شجر الدر: أول ملكة في التاريخ الإسلامي والتي كانت نهايتها مأساوية
هي أول امرأة تتولى الحكم في عهد الدولة الإسلامية.. أدارت الجيوش واستطاعت أن تصد غزو الصليبيين في أصعب الأوقات، وماتت مضروبةً بالقباقيب.. إنها شجر الدر، المرأة التي غيرت مجرى التاريخ، والتي نتعرف عليها في هذا الفيديو.
كانت جارية
كانت شجر الدر واحدة من جواري الملك الصالح نجم الدين أيوب، حيث تميزت بالذكاء الحاد والفطنة والجمال.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أُعجب بها الملك نجم الدين واشتراها، ولقبها بشجر الدر، وحظيت عنده بمنزلة رفيعة، وأنجبت له ولداً أسماه خليل.
دورها في الحروب الصليبية
لعبت شجر الدر أدواراً تاريخية هامة، فقد دعمت زوجها في الوصول إلى عرش مصر والإنفراد به، لكن أهم مواقفها هو ما فعلته بعد وفاة زوجها الصالح نجم الدين.
توفّي نجم الدين في أوج اشتعال حروب الصليبية، وكان ملك فرنسا في ذلك الوقت يزحف مع جيوشه نحو القاهرة، عاصمة مصر، عن طريق مدينة المنصورة.
استجمعت شجر الدر قواها، وأخفت نبأ وفاة زوجها عن الجميع كي تتجنب البلبلة في صفوف الجيش، وأخبرت الجميع أن السلطان مريض وملازم للفراش، وكانت تعمل على تسيير أمور الدولة وإصدار المراسيم الرسمية، وكانت تصدر القرارات ممهورة بخاتمه.
وبفضل دهائها وحكمتها، استطاعت شجر الدر أن تصد الزحف الصليبي عن البلاد.
توران شاه
استدعت شجر الدر في تلك الأثناء توران شاه، ابن الصالح نجم الدين أيوب، وحين وصل إلى مصر، أعلنت وفاة الصالح نجم الدين أيوب، وأصبح توران شاه حاكماً لمصر.
استأنف توران شاه المعركة ضد الصليبيين وانتصر عليهم في معركة المنصورة، وأسر لويس التاسع عشر ملك فرنسا.
أصابت هذه الانتصارات توران شاه بالتعالي، فعامل شجر الدر بقسوة، وتعالى على المماليك، وهو ما استفز الأمراء المماليك، فحُيكت ضدّه المؤامرات، وقطع بيبرس البندقداري يده بالسيف.
حاول توران شاه أن يهرب، إلّا أنهم أدركوه وقتلوه في عام 648 هـ، وذلك بعد مرور خمسة أسابيع فقط من مبايعته على المُلك.
أول ملكة في التاريخ الإسلامي
بايع الأمراء شجر الدر لتكون أول ملكة تجلس على العرش في التاريخ الإسلامي، لكن هذا الأمر لم يمر بسهولة، فقد واجهتها ردود الفعل الغاضبة.
نشأة الدولة المملوكية
وأصدر قاضي القضاة العز بن عبدالسلام فتوى بعدم جواز تولي المرأة للحكم، كما أعلن الخليفة العباسي رفضه لها، وهو ما اضطرها بعد مرور ثلاثة أشهر فقط من تولي الحكم للزواج من الأمير عز الدين أيبك التركماني ليساندها في الحكم، وهكذا أصبح عز الدين أيبك أول سلاطين المماليك.
لكن بعد فترة، فوجئت بزواج عز الدين أيبك من ابنة بدر الدين لؤلؤ حاكم الموصل، وعندها ساءت علاقته بشجر الدر وغضبت منه بعد أن علمت أنّه ينوي الزواج، وقررت أن تقتله.
نهاية مأساوية
ثار أنصار عز الدين أيبك على شجر الدر وهاجموها ثم سجنوها في أحد أبراج القلعة، ونادوا بابن عز الدين من جاريته، وهو نور الدين، ملكاً على مصر والشام، لكن شجر الدر استجمعت من بقى من أعوانها وقتلته.
عندما وصلت الأنباء إلى أم نور الدين، استطاعت أن تصل إليها وقتلتلها ضرباً بالقباقيب، لتنتهي هذه الملكة العظيمة نهاية بائسة.