شاهد..شاب يدفع حياته ثمناً للتريند
شهدت محطة سكة حديد إيتارسي، ناجبور في الهند، حادثة مأساوية، حيث صدّم قطار شاباَ، كان يقف بالقرب من قضبان السكة الحديد، ليلتقط مقطع فيديو به مُغامرة لوقوفه بالقرب من خط سير القطار.
بدلاً من أن يوثق الفيديو مُغامرة الشاب الذي يُدعى "سانجو تشوري"، والذي يبلغ من العمر 22 عاماً، وثق لحظة مصرعه بعدما صدمه القطار "لايف" على حساب صديقه في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، مما أثار ذعر المشاهدين في الهند.
قامت قوات الطوارئ بنقل الشاب على وجه السرعة إلى المستشفى حيث أعلن الأطباء وفاته فور وصوله. فيما صرّح مسؤول بمركز شرطة باتروتا "ناجيش فيرما" أن الشاب الذي توفي كان يُصوّر مقطع فيديو مع صديقه لنشره على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي عندما صدمه فجأة قطار مسرع في منطقة شاراديف بابا.
هوس التريند يتحكم في بعض مُستخدمي الإنترنت
تحكم هوس التريند بدرجة كبيرة في بعض مُستخدمي الإنترنت، فمثلاً في صيف عام 2014 انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لعدد كبير من الشخصيات تحت وسم "تحدي دلو الثلج"، خلال هذا التريند، كان يقوم الشخص بإحضار دلو كبيرة مملوءة بالمياه الباردة والثلج، ثم يصبها كاملة وبسرعة على رأسه، وهو التحدي الذي انتشر بعد ذلك بين الشباب في مختلف أنحاء العالم. لم يقتصر التريند على الشباب فقط، بل شارك فيه شخصيات عالمية في مجالات الفن والعلوم والأعمال، والذين كانوا يقومون بإغراق أنفسهم بالمياه المثلجة ثم يهتزون مرتعدين فور تدفق المياه على أجسادهم.
يبدو التحدي غريباً، لكن كان يقف وراءه هدفاً سامياً، فانطلاق تحدي دلو الثلج كان في الأساس يهدف للتوعية بمرض التصلب الجانبي الضموري الذي يُصيب الأعصاب، ودعم مرضاه والأبحاث التي تُركز على وضع نهاية له. بجانب الشق التوعوي للتحدي كان على كل شخص أن يتحدى ثلاثة آخرين لتجربة الأمر، والتبرع لصالح الجهات المهتمة بمعالجة هذا الداء الذي يُصيب الأعصاب الحركية.
وأعلنت جمعية "إيه إس إل" الأمريكية، التي تعمل على دعم الأبحاث ومداواة آلام مرضى التصلب الجانبي الضموري، حينها عن إنها تلقت 115 مليون دولار خلال ستة أسابيع من انطلاق التحدي، علماً بأن ميزانيتها السنوية كانت لا تتجاوز 20 مليون دولار فقط آنذاك.
رغم التريند الهادف السابق، إلا أن الكثير من تريندات مواقع التواصل الاجتماعي، لا تهدف لأكثر من تحقيق الإثارة والشهرة، وجمع عدد أكبر من المشاهدات، وهو ما أدى إلى ظهور أشخاص استطاعوا أن يكتسبوا شهرة وأصبحوا نجوماً بفضل مشاركاتهم التي تحظى بنسبة مشاهدات عالية، والتي تُكسبهم بطبيعة الحال المزيد من الأموال كلما كانت المشاهدات أكبر لمنشوراتهم ومقاطع الفيديو.
انتشرت أيضاً بعض التحديات، التي يمكن وصفها بأنها تحديات قاتلة، مثل تحدي رقصة "الكيكي"، والتي يترجّل فيها السائق من سيارته أثناء سيرها ويبدأ الرقص بجوارها بينما تستمر السيارة في التحرك، قد يبدو ذلك مُثيراً للبعض لكنه في الحقيقة تصرف متهور، يُخالف قواعد المرر، وقد تم فرض عقوبات في بلدان عدّة على من يقدم على فعلها.
أيضاً أسفر التقاط الصور السيلفي/ أو التقاط الصورة بكاميرا الجوال الأمامية، عن الكثير من الحوادث، فقد كشفت دراسة نشرتها صحيفة "ذا ويك" البريطانية عن أن محاولات التقاط صور السيلفي الغريبة وغير التقليدية أودت بحياة 259 شخصاً منذ عام 2011 إلى 2017. كان السببان الرئيسيان للوفيات هما الغرق وحوادث النقل. شملت الحوادث مقتل شابة تايلاندية أثناء التقاطها صورة أمام قطار مسرع، وصُعق آخر بالكهرباء فوق أحد القطارات، فيما أطلق شخص النار على نفسه بالخطأ أثناء التقاط صورة سيلفي، وسقط زوجان بولنديان وطفلاهما من على حافة منحدر عندما حاولا التقاط صورة لأنفسهم.