيون الهدنة التي عقدوها مع أسد الدين شيركوه وهاجموا مصر بعد خروجه منها، فاستعان الوزير الفاطمي شاور السعدي بنور الدين زنكي الذي أرسل له أسد الدين شيركوه وصلاح الدين الأيوبي، فقاما بالتصدي للصليبيين وإخراجهم من مصر وذلك في عام 1169، وبعد شهرين قتل الوزير الأول شاور السعدي في ظروف غامضة، فعين الخليفة الفاطمي العاضد لدين الله أسد الدين شيركوه مكانه، لكن حكمه لم يدم لأكثر من شهرين حيث توفي في نفس العام 1169.
صلاح الدين الأيوبي يخلف عمه في منصب الوزير الأول للفاطميين
بعد وفاة عمه أسد الدين شيركوه، عينه الخليفة الفاطمي العاضد لدين الله وزيراً أولاً له، وبذلك أصبح صلاح الدين الأيوبي الوزير الأول للفاطميين والحاكم الفعلي لمصر وهو لم يتجاوز الثانية والثلاثين من عمره، فتعرض للكثير من المؤامرات لإزاحته من منصبه ذلك؛ لأن الكثير من منافسيه المصريين لم يرقهم استلامه هذا المنصب، وكانوا يعتبرون أنفسهم أحق بتولي هذا المنصب، ومن بين هؤلاء:
- مؤتمن الخلافة نجاح، كان يعمل في قصر الخليفة الفاطمي، اتفق مع بعض أعوانه على إرسال رسالة للصليبيين كي يقوموا بمهاجمة مصر، وعندما يخرج صلاح الدين الأيوبي لمواجهتهم ينتهز مؤتمن الخلافة الفرصة ويجلس مكان صلاح الدين في منصب الوزير الأول، وبالفعل أرسل الرسالة ووضعها في حذاء جديد لتصل إلى الصليبيين لكنها وقعت في يد أحد أعوان صلاح الدين الأيوبي فأخبره بمضمون الرسالة، فقام صلاح الدين الأيوبي بكتم الخبر، وانتظر حتى خرج مؤتمن الخلافة نجاح خارج القاهرة وأرسل من يقتله، فقام أتباع المقتول بمهاجمة صلاح الدين وأعوانه ودامت الحرب يومين؛ نجح خلالها صلاح الدين الأيوبي في القضاء عليهم.
- عمارة اليمني، دعا لتعيين أحد أولاد العاضد لدين الله في منصب الوزير الأول، وإقالة صلاح الدين الأيوبي من منصبه، من خلال طلب الدعم من الصليبيين، فقام أحد أعوان عمارة اليمني وهو زين الدين بن نجا بإخبار صلاح الدين عما يحضره له عمارة اليمني، فهاجمهم صلاح الدين الأيوبي وقضى عليهم.
- كنز الدولة وقياس بن شادي، قام بها والي أسوان كنز الدولة، ورجل من قرية طود يدعى قياس بن شادي، وفق ما ورد في كتاب المقريزي الذي حمل عنوان (السلوك لمعرفة دول الملوك)، فهاجمهم صلاح الدين الأيوبي وقضى عليهم.
الصليبيون يهاجمون صلاح الدين الأيوبي
هاجم الصليبيون مدينة دمياط في عام 1169 فأرسل صلاح الدين الأيوبي جيشاً لمحاربتهم، كما استعان بنور الدين زنكي الذي أرسل له تعزيزات لمواجهتهم، فتمكن من الانتصار عليهم وردهم على أعقابهم، وبعد خمس سنوات هاجم الصليبيون مدينة الإسكندرية بهدف السيطرة عليها، فتمكن صلاح الدين الأيوبي من القضاء عليهم، وفي عام 1171 توفي الخليفة الفاطمي العاضد لدين الله، فأصبح صلاح الدين الأيوبي الحاكم الوحيد لمصر، وأعلن تأسيس الدولة الأيوبية، وبقيت علاقته قوية بنور الدين زنكي حتى وفاة الأخير في عام 1173.
الدولة الأيوبية تتوسع إلى اليمن
وقعت اليمن ضحية الصراع بين حكام صنعاء وزبيد، فأرسل صلاح الدين الأيوبي شقيقه طوران شاه لإنهاء الحرب، وهو ما تحقق له، وبعد أن سيطر شقيقه على اليمن عينه صلاح الدين الأيوبي حاكماً عليها وضمها إلى الدولة الأيوبية في عام 1173، وفي ذلك العام سيطر صلاح الديون الأيوبي على برقة وطرابلس وصولاً إلى قابس في تونس.
