شعر عن الصِّدق
شعر عن الصدق قصير
شعر عن الكذب والصدق
شعر عن الصدق والوفاء
بيت شعر عن الصدق
أبيات شعر في الصدق والنهي عن الكذب
أبيات شعر في الصدق والكذب
أبيات شعر عن الصدق والأصدقاء والناس
أبيات عن الصدق في الحب
كلمات وأقوال مأثورة في الصدق والنهي عن الكذب
الصِّدق معضلة أخلاقية أزلية؛ فالصِّدق هو المرغوب فيه والمرغوب عنه، يتمناه المرء من أصحابه وأصدقائه ويكرهه إذا لم يكن على هواه، فليس قول الصِّدق بالأمر اليسير ولا تقبله بالهمِّ الصغير.
في هذه المادة جمعنا لكم أجمل ما قيل عن الصِّدق من الشعر، حيث ستقرؤون أبياتاً في الحكمة عن الصِّدق، وأبياتاً في تفضيل الصِّدق على الكذب وغيرها.
شعر عن الصدق قصير
إليك نماذج من أبيات شعرية قصيرة عن الصدق
قال الواسطي :
الصدق يعقد فوق رأس حليفه بالصدق تاجا
والصدق يقدح زنده في كل ناحية سراجا
قال أحمد الكيواني :
والصدق من كرم الطباع وطالما جاء الكذوب بخجلة ووجوم
واحذر نحوس منجم يستقبل الك ف الخضيب بوجهه الملطوم
قال أبو العلاء المعري :
لا تحلفن على صدق ولا كذب فإن أبيت فعد الحلف بالله
يخاف كل رشيد من عقوبته وإن تلفع ثوب الغافل اللاهي
وقال أيضا :
فضِلة النطق في الإنسان تمزجها نقيصة الكذب المعدود في النقم
أصدق إلى أن تظن الصدق مهلكة وعند ذلك فاقعد كاذبا وقم
وقال أيضا :
تزَوّجْ، إن أردْتَ ، فتاةَ صِدْق كَمُضْمَرِ نِعمَ، دامَ على الضّميرِ
إذا اطّلَعَ الأوانسُ لم تَطلّعْ إلى عُرُسٍ تَمُرُّ، ولا أميرِ
شعر عن الكذب والصدق
يقول أبو العتاهية:
خلِيليَّ إنَّ الهمَّ قَدْ يتفرَّجُ
ومِنْ كانَ يَبغي الحَقّ فالحقُّ أبلجُ
وذو الصّدقِ لا يرْتابُ، والعدلُ قائمٌ
عَلَى طرقاتِ الحقِّ والشرُّ أعوجُ
وأخلاقُ ذِي التَّقوى وذِي البرِّ في الدُّجى
لهُنّ سِراجٌ، بَينَ عَينَيْهِ، مُسرَجُ
ونِيّاتُ أهلِ الصّدقِ بِيضٌ نَقِيّة ٌ
وألسُنُ أهْلِ الصِدْقِ لاَ تتجلَجُ
ولَيسَ لمَخلوقٍ على الله حُجّة ٌ
وليْسَ لَهُ منْ حُجَّة اللهِ مخرجُ
وقد دَرَجَتْ مِنّا قُرُونٌ كَثيرَة ٌ
ونَحنُ سنَمضِي بَعدَهنّ ونَدرُجُ
رُوَيْدَكَ يا ذا القَصرِ في شَرَفاتِه
فإِنَّكَ عَنْهَا مستخفٌّ وتزعَجُ
وإنَّكَ عمَّا اخْترتَهُ لمبعَّدٌ
وإنّكَ مِمّا في يَدَيْكَ لمُخْرَجُ
ألا رُبّ ذي ضَيْمٍ غَدا في كَرامَة ٍ
ومُلْكٍ، وتيجانِ الخُلُودِ مُتَوَّجُ
لَعَمرُكَ ما الدّنْيا لَدَيّ نَفِيسَة ٌ
وإِنْ زخرَفَ الغادُونَ فِيهَا وزَبْرجُوا
وإنْ كانَتِ الدّنْيا إليّ حَبيبَة ً
فإني إلى حَظِّي منَ الدِّين أحوجُ.
