أجمل أبيات شعر عن الجمال وجمال الوجه للغزل
This browser does not support the video element.
الجمال من القيم الفلسفية التي شغلت حيِّزاً كبيراً من تفكير الفلاسفة والشُّعراء، فأمامنا عشرات _إن لم نقل مئات_ النَّظريات التي تحاول أن تجيب عن السُّؤال الصَّعب "ما هو الجمال؟".
وللأسف لا يمكن القول بأنَّ إحدى هذه النَّظريات قد لاقت إجماعاً تامّاً.
بعيداً عن الفلسفة الصّرفة جمعنا لكم أجمل ما قيل عن الجمال من الشِّعر، حيث ستقرأون في هذه المادة أبياتاً في الحكمة عن الجمال وأبيات عن جمال الروح مقارنة بجمال الجسد والصورة، إضافة إلى أبياتٍ في وصف الجمال العام.
شعر عن الجمال
هل تبحث عن أجمل أبيات شعر عن الجمال، إليك أفضل ما قيل:
أعلى الجمال تغار منّا
ماذا عليك إذا نظرنا
هي نظرة تنسي الوقار
وتسعد الروح المعنّى
دنياي أنت وفرحتي
ومنى الفؤاد إذا تمنّى أنت السماء
بدت لنا واستعصمت بالبعد عنّا
هلا رحمت متيماً عصفت به الأشواق
وهنّا وهفت به الذكري فطاف مع الدُجى
مغناً فمغنا هزته منك محاسن غنّى بها لما تغنّى
شعر عن جمال الوجه
الجمال واحدٌ من أكثر المواضيع التي تناولها الشُّعراء بما لا يحصى من الأبيات والقصائد، وسنبدأ بأول جانبٍ من جوانب الجمال، وهو مقارنة جمال الجسد بجمال الأخلاق وجمال الرُّوح، وسوف نقدم مجموعة من أجمال أبيات شعر عن جمال الوجه
يقول أبو الطيب المتنبي في جمال الوجه وجمال الأخلاق:
ومَا الحُسنُ في وجهِ الفَتَى شَرفاً لَهُ إِذا لم يكُـنْ في فِعْلِه والخَلائقِ
ويقول شاعرٌ آخر في الجمال:
لَيسَ الجَميلُ جَميلَ الوَجهِ والحُلَلِ بَل مَن ثَنى العَزمَ نَحو الجِّدِ والعَمَلِ
يقول أبو عبد الله نفطويه في اجتماع الحسن والظرافة مع الأخلاق الحميدة:
لَيسَ الظَّريفُ بكاملٍ في ظُرفِه حتَّى يكونَ عَن الحَرامِ عَفيفا
فإذا تعفَّفَ عَن مَحارِمِ رَبِّه فهُناكَ يُدعى في الأنَامِ ظَريفَا
كذلك لا يرى ابن القاسم الواسطي قيمةً لجمال الوجه إن لم تكن النَّفس جميلة مثله، يقول:
لا خَيـرَ في أوجهٍ صِباحٍ تُسفِرُ عَن أنفسٍ قِباحِ
كَالجُـرحِ يُبنى عَلى فَسادٍ بظاهرٍ ظاهرِ الصَّلاحِ
فيما يرى شاعرٌ آخر أنَّ الجمال إن لم ترافقه قدرة على الحديث الجميل يفقد معناه، يقول:
مَا حُسنُ الرِّجال لَهم بفخرٍ إذا لَمْ يُسعدِ الحُسنَ البيانُ
كَفَى بالمرءِ عَيباً أنْ تَراهُ لَهُ وَجهٌ ولَيسَ لَهُ لِسانُ!
ويرى ابراهيم بن لنكك البصري أنَّ الفعل السيء يذهب بفضل الجمال، يقول:
إذا أخو الحُـسْنِ أضحى فِعلُهُ سَمِجاً، رأيتَ صُورتَه مِن أقبحِ الصُّورِ
وهبكَ كالشَّمسِ في حُسْنٍ، ألَم تَرنا نفرُّ منها إذا مَـالتْ إلى الضَّررِ؟!