صلاح الدين الأيوبي يضم بلاد الشام إلى مصر
ضعفت الدولة الزنكية بعد وفاة نور الدين زنكي واستلام ابنه الملك صالح اسماعيل (البالغ من عمره أحد عشر عاماً) وتعيين شمس الدين بن المقدم، حيث تناحر الأمراء للسيطرة على الدولة الزنكية مستغلين صغر سن الحاكم، فما كان من أهل دمشق إلا أن طلبوا من صلاح الدين الأيوبي التدخل وضم بلاد الشام إليه، لاسيما بعد أن علموا أن شمس الدين بن المقدم الوصي على العرش صالح الصليبيين للاستعانة بهم على الأمراء الآخرين.
فقام صلاح الدين بتلبية الدعوة ودخل دمشق في عام 1174، ثم دخل حمص وحماه وحلب. بذلك يكون صلاح الدين الأيوبي قد وحّد بلاد الشام ومصر تحت قيادته، لكن ذلك لم يكن بهذه السهولة فقد تحالف الأمراء الزنكيون مع حاكم الموصل سيف الدين غازي وتواجهوا مع صلاح الدين في معركة حماه بعد أن رفضوا الصلح، تمكن من هزيمتهم، ثم انتصر مرة ثانية على حاكم الموصل في معركة بتل السلطان وقضى عليه في عام 1174.
صلاح الدين الأيوبي والموصل
عقد صلاح الدين الأيوبي مؤتمراً إسلامياً في دمشق في عام 1174، ضم ممثلين عن الأمراء المسلمين، وهم: (شيخ الشيوخ صدر الدين، شهاب الدين البشير ممثلين عن الخليفة العباسي الناصر لدين الله، القاضي محي الدين الشهرزوري، بهاء الدين بن شداد ممثلاً عن حاكم الموصل)، حيث اتفقوا على توحيد صفوفهم ضد الصليبيين، ولم يرفض هذا الاتفاق سوى ممثل الموصل، حيث رفض حاكم الموصل الاستجابة لدعوة صلاح الدين الأيوبي، فقام صلاح الدين الأيوي بتحريك جيوشه نحو الموصل وحاصرها؛ فرضخ حاكم الموصل ووقع مع صلاح الدين الأيوبي اتفاقاً عرف باسم "معاهدة حران" ينص على:
(أن ينسحب صلاح الدين الأيوبي من الموصل مقابل تنازل حاكمها عن عدد من المدن لصلاح الدين الأيوبي (المناطق التي تقع وراء نهر الزاب)، وأن يكون تابعاً للدولة الأيوبية)؛ وبهذه المعاهدة تمكن صلاح الدين الأيوبي من جمع كل من (الموصل، سنجار، الجزيرة، أربيل، حران، ديار بكر) تحت قيادته بعد أن كانت متفرقة، وفق ما ورد في كتاب (مفرج الكروب في تاريخ بني أيوب) للكاتب ابن واصل، وبعد ذلك عاد صلاح الدين الأيوبي إلى مصر.
صلاح الدين ينتصر على الصليبيين في معركة حطين
بعد أن احتل الصليبيون العديد من المناطق في بلاد الشام وأهمها القدس، مستغلين بذلك ضعف المسلمين، سعى صلاح الدين الأيوبي لتحرير ما استولى عليه الصليبيون في حروبهم وبعد توحيد بلاد الشام ومصر واليمن تحت قيادته؛ بدأ بالتحضير لمعركة حطين لإخراج الصليبيين من بيت المقدس، بعد أن تمكن نور الدين زنكي من استعادة الرُّها من الصليبيين.
اعتدى أمير الكرك الصليبي أرناط على قافلة تجارية لصلاح الدين الأيوبي في عام 1186، فصادر أموالها وأسر أفرادها، فقام صلاح الدين الأيوبي بجمع الجيوش وتوجهوا إلى بلدة طبرية لمحاربة الصليبيين، وذلك في الرابع من شهر تموز/ يوليو عام 1187، حيث بدأت المعركة في منطقة تدعى حطين فتمكن صلاح الدين الأيوبي من هزيمتهم، وبعد معركة حطين هاجم صلاح الدين الأيوبي أماكن تواجد الصليبيين وتمكن من استعادة كل من (عكا، تبنين، صور، صيدا، جبي، بيروت)، ثم حاصر عسقلان مدة أربعة عشر يوماً؛ فاستسلم الصليبيون المتواجدون فيها.