وقد كتب المتني شعرًا رائعًا عن الصدق والكذب يقول فيه:
غَيري بِأَكثَرِ هَذا الناسِ يَنخَدِعُ
إِن قاتَلوا جَبُنوا أَو حَدَّثوا شَجُعوا
أَهلُ الحَفيظَةِ إِلّا أَن تُجَرِّبُهُم
وَفي التَجارِبِ بَعدَ الغَيِّ ما يَزَعُ
وَما الحَياةُ وَنَفسي بَعدَ ما عَلِمَت
أَنَّ الحَياةَ كَما لا تَشتَهي طَبَعُ
لَيسَ الجَمالُ لِوَجهٍ صَحَّ مارِنُهُ
أَنفُ العَزيزِ بِقَطعِ العِزِّ يُجتَدَعُ
أَأَطرَحُ المَجدَ عَن كِتفي وَأَطلُبُهُ
وَأَترُكُ الغَيثَ في غِمدي وَأَنتَجِعُ
وَالمَشرَفِيَّةُ لا زالَت مُشَرَّفَةً
دَواءُ كُلِّ كَريمٍ أَوهِيَ الوَجَعُ
وَفارِسُ الخَيلِ مَن خَفَّت فَوَقَّرَها
في الدَربِ وَالدَمُ في أَعطافِها دَفعُ
وَأَوحَدَتهُ وَما في قَلبِهِ قَلَقٌ
وَأَغضَبَتهُ وَما في لَفظِهِ قَذَعُ
بِالجَيشِ تَمتَنِعُ الساداتُ كُلُّهُمُ
وَالجَيشُ بِاِبنِ أَبي الهَيجاءِ يَمتَنِعُ
قادَ المَقانِبَ أَقصى شُربِها نَهَلٌ
عَلى الشَكيمِ وَأَدنى سَيرِها سِرَع
لا يَعتَقي بَلَدٌ مَسراهُ عَن بَلَدٍ
كَالمَوتِ لَيسَ لَهُ رِيٌّ وَلا شِبَعُ.
شعر عن الصدق والوفاء
عليك بالصدق يا مخلوق يا إنسان
بالصدق تكسب رضى الباري وغفرانه
الصدق منجاة لأربابه من النيران
والله صادق بحدذاته وسبحانه
لا ترضي الناس فيما يغضب الرحمن
من سار بالصدق ما يُمنآ بخـُسرانه
قـُل كلمة الصدق بوجه الجائر السلطان
وغض عينيك من ماله وسلطانه
لا هو مخلد ولا أنته يا فتى خسران
إن كُنت مؤ من فلا تخشى لعدوانه
قد بشر الصادقين الله في القرآن
في يوم معلوم لأكرامه واحسانه
في يوم لا ينفع الا رحمة الديان
في وقت لا ينفعه ماله وخلانه
في محشر المراء يُنصب حقه الميزان
يا سعد من رجحة كفات ميزانه
والمصطفى قالها طه ولد عدنان
ثلاث يُعرف بها المؤ من بأيمانه
(وقار) وأداب يِظهر ميزة الأيمان
ومن لسانه حصانه طول ما هانه
والّـيّن يعني عمود الدين للإنسان
من حدث الناس وأصدقّ يعتلي شانه
بيت شعر عن الصدق
وأجمل بيت شعر عن الصدق ذلك الذي كتبه أحمد شوقي:
والمرء ليس بصادق في قوله حتى يؤيد قوله بفعاله
وبيت آخر عن الصدق قاله زهير بن أبي سلمى:
وإنّ أشعر بيت أنت قائله بيت يقال إذا أنشدته صدقا
أبيات شعر في الصدق والنهي عن الكذب
يبدأ الإنسان بالكذب منذ الطفولة ثمَّ لا يتوقف عن اللُّجوء إليه للنَّجاة أحياناً وللحصول على ما يريد أحياناً أخرى وربَّما لمجرد التَّسلية! لكن هذا لم يمنعه من تقديس صفة الصِّدق والتَّعامل معها كفضيلة كبرى، ولو لم يكن الصِّدق نادراً بين النَّاس ما كان فضيلة.