شاهد ايضاً: شعر عن الأب
كما أن الثياب والحليَّ وغيرها من المجمِّلات لا يُعتَدُّ بها إذا ما وضعت في ميزان مع الأخلاق والأحساب، يقول أبو ثورٍ الزبيدي:
لَيسَ الجَمالُ بمئزرٍ فاعلَمْ وإنْ رُدِّيتَ برْدا
إنَّ الجَمالَ لمعادِنٌ ومنَاقبٌ أورَثْنَ مَجدَا
ويذهب شاعرٌ آخر إلى أن ينفي الحاجة إلى التزيُّن والحليِّ إذا كان الجمال أصيلاً، يقول:
ومَا الحِليُّ إلَّا زِينةٌ لنَقيصةٍ يُتمُ مِن حُسنٍ إذا الحُسْنُ قصَّرا
فأمَّا إذا كَانَ الجَمالُ مَوفوراً لحُسنِكَ لَم يَحتَجْ إلى أنْ يُزوَّرا
كما يحذرنا محمد بن بشران من الانخداع بجمال المظهر فربَّما خبَّأ تحته قبح النَّفس ورداءة الأخلاق، يقول:
لا تَغترَّ بهوىَ المِلاحِ فرُبَّما ظَهرتْ خَلائقُ للمِلاحِ قِباحُ
وكذَا السُّيوفُ يرون حُسنَ صِقالها وبَحدِّها تتخطَّف الأرواحُ
كذلك يقول محمد الجذامي في التحذير من الوجوه الجميلة التي فقدت جمال النَّفس والروح، يقول:
احذَرْ مَحاسِنَ أوجُهٍ فَقدَتْ مَحاسِنَ نَفسِها ولَو أنَّها أقمارُ
شعر عن جمال العيون
الجمال والحُسن أول ما يلفت النَّظر وهذا أمرٌ لا يحتاج إلى جدال كبير، فحتَّى أنصار جمال الرُّوح وتفضيله على جمال الجسد والوجه لن يجدوا سبيلاً إلى إنكار أسبقية ما تراه العين على ما يراه القلب والعقل.
وهناك العديد من المحاولات لوصف الجمال وأثره ومكامنه.
يقول إلياس فرحات في مواطن الجمال التي هي مواطن الحبِّ:
وكُلُّ مكانٍ فيهِ للحُسنِ مرتعٌ وللطَرفِ مَلهىً فيهِ للحُبِّ مَلعبُ
يقول الحسن بن وهب في النظر إلى الجمال:
مَا لمن تَمَّتْ مَحاسِنُهُ أن يُعادِي طَرْفَ مَن نَظرا
لكَ أن تُبْدي لَنا حُسْناً ولَنا أنْ نُعمِلَ البَصرا
فيما يشارك مهيار الدليمي العين مع القلب في تقبُّل الجمال فيقول:
وما الحُسنُ ما تُثني به العين وحدَها ولكن ما تثني عليه قلوبُ
وقد يكون الهوى هو ما يُوحي بالحُسن والجمال لا العكس، يقول الشَّاعر:
إذا شِئتَ أنْ تَلقى المحاسِنَ كُلَّها ففي وَجهِ مَن تَهوى كُلُّ المحاسِنِ
أمَّا أمير الشُّعراء أحمد شوقي فيجد أنَّ الجمال هو سمة الفنِّ التي تميزه، فكل ما هو جميل منتسبٌ إلى الفن:
قيلَ: مَا الفنُّ؟ قُلتُ: كُلُّ جَميلٍ مَلأ النَّفس حُسنُهُ كَانَ فَنَّا
وإذا الفَنُّ لَم يَكُن لَكَ طَبعاً كُنتُ في تَركِهِ إلى الرُّشد أدنى
وإذا كَانَ في الطِّباعِ ولَم تَحسُـن فما أنتَ بَالغ فيهِ حُسنا
قد يعجبك: شعر عراقي
فيما يناجي ابن الشِّبل البغدادي الله خالق الجمال وصانعه، فيقول:
خَلَقتَ الجَمالَ لَنا فِتنَةً وقُلتَ لَنا يا عِبادِي اتقون
وأنتَ جَميلٌ تُحبُّ الجَمالَ فكَيفَ عِبادُكَ لا يَعشقون؟!
أبيات شعر عن الجمال
سنجد الشُّعراء قد وصفوا بإسهاب أو اقتضاب ما رأته أعينهم من الحُسن والجمال، سواء أكانت رؤية عرضية أم رؤية قد أوقعت القلب في حبال الغرام والهوى.