كما استعاد كل من (الرملة، الداروم، بيت لحم، غزة، اللطرون) وحاصر الصليبيين في بيت المقدس قاطعاً عنهم كل الإمدادات، فخرج الصليبيون من المدينة بعد أن طلبوا الصلح من صلاح الدين الأيوبي، وتم الاتفاق على أن يُمنح الصليبيون أربعين يوماً للخروج من المدينة، وهو ما حصل؛ وبذلك يكون صلاح الدين الأيوبي قد استعاد بيت المقدس من دون تدمير المدينة المقدسة، ذلك في الثاني من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1187.
صلاح الدين الأيوبي يُفشل الحملتين الفرنسية والبريطانية
بعد ذلك حاول الأوروبيون الثأر لفشل حملتهم الصليبية، فقام الإمبراطور الألماني فريدريك برباروس بجمع جيوشه لمهاجمة صلاح الدين الأيوبي، وعندما وصل الإمبراطور الألماني إلى أرمينيا غرق في نهر سالف؛ فتشتت الجيوش الألمانية قبل أن تصل إلى مناطق المسلمين، أما الحملتان البريطانية والفرنسية فقد تمكنتا من احتلال عكا في عام 1191، فحاربهم صلاح الدين الأيوبي في معركة أرسوف في السابع من شهر أيلول/ سبتمبر عام 1191، فلم يستطع صلاح الدين الأيوبي التغلب عليهم، فتمددت الجيوش الإنكليزية والفرنسية إلى مدينة يافا وتمكنوا من احتلالها في الثاني من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1191.
وفي شهر تموز/ يوليو قاد صلاح الدين الأيوبي حملة لإخراج الصليبيين من يافا لكنه فشل، وبعد معارك عنيفة بين الطرفين (صلاح الدين الأيوبي وجيوش المسلمين من جهة، والبريطانيين والفرنسيين من جهة أخرى) توصلوا إلى عقد هدنة في عام 1196، تضمنت: استقرار الصليبيين في الساحل الممتد من عكا إلى صور، السماح للمسيحيين منهم بزيارة بيت المقدس وقت الحج، مدة المعاهدة ثلاث سنوات وثمانية أشهر).
سياسة صلاح الدين الأيوبي الداخلية
قام صلاح الدين الأيوبي بالعديد من الإنجازات في المناطق التي كانت تحت حكمه، ومن هذه الإنجازات:
- بنى سوراً حول القاهرة، وبنى قلعة الجبل فيها؛ لحمايتها من الغزو، كما بنى قلعة سيناء في شبه جزيرة سيناء للسبب ذاته.
- بنى العديد من المستشفيات، مثل: مستشفى القاهرة.
- أسس ديوان الأسطول للإشراف على أسطوله وتأمين متطلباته ومتطلبات الجند العاملين فيه.
- أنشأ المدارس ليدرس فيها الأولاد العلوم العقلية (مثل: الحساب، اللغة العربية وقواعد النحو... إلخ)، وكان المدرسون يتألفون من قسمين:
- مدرسون يعطون الدروس للطلاب.
- معيدون يعيدون شرح الدروس التي شرحها الأساتذة للطلاب حتى يفهمونها جيداً.
- اهتم بالزراعة وشجع الأهالي على زراعة كل الأراضي التي لديهم؛ لتأمين المواد الغذائية لكل أنحاء دولته.
- اهتم بالصناعة ولاسيما (صناعة الأسلحة، الصناعات النسيجية، صناعة الزجاج، صناعة السروج (السرج يوضع على ظهر الحصان)، صناعة الثياب الحريرية المزركشة).
- اهتم بالتجارة؛ فأصبحت مصر نقطة اتصال بين الشرق والغرب لعبور القوافل التجارية.
لصلاح الدين الأيوبي العديد من الأولاد
تزوج صلاح الدين الأيوبي في القاهرة، وأنجب العديد من الأولاد، هم:
- الأفضل، من مواليد عام 1170.
- عثمان، من مواليد عام 1172.
- غازي، من مواليد عام 1173.
- مسعود، من مواليد 1175.
- يعقوب، من مواليد عام 1176.
- داوود، من مواليد عام 1178.