حيث يقول أبو العلاء المعري في الصدق وتغليبه على طبيعة الكذب:
فضِلةُ النَّطقِ في الإِنسانِ تمزجُها نَقيصَةُ الكَذبِ المعدودِ في النِّقَمِ
اصدقْ إِلى أن تظنَّ الصَّدقَ مَهلَكَةً، وعِندَ ذَلكَ فاقعُدْ كاذباً وقُمِ
فيما ينسب لأبي العتاهية أنَّ يقول في قيمة الصِّدق:
وإِذا الأمورُ تَزاوجَتْ فالصِّدقُ أكرَمُها نِتاجَا
والصِّدقُ يُعقدُ فَوقَ رَأسِ حَليفهِ للبرِّ تَاجَا
والصِّدقُ يثقُبُ زندُهُ في كلِّ ناحيَةٍ سِراجَا
والصِّدق أسمى ما يمكن الوصول إليه، فالكريم إذا كذب كانت كرامته كذبة، حيث يقول الشَّاعر:
إنَّ الكَريمَ إذا مَا كَانَ ذَا كَذبٍ شَأن التَّكرم مِنهُ ذَلِكَ الكَذِبُ
والصِّدقُ أفضلُ شيءٍ أنتَ فَاعِلُهُ لا شَيء كالصِّدقِ، لا فَخرٌ لا حَسَبُ
كما ينصح عبد الغني النَّابلسي بالتزام الصِّدق فيقول:
كُن عَلى الصِّدقِ مُقيماً والأدبِ والزَمِ العِلمَ بفهِمٍ وطَلَبِ
ويقول الشَّاعر:
الكَذبُ عارٌ وخيرُ القولِ أصدقُهُ والحَقَّ ما مسَّه من باطلٍ زهقا
إذا عُرفَ الكذَّابُ بالكَذِبِ لَم يَزل لَدى النَّاسِ كذَّاباً وإن صَدقا
والصِّدق وحده لا يكفي عند المنتصر بن بلال الأنصاري، بل لا بد أن يتحين الإنسان الوقت المناسب ليقول الصِّدق، إذ يقول:
تَحدَّثْ بصـدقٍ إنْ تَحدَّثتَ وليَكُن لكُلِّ حَديثٍ مِن حَديثِكَ حِينُ
فمَا القَولُ إلَّا كالثِّيابِ؛ فبَعضُها عَليكَ وبَعضٌ في التُّخوتِ مَصونُ
كذلك لا يكتفي أمير الشُّعراء أحمد شوقي بالصِّدق وحده، فلا بد أن يؤدي الإنسان أقواله بأفعاله:
والمرءُ لَيسَ بصَادقٍ في قَولهِ حَتَّى يؤيدَ قَولهُ بفِعالهِ
أبيات شعر في الصدق والكذب
كما أنَّ الصِّدق والكذب لطالما ذُكرا معاً في الشِّعر العربي لبيان فضل الصدق على نقيضه كما مرَّ معنا في الفقرة الأولى، ومن ذلك مثلاً قول الشَّاعر أحمد الكيواني:
والصِّدقُ مِن كَرمِ الطِّباعِ وطَالما جَاءَ الكَذوبُ بخَجلةٍ ووجومِ
يقول طرفة بن العبد (وهو من أصحاب المعلقات) مبيناً الفرق بين ربيب الصِّدق وصاحب الكذب:
والصِّدق يألفُه الكّريمُ المُرتَجى والكَذبُ يألفُهُ الدَّنيُّ الأخيبُ
أدوا الحُقوقَ تفرْ لكمْ أعراضَكُمْ إِنَّ الكَريمَ إِذا يُجرَّبُ يَغضبُ
ولا يوجد بالنسبة لقائل هذه الأبيات ما يسمى كذبة بيضاء، فالكذب خبيث في صغير الأمور وكبيرها، يقول الشاعر:
لا يَكذبُ المرءُ إلَّا مِن مَهانتِه أو عادةِ السُّوءِ أو مِن قلَّةِ الأدَبِ
لعضُّ جِيفةِ كَلبٍ خير رَائحةٍ مِن كِذبةِ المرءِ في جَدٍّ وفي لَعِبِ (الجيفة: الجثَّة المتفسِّخة)
وإذا كان من الممكن أن نعذر الضَّعيف على كذبه لا يمكن أنَّ نعذر من ساد بين النَّاس ولم يكن عنده ما يبرِّرُ كذبه، يقول محمد التوحيدي:
لا عُذْرَ للسَّيِّدِ حينَ يكذبُ إذا لَيسَ يَرجو أحداً أو يَرهَبُ!
