صانع سجائر يصبح قاضياً في أمريكا … ما القصة؟
قصة ملهمة جديدة بطلها أحد رجال القانون في أمريكا
يحظى المحامي سوريندران باتيل باهتمام بالغ في المجتمع الهندي وبين وسائل إعلامه خلال الفترة الأخيرة وذلك بعد أن أصبح قاضياً في محكمة أمريكية.
لم يكن قسم سوريندران لتلوي مهمته الجديدة كغيره أو زملائه من القضاة الجدد في المحاكم الأمريكية وذلك بفضل مسيرته الحياتية الصعبة والمليئة بالتحديات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
معاناة سوريندران باتيل في البلد الأم
الهند هي بلاد وجنسية سوريندران باتيل الأم، حيث بدأ حياته هناك وبالتحديد بمنطة ولاية كيرالا وسط ظروف اقتصادية صعبة وضمن أسرة فقيرة تعمل في الصناعات اليدوية البسيطة.
وتحدث عمران قريشي، مراسل الخدمة الهندية في بي بي سي عن بدايات القاضي الجديد قائلاً "العمل الجاد والتصميم والكثير من النضال، وهناك أيضا العديد من الأشخاص الذين وقفوا إلى جانبي وساعدوني في كل مرحلة من مراحل حياتي".
وبحسب ما ذكرته شبكة بي بي سي البريطانية، أن باتيل قضي طفولته في فقر مدقع، حيث كان والداه من العمال المياومين ويكسبان أجراً زهيداً بالكاد كان يكفي لإطعام أطفالهما الستة، وخلال مرحلة الطفولة كان باتيل يلف بيديه السجائر التقليدية "حتى نتمكن من تناول ثلاث وجبات في اليوم، وكنا نسهر معاً أنا وشقيقتي الكبرى حتى وقت متأخر من الليل للقيام بذلك".
وترك باتيل الدراسة في المرحلة المتوسطة بعد الحصول على نتائج غير جيدة في الامتحانات وازدادت حالته النفسية في التراجع عقب وفاة شقيقته الكبرى.
دفعت الصدمات المتتالية باتيل إلى التفكير في مستقبله من جديد ليقرر العودة إلى الدراسة مع الغياب عن بعض الدروس بسبب انشغاله بالعمل.
وعن رد فعل أساتذته الغاضبة من تغيبه يقول "لم أرغب في إخبارهم بأنني لم أحضر الدروس بسبب وضعي المالي لأنني لا أحبذ فكرة العطف والشفقة".
لذلك منحه أساتذته فرصة أخرى، وعلموا لاحقاً من أصدقائه أنه مجبر على العمل لكسب قوت يومه.وعندما ظهرت النتائج، فاجأ باتيل الجميع بحصوله على المرتبة الثانية في فصله الدراسي وقرر دراسة القانون.
وواصل مسيرته باتيل التعليمية بالحصول على شهادة جامعية في السياسة والاقتصاد عام 1992 ثم اتجه لدراسة القانون ".
وبعد مرور أربع سنوات، حصل على وظيفة لدى محام يدعى أبوكوتان، وبدأ العمل في بلدة هوسدورج في منطقة كاسارجود، في ولاية كيرالا.
وواصل باتيل العمل هناك لمدة عشر سنوات إلى أن حصلت زوجته سوبها على وظيفة في مستشفى بالعاصمة الهندية دلهي، وقرر أن يتبعها لأنه لم يرغب أبداً في أن يقف في طريق مسيرتها المهنية.
وعمل لبضعة أشهر مع محام يرافع أمام المحكمة العليا في دلهي، قبل أن تضطر زوجته إلى الانتقال مرة أخرى، لكن هذه المرة إلى الولايات المتحدة.
ويعلق الهندي الأصل على المرحلة قائلاً "على الرغم من أنني لم أكن سعيداً بترك مهنتي ورائي، لكنني تبعتها، ومن دونها، لما كنت قد وصلت إلى ما أنا عليه اليوم".
ثم انتقل باتيل رفقة زوجته إلى تكساس في عام 2007، حيث عمل باتيل في محل بقالة لبعض الوقت قبل أن يدرك أنه يمكنه التقدم لامتحان نقابة المحامين في تكساس، ثم حصل على شهادة في القانون الدولي، وقرر باتيل الترشح لمنصب القاضي بدعم من الحزب الديمقراطي، لكنه مر ببعض التجارب السيئة، فعلى سبيل المثال، تعرض للسخرية بسبب لهجته الهندية أثناء حملته الانتخابية.
ويضيف عن المرحلة "لقد أصبحت مواطناً أمريكياً فقط في عام 2017، والآن، فزت في الانتخابات، لا اعتقد أن هذا يمكن أن يحدث في أي بلد آخر".
الجائزة الكبرى بعد رحلة الكفاح
حصل سوريندران باتيل على الجنسية الأمريكية منذ 5 سنوات تقريباً ثم تم تعيينه كاقضياً في المحكمة الجزائية 240 في مقاطعة فورت بيند بولاية تكساس، كما أدى باتيل اليمين الدستورية في الأول من يناير.