شركات دبي الناشئة 'في خدمتك': الأعمال المنزلية على الإنترنت
في دبي، باتت المهام المنزلية شيئاً من الماضي بالنسبة للموظّفين الأثرياء بالمال إنّما الفقراء في الوقت.
منذ سنواتٍ عديدة، يقوم الخدم وعمّال المنازل بالمهام والواجبات داخل المنزل وخارجه، ما يتيح لرجال ونساء الأعمال أن يعملوا على مدار الساعة بشكلٍ لا يوقف المدينة عن النموّ.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قطاع الخدمات في تغيّرٍ مستمرّ. فتماماً كَمن سبقوهم من العاملين في التكنولوجيا في سان فرانسيسكو، بدأ المهاجرون الأثرياء الوافدون إلى دبي باللجوء إلى الإنترنت وإلى هواتفهم الذكية للقيام بكثيرٍ من الأمور أكثر من أيّ وقت مضى. والشركات الناشئة (بالإضافة إلى الشركات التقليدية) لا تجدها فقط في كلّ فئات الواجبات المنزلية فحسب – من شراء البقالة إلى غسل الملابس واستحضار العاملين الأجانب والزينة والعناية بالجمال، وسيارات الأجرة والبريد – بل أنّ هناك أكثر من شركةٍ ناشئةٍ تتنافس في كلٍّ من هذه الفئات.
يحمل ما يناهز 78 بالمئة من سكان الإمارات الآن هواتف ذكية، بحسب تقديرات "نيلسن" Nielsen. وروّاد أعمال الشركات التي تقدّم الخدمات، سواء كانت في مراحلها الأولى أم في مرحلة النموّ، يقومون الآن بإدخال التعديلات على نماذج أعمالهم بما يتوافق مع ذلك.
نيكول أبي إسبر، هي رائدة أعمالٍ تعمل الآن بشكلٍ مؤقّتٍ في "روكيت إنترنت" Rocket Internet، وقد عملَت سابقاً في شركةٍ ناشئةٍ في دبي، كما سبق لها أن تولّت إدارة مشروعٍ تجريبيٍّ قبل بضعة أشهر لشركتها الناشئة الخاصّة التي تُعنى بتوفير خدمات النواطير تحت اسم "يلا دبي" Yalla Dubai. تقول أي إسبر إنّ "معظم هذا قد حدث في غضون عام. دبي تلحق بسائر العالم بسرعةٍ خياليّةٍ وهي قادرةٌ على تطبيق أفضل الممارسات من أسواق أخرى، لعدم ارتكاب الأخطاء وتجاوز العقبات التي واجهتها الشركات الناشئة في أسواق أخرى."
نموّ الأعمال
لقد بات موقع "مايدز" Maids.ae في مرحلة النموّ، لكنّ ذلك لا يعني أنّه تخلى عن نهج ريادة الأعمال الانسيابية "لين" Lean Methodology، الذي يعتمد على تعديل المنتَج بانتظامٍ بناءً على آراء العملاء. هذه الشركة التي انطلقت منذ خمسة أعوام (والتي تتيح لعملائها خدمة حجز عمّال التنظيف عبر الإنترنت أو خارجه بواسطة مجموعة من الخيارات)، توسّعَت من دبي إلى أبوظبي والشارقة وقطر والكويت، كما افتتحَت مكتباً للتوظيف في الفلبين. ويوظّف الموقع حلياً 250 شخصاً في هذه البلدان، على أنّ حوالي 200 منهم هم عمّال تنظيف.
ونظراً إلى نمو الشركة الذي لا يقلّ عن 25% كلّ عام، وإلى رضى العملاء الذي يتجاوز 90%، كما ومعدّل عودة العملاء الذي يبلغ 80%، يقول الشريك المؤسِّس والمدير العام، سامر علم الدين، إنّ الموقع بات الآن "الشركة الأكبر في هذا المجال."
على مرّ العام الماضي، كلّف الفريق نصف طاقم البرمجة بتطوير خوارزميات لمنتَجاته الإلكترونية، من موقعٍ إلكترونيٍّ خاصٍّ بالحواسيب، ونسخةٍ للموقع خاصّةٍ بالهواتف المحمولة، وتطبيقٍ للهواتف المحمولة (في الصورة أدناه).
ونتيجة هذه النقلة الجماعية نحو الهواتف المحمولة، يقول علم الدين إنّ "أهمية خدمة العملاء ورضاهم أصبحَت متبلورةً أكثر بكثير. وقد أصبح الإعلان عبر شبكات التواصل الاجتماعي أكثر أهمّيةً لشركةٍ مثل شركتنا."