ولَيسَ مَعذوراً إِذا مَا يغضَبُ إِذا العِقابُ عِندَه لا يَصعبُ
كما أنَّ الكذب إذا لازم الإنسان صفته أصبح من الصعب تصديقه وإن قال الحقيقة، يقول الشَّاعر:
كَذبتَ ومَن يَكذبْ فإنَّ جزاءَه إذا مَا أتى بالصِّدقِ أن لا يُصَدَّقا!
ويقول آخر في نفس المعنى، كما يضيف أنَّ من صفة الكذَّاب نسيان ما قد كذب (وتنسب إلى الكريزي):
إذا عُرِفَ الكذَّابُ بالكَذبِ لَم يَزّل لدى النَّاس كذَّاباً وإن كَان صَادِقاً
ومن آفة الكذاب نسيان كذبه وتراه ذا حفظٍ إذا كان حاذقا
وتطارد لعنة الكَذب صاحبها حتَّى ينسب إليه ما لم يكذب، حيث يقول الشَّاعر:
حَسبُ الكَذوبِ مِن الَمهانَةِ بَعضُ مَا يُحْكى عَليهِ
فإذا سَمعْتَ بكذبةٍ مِن غَيرهِ نَسبتَ إليهْ
كما أنَّ الصِّدق يرفع شأن الإنسان وإن كان قليل الحيلة بينما يحقِّر الكذب صاحب الحسب والنسب، يقول الشَّاعر:
كّم مِن حَسيبٍ كَريمٍ كَانَ ذَا شَرفٍ قَد شَانهُ الكَذبُ وَسْطَ الحَيِّ إِنْ عَمدا
وآخرُ كَان صُعلوكاً فَشرَّفهُ صِدقُ الحَديثِ وقولٌ جَانبَ الفَنَدا
ولا ينكر الشَّاعر العراقي جميل صدقي الزَّهاوي قسوة الصِّدق حيث يقول:
الكَذبُ رَاقَكَ أنَّهُ مُتجمِلٌ والصِّدقُ سَاءكَ أنَّهُ عَريانُ
مَن سَاءَ مِن مَرضٍ عُضالٍ طَبعُهُ يَستقبِحُ الأيَّامَ وهي حِسانُ
كما يقول الشَّاعر إلياس فرحات في الصدق وفضله على الكذب:
وإذا الكَلامُ مُهذَّباً لَم يقترِنْ بالفِعلِ كَانَ بِضاعَةَ الثَّرثارِ
والصِّدقُ يَبرزُ في المَحافلِ عَارياً والكَذبُ لا يَكفيهِ ألفُ سِتار
أبيات شعر عن الصدق والأصدقاء والناس
تأتي كلمة "صديق" دلالة على من صدق الوِّد، فمن البديهي أنَّ يكون الصديق مطالباً بالصدق في كل أمر وشأن حتَّى ولو كان هذا الصدق جارحاً، إلَّا أن واجب الصديق على صديق يقتضي التمسك بالحقيقة.