صلاح الدين الأيوبي يموت إثر إصابته بمرض الحمى الصفراء
أصيب صلاح الدين بالحمى الصفراء (فيروس ينتقل من خلال الحشرات إلى جسم الإنسان ويقوم بإتلاف الكبد والكليتين وباقي أجزاء الجسم) في عام 1193، وانتشر المرض في كل جسمه ثم وافته المنية في الرابع من شهر آذار/ مارس عام 1193، ودفن في حديقة خارج المسجد الأموي بدمشق.
بعد قرون.. غورو يزور قبر صلاح الدين الأيوبي
بعد مرور قرون عديدة على هزيمة الصليبيين أمام صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين، لم ينسَ الأوروبيون ما فعله بهم صلاح الدين الأيوبي، لذلك عندما احتلت فرنسا سورية إثر معركة ميسلون في الرابع والعشرين من شهر تموز/ يوليو عام 1920 زار الجنرال غورو قائد القوات الفرنسية قبر صلاح الدين الأيوبي في دمشق، وأخذ يضربه بقدمه قائلاً: " استيقظ صلاح الدين نحن هنا، هنا يكرس انتصار الصليب على الهلال".
مسلسل وفيلمان عن حياة صلاح الدين الأيوبي
حظي صلاح الدين الأيوبي باهتمام كتاب السيناريوهات التلفزيونية والسينمائية، ومن أبرز الأعمال التي تناولت حياة صلاح الدين الأيوبي:
- فيلم الناصر صلاح الدين، في عام 1963، بطولة: أحمد مظهر (بدور صلاح الدين الأيوبي)، صلاح ذو الفقار، نادية لطفي، حمدي غيث، ليلى فوزي، عمر الحريري، ليلى طاهر، حسين رياض، محمود المليجي، الفيلم من تأليف: يوسف السباعي، من إخراج يوسف شاهين.
- مسلسل صلاح الدين الأيوبي، في عام 2001، بطولة: جمال سليمان (بدور صلاح الدين الأيوبي)، سوزان نجم الدين، باسم ياخور، نجاح سفكوني، وائل رمضان، محمد مفتاح، باسل خياط، تيم حسن، قيس شيخ نجيب، ناصر وردياني، = المسلسل من تأليف: وليد سيف، إخراج: المثنى صبح.
- فيلم مملكة السماء (Kingdom of Heaven)، في عام 2005، الذي شارك فيه الممثل السوري غسان مسعود (بدور صلاح الدين الأيوبي)، الممثل البريطاني أورلاندو بلوم (Orlando Bloom)، الممثلة الفرنسية إيفا جرين (Eva Green)، الممثل البريطاني جيرمي أيرونز (Jeremy Irons)، الإيرلندي برندان غليسون (Brendan Gleeson)، الممثل البريطاني مايكل كريستوفر شين (Michael Christopher Sheen)، الفيلم من تأليف: الأمريكي وليام موناهان (William Monahan)، إخراج: البريطاني ريدلي سكوت (Ridley Scott).
كتب تناولت حياة صلاح الدين الأيوبي
حظي صلاح الدين الأيوبي باهتمام الكتاب، ومن أبرز الكتب التي تناولت حياة صلاح الدين الأيوبي:
- صلاح الدين الأيوبي: بطل حطين ومحرر القدس من الصليبيين، في عام 1983، تأليف: عبد الله ناصح علوان.
- صلاح الدين الأيوبي: البطل الأنقى في الإسلام، في عام 1993، تأليف: الكاتب الفرنسي ألبير شاندور، ترجمة سعيد أبو الحسن.
- صلاح الدين الأيوبي بين العباسين والفاطمين والصليبين، في عام 1995، تأليف: أمين معلوف.
- صلاح الدين الأيوبي قاهر العدوان الصليبي، في عام 1998، تأليف: محمد رجب البيومي.
- صلاح الدين الأيوبي، في عام 2012، تأليف: جرجي زيدان.
- سيرة صلاح الدين الأيوبي: المسمى النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية، في عام 2012، تأليف: أبو المحاسن بهاء الدين بن شداد.
في الختام.. استطاع صلاح الدين الأيوبي حفر اسمه بين العظماء في التاريخ العربي والعالمي، فهو القائد الذي حرر القدس من الصليبيين، ومؤسس الدولة الأيوبية التي امتدت من تونس إلى بلاد الشام واليمن، من جهة ثانية أحب صلاح الدين الفروسية وبنى القلاع لحماية دولته، كما اهتم بالتعليم والصناعة والتجارة ليكون رجل دولة بكل ما للكلمة من معنى، الأمر الذي جعله محبوباً لدى شعبه، فاستحق بذلك لقب السلطان الذي أطلقه على نفسه.