"روكيت إنترنت" تنضّم إلى المنافسة
موقع "هلبلينج" Helpling الذي تروّج له الاستراتيجية التسويقية على أنّه بمثابة "‘أوبر‘ Uber لخدمات التنظيف" هو شركةٌ تابعةٌ لـ"روكيت إنترنت"، وانطلق بادئ الأمر في ألمانيا، في كانون الثاني/يناير 2014. ثمّ في شباط/فبراير، تمّ إطلاق الشركة في دبي مدعومةً باستثمارٍ بلغ قدره 17 مليون دولار تمّ الإعلان عنه في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وفي حين تساعد "هلبلينج" على حجز عمّال التنظيف عبر الإنترنت أيضاً، إلاّ أنها تعمل باتّباع نموذج أعمالٍ مختلف عن "مايدس". فقد تبيّن لها أنّ العمل مع الأفراد مباشرةً صعبٌ جدّاً من وجهة نظرٍ قانونية، وذلك نظراً إلى القوانين السائدة في الإمارات، والتي تُحظّر العمل المستقل freelancing، وفقاً للمدير العام لـ"هلبلينج" في الشرق الأوسط، منار القصّار.
يوضح القصّار قائلاً: "نحن نعمل مع شركاتٍ ووكالات تنظيف قائمة [مثل ‘مايدس‘]؛ ولذا، فإنّ ‘هلبلينج‘ أشبه بمنصّةٍ إلكترونية توفّر خدمات التنظيف."
ما يميّز "هلبلينج" عن منافسيها، وفقاً للمدير العام، هو "العملية التي لا تستغرق سوى 60 ثانيةً ولا تتجاوز 4 مراحل،" حيث يقوم الناس (بعد إنشاء حسابٍ لهم على الموقع) بإدخال العنوان، ونوع التنظيف الذي يحتاجون إليه، والوقت اللازم للتنظيف.
يقول القصار إنّ "عملنا ينمو كلّ شهرٍ بنسبةٍ من رقمَين،" لكنّه لم يوضح إذا ما كانت هذه النسبة المئوية رقمَين تساوي 10 أو 99%، مصرّاً على أنّ الأمور تسير بشكلٍ جيّدٍ للشركة وقد أطلقَت الآن تطبيقاً للهواتف المحمولة (في الصورة أدناه).
مسائل الدفع
يقول علم الدين إنّ تطبيق "مايدس" سوف ينطلق من دون "خيار الدفع بواسطة بطاقات الائتمان،" مضيفاً أنّ الفريق ينتظر الآن ليرى ما إذا كانت "آبل باي" Apple Pay، وغيرها من خيارات الدفع الإلكترونية، ستسير قدماً. وفي الوقت الحالي، يدفع 90% من العملاء نقداً، فيما يدفع سائر العملاء بواسطة الشيكات، ولكن "إذا أراد عميلٌ ما أن يدفع ببطاقة ائتمانه، يمكننا القيام بذلك يدوياً وليس عبر الموقع الإلكتروني."
"نحن نتوقع أنّ كل الدفع سوف يتم ببطاقات الائتمان في غضون خمس سنوات، لذا نتحضر لذلك،" يضيف علم الدين.
في المقابل، تعتمد "هلبلينج" التابعة لـ"روكيت إنترنت" قاعدةً بعدم قبول الدفع نقداً من عملائها. لكنّ القصّار يوضح أنّ الشركة "تقبل النقد إذا كان العميل يتعامل معها للمرّة الأولى." ويشير إلى أنّ "الفئة التي نستهدفها تتألف من أشخاصٍ ضليعين أصلاً بالأمور التكنولوجية ولا يمانعون استخدام بطاقات الائتمان على الإنترنت."
بالنظر إلى الصورة ككلّ، يعيد القصّار تذكّر كيف تطوّر الإنترنت، قائلاً إنّه "في البدايات، في تسعينات القرن الماضي، كنّا نستخدم الإنترنت للحصول على المعلومات. وبعد ذلك، أصبحنا نلجأ إلى الإنترنت لشراء المنتَجات، حتّى وصلَت مواقع مثل ‘سوق‘ Souq.com و‘نمشي‘ Namshi لتضفي الطابع المحلّي على هذا الشقّ في المنطقة. أمّا الآن، فقد بات الإنترنت يتمحور حول الخدمات."
"في الوقت الحالي، كل شركة تقدّم الخدمات للمستهلكين تحقق أرباحاً كبيرةً."