يقول الشَّاعر خلفان بن مصبح في صدق الأصدقاء ووفائهم:
ويَعلمُ الدَّهرُ لَو زَادتْ نَوائبهُ وفا الخَليلين عَن نُعماهُ يُغنينَا
هُما الأحبَّةُ لِي إنْ خَانَنِي زَمنٌ أسلتُ جُرحي إنْ عزَّ المداوونا
رَمزُ الوَفاءِ وأهلُ الصِّدقِ في ثِقةٍ إنْ خَانَني الدَّهرُ مَا زَالوا مَوالِينا
ويقول عروة بن حزام في أصحاب الصِّدق:
معي صاحبا صِدْقٍ إذا مِلْتُ مَيْلَةً وكانَ بِدَفَّيْ نِضْوَتي عَدَلاني
كما يقول القاضي الجرجاني في صحبة أهل الصِّدق والابتعاد عن صحبة الكذَّاب:
ودَعِ الكَذوبُ فَلا يَكُنْ لَكَ صَاحباً إنَّ الكَذوبَ لبئس خِل يُصحَبُ
ولا شيء يحزن المرء كانعدام الصديق الصَّدوق الوفي، يُنسب للإمام علي بن أبي طالب أنَّه قال:
تغيرتِ المودَّةُ والإخاءُ، وقَلَّ الصِّدقُ وانقَطعَ الرَّجاءُ
وأسلَمَني الزَّمانُ إلى صَديقٍ كَثيرِ الغَدرِ لَيسَ لَهُ رَعاءُ
وهو موقف ابن علوي الحداد من أهل زمنه حين فقدوا الصدق، يقول:
مَضى الصِّدقُ واُهل الصِّدقِ يا سَعدُ قَد مضوا؛ فلا تطلبنَّ الصِّدقَ مِن أهلِ ذَا الزَّمنْ
فليسَ لَهُم صِدقٌ ولا يَعرفونَهُ قَد ارتكبوا في لُجَّة المين والدَّرنْ
تملَّكَ حُبُّ الحُظوظِ وشَهوةُ النُفوسِ فقُل يا رب عافِ مِن الفِتنْ
فأينَ أولوا التَّقوى؟ وأينَ أولوا الهُدى، وأينَ أولو الاتقانِ في العِلمِ والفِطَنْ
أبيات عن الصدق في الحب
لا تتغير قيمة الصدِّق في الحبِّ عن قيمته في الصَّداقة والعلاقات الاجتماعية المختلفة، لكننا سنجد من يعاتب ويلوم وسنجد من يحمد الله على أنَّه كَذب!.
يقول ابن مليك الحموي مؤكداً على صدق ودِّه ومحبته:
وِدي لَكُم صِدقٌ بغيرِ تملُّقِ، وسِوايَ في دَعواهُ غير مصدِّقِ
يا مّن مَحاسِنُهُ تَشوقُ لناظِري، رِفقاً فديتُكَ بالفؤادِ الشِّيقِ
وانظر إلى جَفني القريحِ وعَبرَتي فعسَى ترقُّ لدَمعِي المترَقرِقِ
واستَبقِ جِسماً ذَابَ فيكَ صَبابةً، يَكفيكَ مَا يَلقى الفؤادُ ومَا لَقي
ويقول مبارك بن حمد العقيلي في الصدق والحبِّ:
تداعَتْ بِكُم أهواؤكُم نَحو غَيرِنا، وحِلتُم عَن العَهدِ القَديمِ ومَا حِلنا
وقُلتُم ولَم تُوفوا بصدِقِ حَديثِكُم ومَاذا عَليكُم لَو وَفيتم إلا أنَّا
لعمرُ الهَوى مَا حقُّنا مِنكُم الجَفا، ونَحنُ عَلى صِدقِ الحَديثِ الَّذي قُلنا
كما يقول المكزون السِّجناري ولم يجازِه الحبيب على صدقه بصدقٍ مثله:
أكـاتِمُ فيكَ عُذَّالي غَارمي، وهَـل يَخفى ضَنىً في الجِسـمِ بَادِي؟!
