رسوم ترامب الجمركية تهدد مستقبل صناعة السيارات الأمريكية
كشف تقرير صادر عن وكالة بلومبيرغ حجم التأثير السلبي على صناعة السيارات الأمريكية مع تصاعد تهديدات الرئيس المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الواردات من كندا والمكسيك.
وبعد تلك التهديدات، أصبح صناعة السيارات الأمريكية على أعتاب أزمة كبيرة قد تعصف بسلال الإمداد والشركات العاملة في القطاع، والتي قد تسبب صدمة مؤلمة لقطاع يعتمد بشدة على الشركاء التجاريين في أمريكا الشمالية.
ووفقًا للتقرير الصادر عن بلومبيرغ إيكونوميكس، فإن نصف السيارات المجمعة التي تدخل السوق الأمريكية تأتي من كندا والمكسيك، وفيما يتعلق بقطاع الغيار الأساسية، فإن 80% من المكونات الحيوية، مثل أحزمة الأمان والوسائد الهوائية، تعتمد على موردين من المكسيك وكندا.
وهذا يعني، أن الرسوم الجمركية التي قد تفرض على الواردات تضع الصناعة الأمريكية في موقع صعب، فالرسوم التي قد تفرض على الواردات من السيارات المجمعة ستنعكس بشكل مباشر على الطلب على المكونات الأمريكية الصنع المستخدمة في هذه السيارات، وهذا سيؤدي إلى شلل في سلاسل التوريد العابرة للحدود.
اقرأ أيضًا: ترامب يعتزم فرض رسوم جمركية على السلع الصينية والكندية
تهديد مباشر لصناعة السيارات الأمريكية
ووفقًا للتقرير الصادر عن بلومبرغ، فإن الرسوم المقترحة تعتبر تهديدًا غير مسبوق لقطاع السيارات الأمريكية، والذي يعتمد بشكل كبير على التكامل الإقليمي بين كندا والمكسيك.
ورغم أن ترامب يهدف من خلال هذه الرسوم إلى تعزيز الإنتاج المحلي، إلا أن هذه السياسات قد تأتي بنتائج عكسية تضرب الشركات الأمريكية التي تصنع سياراتها محليًا أكثر من الشركات الأجنبية التي تعتمد بشكل كبير على شبكات توريد دولية.
وقد كشف التقرير أنا لعديد من الشركات العالمية ستتأثر من هذه الرسوم، وتبرز علامات تجارية عالمية، مثل فولكس فاجن، وبورشه، والتي تواجه حاليًا أزمات وتحديات في السوق الصيني، وهو ما يجعلها عرضة لمزيد من الضغوط إذا فرضت الولايات المتحدة رسومًا إضافية على وارداتها.
وفي الوقت نفسه، أعربت شركة مازدا، التي تمتلك عمليات إنتاج في المكسيك، عن قلقها من مستقبل استثماراتها، وأشارت أنها قد تعيد النظر في خططها إذا استمرت التهديدات الجمركية دون حسم.
ولا يقتصر التأثير المحتمل لتلك الرسوم على الولايات المتحدة فحسب، بل إن العديد من الشركات العالمية بدأت في أخذ تدابير وقائية لتقليل الخسائر في حال تطبيق الرسوم.
فالعديد من المصانع الصينية في الوقت الحالي تعمل على تحويل إنتاجها إلى دول مثل فيتنام ودول أوروبية لتجنب الرسوم الجمركية. وفي ظل هذا الوضع المضطرب، يتصاعد القلق من أن تؤدي هذه التوترات التجارية إلى تفاقم التباطؤ في الإنتاج الصناعي، خصوصًا مع المنافسة الصينية المتزايدة في القطاعات الرئيسية.
ومع استمرار التهديدات الجمركية، يقف قطاع السيارات الأمريكية أمام مفترق طرق، فبينما تسعى الإدارة الأمريكية لتطبيق سياسات "أمريكا أولًا"، يبدو أن النتائج قد تؤدي إلى اضطرابات في القطاع المحلي، وستؤثر بشكل عميق إلى الأسواق العالمية.
اقرأ أيضًا: رسوم جمركية أوروبية مرتقبة على السيارات الكهربائية الصينية