يقول أبو تمام في وصف جمال إحداهن:
بَيضاءُ تَبدو في الظَّلامِ فيكتَسي نوراً، وتَبدو في النَّهارِ فيُظلِمُ
ويرى ابن الخياط أن رقبة الجميلة هي التي تزين العقد وليس العكس، فيقول:
إذا زَيَّنَ الحَسناءَ عِقْدٌ بجيدِهَا؛ فأحْسَنُ مِنهُ زينةً مَوضِعُ العِقْـدِ
ويقول الثعالبي في وصف الجمال والتَّغزل به:
فَديتُكَ يا أتمَّ النَّاسِ ظُرفاً وأصلَحَهُمْ لمتَخذٍ حَبيبا
فوجهُكَ نُزْهَةُ الأبصارِ حُسْناً وصَوُتُكَ مُتعَةُ الأسماعِ طيبا
وسائلةٍ تُسائلُ عنكَ قُلنا لَها في وَصفِكَ العجبَ العَجيبا:
رَنا ظبيْاً، وغَنَّى عندليباً، ولاحَ شَقائقاً، ومَشَى قَضيبا
بل تأملوا قول ابن السَّاعاتي في وصف الجمال:
وغَزالٍ لاحَ لي في حُلَّةٍ جَمَعتْ مِن كُلِّ لَونٍ مُقتَرحْ
أشرَقتْ ألوانُها مِن وَجههِ؛ فهُو مِثلُ الشَّمسِ في قَوسِ قُزحْ
وفي قصيدة أخرى لابن السَّاعاتي يتغزل فيها بجمال ساحرٍ فيقول:
وهَيفاء تَقتُل عُشَّاقَـها برُمحِ القوامِ وسَيفِ الحَوَرْ
تسدِّدُ بالجَفنِ سَهمَ الفُتورِ، وتَفتَّحَ في الخَدِّ وَردُ الخَفرْ
إذا مَا هَدتْ بصباحِ الجَبينِ قلباً، أضلَّتْ بليلِ الشَّعرْ
أسرُّ إليها بشكَوى الهَوَى فتجهرُ باللَّوم فيمَن جَهرْ
فنَحنُ كَما قيلَ فيمَا مَضَى، أُريها السُّهى وتُريني القَمرْ
فلِلوجدِ مِن حُسنهِ مَا أباحَ وللشَّوقِ مُنهنَّ مَا قَد سَترْ
أمَّا الشَّريف المرتضى فيخبرنا عن فعل الحُسن فيقول:
ذُلَّ الَّذي في يَدِ الحَسناءِ مُهجَتُهُ ومَن لَهُ في ذرواتِ الخِدْرِ أوطارُ
وعزَّ مَن لَا هَوىً مِنهُ وكَانَ لَهُ عَنهُ مَدى الدَّهرِ إقصاءٌ وإقصارُ
كذلك يصف ابن الرومي فعل الجمال بقلبه فيقول:
مَا للحِسانِ مُسيئاتٍ بِنا، ولَنا إلى المُسيئاتِ طُولَ الدَّهرِ تحنانُ
فيما يذوب البحتري واصفاً جمال من جافته فيقول:
لها ثَغرٌ ومُبتَسِمٌ، وريقٌ يَنوبُ عَنِ المُعَتَّقَةِ الطلاءِ (الطلاء من أسماء الخمر)
وطَـرْفٌ سَاحِرٌ غَنِجٌ كَحيلٌ، ووَجهٌ لَيسَ يُنكَرُ للـضِّياءِ
فَبؤسى لِلكَئيبِ بِها إذا مـا بَدَت تَختالُ في حُسنِ الرُّواءِ
كأنَّ لَها عَلى قَلبي رَقيباً مِنَ الصَّدِّ المُبَرِّحِ والـجَفاءِ