وأسـتُرُ لَوعَتي بِكَ عَـن صِحابي، وأوصابي عَلَيَّ بِها تُنادي
أيا مَـن قَد تعبَّدَني هَواهُ وأوثَقَ في مَحـبَّتِهِ قِيادِي
بِصِدقِ الوُدِّ كُنتَ شَرَيتَ قَلبي؛ فَحينَ مَلَكتَ مِلتَ عَنِ الوِدادِ
أمَّا حبيبة أمير الشُّعراء أحمد شوقي فقد كذَّبت فيه العذال وصدق بذلك أمله؛ يقول:
لِي حَبيبٌ كلَّما قيلِ لَهُ: صَدَّقْ القَولَ وزَكّي الرِّيبا
كذَّبَ العُذَّالَ فيمَا زَعِموا، أمَلي في فَاتِنِي مَا كَذَبا
والأغرب عند الشَّاعر نزار قباني فقد حمد الله على كذبه، يقول:
وعدتُكِ أنْ لا أعودَ؛ وعُدْتْ
وأنْ لا أموتَ اشتياقاً... ومُتّ
وعدتُ بأشياءَ أكبرَ منِّي، فماذا بنفسِي فَعلتْ؟
لَقد كُنتُ أكذِبُ مِن شِدَّةِ الصِّدقِ!
والحَمدُ للهِ أنِّي كَذبتْ
ويبرهن نزار قباني صدق حبِّه في قوله:
لَم يَحدُث أبداً أنْ أوصلني حُبُّ امرأةٍ حتَّى الشَّنقْ
لَم أعرف قَبلكِ وَاحدةً غَلَبتْني.. أخَذَت أسلِحَتي
هَزمتني دَاخلَ مَـملَكَتي، نَزَعت عَن وَجـهي أقنِعتي
لَم يَحدثُ أبداً، سَيّدَتي أنْ ذُقت النَّارَ وذُقتُ الحَرقْ
كوني وَاثقةً سَيّـدتي، سَيُحبُّكِ آلافٌ غَـيري...
وسَتستَلمينَ بَريدَ الشَّوقْ
لَكنَّكِ لَن تَجِدي بَعدي رَجلاً يَهواكِ بهـذا الصِّدقْ
لَن تَجِدي أبداً لَا في الغَربِ، ولَا في الشَّـرقْ
كلمات وأقوال مأثورة في الصدق والنهي عن الكذب
- الكَذبُ دَاء والصِّدق شِفاء.
- الكَذبُ عَارٌ لازم وذلٌّ دائم.
- لا رَأي لمكذوب.
- إنْ صَدَقناكَ أغضبناك.
- الصدق عزّ والباطل ذلّ.
- إذا كان الكذب ينجي فالصِّدق أنجى.
- من صَدَقَ اللهَ نَجا.
- مَن عُرفَ بالصِّدقِ جَازَ كَذِبُه، ومَن عُرفَ بالكَذبِ لَم يَجُز صِدقُه.
- مَن قلَّ صِدقه قلَّ صَديقه.
- قُل الحقَّ ولَو كَانَ مرّاً.
- رأسُ الإيمانِ لُزومُ الصِّدق.
- الصِّدقُ لِسانُ الحقّ.
ختاماً.... قدمنا لكم أجمل ما قيل عن الصِّدق وأهله من الشِّعر والحكمة، لكننا ما زلنا نرى في قول الحقِّ مهمة صعبة، وفي الصِّدق مشقَّة ما بعدها مشقَّة، هذا هو حال الفضائل لا تكون هينة ولا مغرية.