شاهد: متصل مسيحي يثير فضول وإعجاب الشيخ وسيم يوسف
تلقى الشيخ وسيم يوسف، الداعية الإماراتي وخطيب جامع الشيخ زايد الكبير، اتصالاً هاتفياً من أحد الإخوة المسيحيين يدعى جورج، أثناء تقديمه برنامجه التليفزيوني "من رحيق الإيمان"، على قناة أبو ظبي الفضائية، أثار فضوله وإعجابه.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
توجه المتصل جورج بسؤال مكون من شقين للشيخ وسيم يوسف، كان أولها: ما الفرق بين القدر والمكتوب والنصيب؟ أما الشق الثاني: هل الإنسان مسير أم مخير؟
وأجاب الشيخ قائلاً: "إن النصيب والقدر سيان، بمعنى أن الله- عز وجل- قدر مقادير الزرق، أي عندما نقول قدر رزقه أي أخذ نصيبه من زرقه، فالله- عز وجل- عندما قدر المقادير قدرها بعلمه فلم يجبر أحد على هذه الأمور، إنما بذكاءك وسعيك فعلت. فالله بعلمه الأزلي- لأنك تعلم أن الله يعلم الغيب- وعلم الله ليس كعلمنا، فعند سؤالك أين زوجتك؟ ستجيب بأنها في المطبخ، فأنت لم تجبرها على الذهاب إلى المطبخ، لكنك علمت هذا، لكن الله يعلم نصيب كل فرد الذي قدر له وملكه الذي سيأتيه".
أما عن الشق الثاني من السؤال، فأجاب: "نعم، هناك أمور أجبرنا عليها، هذا الشق الثاني من السؤال، فلا أحد يختار". موجهاً أسئلة للمتصل جورج: هل أنت اختارت اسمك يا جورج؟ هل اختارت دينك؟ هل اختارت والديك؟ فأجاب المتصل بـ "لا".
فتابع الداعية الإماراتي حديثه، قائلاً: "إن هذه الأمور السابقة كلنا أجبرنا عليها، الله أجبرنا عليها، يجبر الغني على غناه، الفقير على فقره، لكن جعل أسباب. ويوجد أمور جعل الله الاختيار للإنسان مثل الدين"، متسائلاً: هل هناك أحدهم أجبرك أن تكون مسيحي؟ أو هناك من هدده لإجباره على دخول الإسلام؟ فأجاب المتصل بـ "لا".
واستكمل الشيخ: "الدين أنت اختارته، لذا قال الله- سبحانه وتعالى- من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فجعل الله -عز وجعل- الأشياء الاختيارية العقوبة في تركها والجزاء في عملها، كما جعل الأشياء الإجبارية الصبر عليها أجر، لذا لا يوجد إنسان مخيراً كاملاً ولا يوجد إنسان مسيراً كاملاً، الإنسان ينتقل ما بين التخيير والتسيير".
This browser does not support the video element.
كما تطرق المتصل جورج إلى سؤال: "أنه في الأزمنة الماضية كانت هناك العبودية بصورها المختلفة. كما يولدون ويعيشون ويتوفون على العبودية، فهنا العبد أصبح مسيراً كيف ذلك؟".
ونفى الشيخ هذا الأمر، قائلاً: "أن هذا الإنسان لم يكن مسيراً بهذا الشيء، لكن يأبى الله -عز وجل- أن يبقى الإنسان ذليلاً ويرضى الذل على نفسه، لكنه ولد على هذا الأمر، لذا جعل الله في كل الديانات أجر اعتناق العبودية، الإنسان لم يطلب أن يكن عبداً لكن الله- عز وجل- كلف في عتقه أناس أحرار، مثل المريض الذي لم يجبر على المرض لكنه وضع خيار الذهاب للطبيب للشفاء".
واستطرد قائلاً: "لذا جعل الله أحدهم ولد عبداً وترك لك الأمر والخيار في تحريره، هذا ما يسمى التكافل الاجتماعي. وإلا أصبح الأمر كالتمرد، الطغي، القتل، لذا الله- عز وجل- يضبط ما أجبرت عليه خيار لإنسان آخر يملك الخيار".
وسأل الشيخ وسيم سؤالاً للمتصل بكونه اقنعه أم لا، فأجاب المتصل جورج أنه اقنعه، ثم عاود لسؤال آخر، قائلاً: "أصابني فضول، لذا لا أريد حلقة اليوم، فأنني أريد الحديث معك، أولاَ بأي طائفة مسيحية تنتمي؟، فأجاب: "ولدت على طائفة الروم الأرذوثكس".
ثم سأله: "لماذا سألت قسيس لديك في الكنائس المحيطة بك وجئت تسأل وسيم وأنا مسلم على الرغم من أن هناك اختلافات بيننا وبينكم؟". فأجاب المتصل جورج: "صحيح هناك اختلافات، لكن هناك قصص وأمور أكثر تجمعنا"، كما أشار إلى شعوره بالراحة أثناء مشاهدته والحديث معه، بالإضافة إلى أنه يؤمن بجميع الأديان وأنبياء الله.
وعلق الشيخ وسيم يوسف على هذا الاتصال قائلاً: "أنا أسعد بهذا الاتصال؛ لأننا تجاوزنا حدود الطائفية وأصبحنا نتكلم بالعقل. وتوصلنا لمرحلة المناقشة والوعي، لا نناقش لكننا نريد أن نسمع، أنا أهنئ ابنك". مؤكداً أن المتصل جورج علم الجميع درساً؛ لما يحمله من التسامح والوعي الكبير.