ويقول عبد القادر الجيلاني وقد "رفع الحجب" عن الجمال:
رُفـعَ الحَجْـبُ عَن بُدُورِ الجَمالِ, مَرحباً مَرحباً بأهلِ الجَمالِ
ملكُونِي بحُبِّهمْ ورَضُوا عَن عَبـدِ رِقٍّ؛ فَسُدْتُ بَينَ المَوَالِي
عَاملُوني بِلُطـفِهمْ في غَـرامِي، فَحَلَى في بَصَائِرِ النَّاسِ حَالِي
أمَّا أبو نواس فيقول بما يمكن تسميته غزلاً فاحشاً حيث يصف جمال امرأة تستحم:
نَضَت عَنها القَميصَ لِصَبِّ ماءِ، فَوَرَّدَ وَجهُها فرط الحَياءِ
وقابَلت النَّسيمَ وقَدْ تَعَرَّت بِمُعتَدلٍ أرقُّ مِنَ الهَواءِ
ومَدَّت راحَةً كالماءِ مِنها إلى ماءٍ مُعَدٍّ في إناءِ
فلمَّا أن قَضَت وطَراً وهَمَّت عَلى عَجَلٍ إلى أَخذِ الرِّداءِ
رأت شَخـصَ الرَّقيبِ على التَّداني؛ فأسبَلَتِ الظَّلامَ عَلى الضِّياءِ
فَغابَ الصُّبحُ مِنها تَحتَ لَيلٍ، وظَلَّ الماءُ يَقطِرُ فَوقَ ماءِ
فَسُبحانَ الإِلَهِ وَقَد بَراها كأحسَنِ ما يَكونُ مِنَ النِّساءِ
وإذا اتجهنا إلى الشعر الحديث نجد إيليا أبو ماضي يقول متغزلاً بجمال من يتمنى هواها:
أبصَرتُها في الخَمسِ والعَشرِ، فرأيتُ أُختَ الرِئم والبَدرِ
عَذراءَ لَيسَ الفَجرُ والدها، وكأنَّها مَولودَةُ الفَجرِ
بَسَّامَةٌ في ثَغرِها دُرَرٌ، وهفو إلَيها الشَّاعِرُ العَصري
ولها قَوامٌ لَو أشَبِّهُهُ بِالغُصنِ، بَاءَ الغُصنُ بِالفَخرِ
مثل الحَمامَةِ في وداعَتِها، وكَـزهرَةِ النِسرينِ في الطُّهرِ
مِثل الحَمامَةِ غَيرَ أنَّ لَها صَوتَ الهَزارِ ولَفتَةَ الصَّقرِ
أوّاهُ هَذي دارُ فاتِنَتي، مَن قالَ مَا لِلشَّمسِ مِن خِدرِ!
ويقول حافظ إبراهيم بما فعل به الحُسن والجمال:
غُضِّي جُفونَ السِّحـرِ أو فارحَمي مُتَيَّماً يَخشَى نِزالَ الجُفونْ
ولا تَصولي بِالقَوامِ الذي تَميسُ فيهِ يا مُنايَ المَنونْ
إني لأدري مِنكِ مَعنى الهَوى يا جولِيا وَالنَّاسُ لا يَعرِفونْ
ونجد الشَّاعر نزار قباني يقف صامتاً في حرم الجمال، يقول:
إني لأرفضُ أنْ أكونَ مُهرجاً ، قَزَماً على كَلماتِهِ يَحتالُ
فإذا وَقفتُ أمامَ حُسنِكِ صَامِتاً فالصَّمتُ في حَرمِ الجَمالِ جَمالُ
كلماتُنا في الحُبِّ تَقتُلُ حُبَّنا، إنَّ الحُروفَ تَموتُ حِينَ تُقالُ.
فيما يقول هاشم الرفاعي متغزلاً بالجمال:
وفتاةِ خِدْرٍ ليس يرنو نحوَها طرفٌ لناظرْ
لَو أبصرَ النَّاسُ الجَمالَ بها لَقالوا سِحْرُ سَاحرْ
سبحانَ من خلقَ العيونَ وشَقَّ هاتيكَ المحَاجرْ
أمَّا خليل مطران فيأخذنا برحلة مع الجمال بوصفٍ بديع، فيقول:
تَرَاءتْ معَانيهَا بمِرآةِ قَلبِهِ؛ فَثبَّتها فيهَا الغَرَامُ وأحْكَمَا
لها شَعرٌ كَاللَّيلِ يَجلُو سَوادَهُ بَيَاضُ نَهارٍ يُبهرُ المُتوسِّمَـا
وعَينَانِ كَالنَّجمَينِ في حَلَكِ الدُّجَى، هُما نِعمَةُ الدُّنيا وشِقْوَتُها سُمَا
وأهدَابُ أجفَانٍ، تَخالُ أشِعَّة مُصَفَّفَةً غَرَّاءَ تُعكَسُ عَنهُمَا
ومُنفرجٌ مِن خَالِصِ العَاجِ مَارنٌ، كأنَّ الهَوَى قَدْ بُثَّ فيمَا تَنـسَّمَا
تُبالغُ فيهِ الحَاسِداتُ وشَايَةً، ومَا حُجَّةُ الواشي إذا الحَقُّ أَفحَمَا
فَرُبَّ سَويٍّ عُدَّ عَيباً بـمَوضِعٍ، وفِي غَيرِهِ لِلحُسنِ كَانَ مُتَمِّمَا
ورُبَّ غَريبٍ في الملامِحِ زَانَهَا، وكانَ بِهَا مِنْ مُحْكَمِ الوَضعِ أوسَمَا
وثَغرٌ كمَا شَفَّتْ عَن الرَّاحِ كأسُهَا، يُتوِّجُها رُدُّ الحَبَابِ مُنَظَّمَا
وخَصْرٌ إلَيهِ ينتَهي رَحبُ صدرهَا، وقدْ دَقَّ حتَّى خِيلَ بالثَّوبِ مُبرَمَا
فَإن أقبلَـتْ فَالغُصنُ أَثقَلَهُ الجَنَى؛ فمالَ قَليلاً واستوى مُتَقوِّمَا
أبيات شعر أخرى عن الجمال
ختاماً... حاولنا في هذه المادة أن نتناول الجمال بصفة عامة ومن وجهات نظر مختلفة، يمكنكم زيارة قسم الشِّعر في موقع القيادي للاطِّلاع على مواضيع مختلفة، فيما نترككم مع أبيات متنوعة عن الجمال.
يقول الشَّاعر:
كُلُّ امرئٍ حَسُنَ في عَينِ وَالِدهِ، والخنفساء تُسمي بِنتَها القَمَرا!
ويقول سعيد يعقوب عن جمال الروح:
لَيسَ الجَمـالُ الَّـذي بالعينِ تُبصِرُهُ، إنَّ الجَمالَ جَمالُ الرُّوحِ لا الجَسدِ
أمَّا أبو بكر بن النَّطاح فيرى الجمال في الكرم:
لَيسَ الفَتى بجمالِهِ وكَمالِهِ، إنَّ الجَوَّادَ بمالِهِ يُدعَى الفَتَى
كما يقول دِعْبِل الخُزاعي في الجمال والأخلاق:
ومَا حُسنُ الوُجوهِ لهم بزَين إذا كَانتْ خَلائقِـهُمْ قِباحَا
وهذا مذهب مبشر بن هذيل إذ يقول:
ولا خَيرَ في حُسنِ الجُسومِ ونُبلِها إذا لَم تَزنْ حُسنَ الجُسوم عُقولُ
كذلك قول أبو الحَسن التُّهامي:
حُسنُ الرِّجالِ بحُسناهُمْ وفَخرُهمُ بـطَـوْلِهمْ في المعالي لا بطُولِهمُ
ويقول ابن نباتة السعدي في النَّظر أبعد من الحُسن والجمال:
وهَل يَنفَعُ الفِتيانَ حُسنُ وجوهِهِم إذا كَانتْ الأعراضُ غَيرَ حِسانِ؟
ولَا تَجعل الحُسنَ الدَّليلَ عَلى الفَتى فمَا كُلُّ مَصقولِ الحَديد يماني
فيما يقول أسامة بن المنقذ محذراً من الجمال:
لا تغتَرِرْ بنُحولِ خَصْرٍ أهيفِ، فالمَوتُ في حَدِّ الحُسامِ المُرهَفِ
وهو ما يراه الشَّاعر القروي إذ يقول:
بناتُ حواءَ أعشابٌ وأزهارُ فاستلهمِ العقلَ وانظرْ كيف تَختارُ
ولا يغرَّنكَ الوَجهُ الجَميلُ فكَم في الزَّهرِ سُمٌّ وكَم في العُشْبِ عقارُ
فيما لا يرى عدنان مردم بيك أنَّ الجمال خالد فيقول:
كلُّ حسنٍ مآلُه لزوالٍ ما استطالَتْ على الثرى أسبابهُ
أخيراً نقف مع واحد من أشهر أبيات الشَّاعر إيليا أبو ماضي إذ يتناول فلسفة الجمال فيقول:
أيّهذا الشَّاكي ومَا بِكَ دَاءٌ، كُن جَميلاً تَرَ الوجودَ جَميلا