شاهد فيديو لوزير الطاقة السعودي يتصدر مواقع التواصل..فماذا قال؟
حظي مقطع فيديو للأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة في المملكة العربية السعودية، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الاثنين.
نقل الفيديو كلمة الأمير عبد العزيز خلال حفل إطلاق حقل الجافورة للغاز، والتي قال خلالها: "بالنظر لما أراه من هذا الجيل الشاب الذين يعملون معنا؛ سواءً شابات أو شباب وما يُتوقع من مخرجات تعليمنا ومراكز تدريبنا سننظر في 2030 أن طموحنا كان متواضع".
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أضاف الأمير عبدالعزيز بن سلمان قائلاً: "أن الطاقة الحقيقية هي الطاقة البشرية، وإذا كانت الطاقة البشرية طموحة فلن يصدها إلا عنان السماء، الحمد لله نحن في هذا البلد لا ننحني إلا لله، والقيادة جعلت رؤوسنا تصل إلى السماء".
رؤية السعودية 2030 ومصادر الطاقة
يُذكر أن وزير الطاقة في المملكة العربية السعودية، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، كان قد أكد خلال مشاركته في منتدى أسبوع الطاقة الروسي، أن المملكة لديها رقم قياسي في إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة، كما أنها قد أحرزت تقدماً فيما يخص تحول مزيج الطاقة.
أكد وزير الطاقة أن المملكة قد سجلت نجاحاً في احتجاز الغاز والميثان، فضلاً عن الاستفادة منه في توليد الكهرباء وتشغيل محطات تحلية المياه، لافتاً إلى أن المملكة تدرجت من استخدام الغاز المرافق إلى الغاز المستقل ثم الغاز الصخري. ولفت إلى أن الغاز الصخري سيُستخدم لإنتاج 50% من إجمالي الطاقة الكهربائية، والـ 50% الأخرى ستكون من الطاقة المتجددة، مؤكدًا أن المملكة ستصبح المنتج الأكثر كفاءة وفاعلية لكل مصادر الطاقة بحلول 2030.
خلال لقاء تليفزيوني سابق بثه التليفزيون الرسمي السعودي وعدد من أهم شبكات التلفاز السعودية العربية، أجاب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز عن سؤال "ماذا لو استمرت السعودية دولة نفطية؟".
أجاب سموه قائلاً: "النفط بلا شك خدم المملكة العربية السعودية بشكل كبير جداً، حجم الدخل والنمو الذي حققه النفط، كان أكبر بكثير من احتياجاتنا في ذاك الوقت، في الثلاثينيات والأربعينيات، فكان حجم الفائض من الدخل ومن النمو الاقتصادي أكثر مما كُنا نطمح عليه بمئات المرات.
فولد انطباع بأن النفط سوف يتكفل بكل احتياجاتنا في المملكة العربية السعودية، ذاك الوقت كان سكان المملكة العربية السعودية ثلاثة ملايين نسمة، مع مرور الزمن حجم النمو السكاني ازداد بشكل ضخم للغاية من مليون مليونين ثلاثة ملايين نسمة إلى تقريباً 20 مليون سعودي، فأصبح النفط يادوب يغطي الاحتياجات، وطريقة الحياة اللي تعودنا عليها من الستينيات وطالع".
أشار الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى خطورة أن يعتمد اقتصاد المملكة العربية السعودية بشكل رئيسي على النفط قائلاً: "يُجابه النفط في الأربعين أو الخمسين سنة القادمة تحديات، مثل: قلّة استخدامه، وقد تكون أسعاره أقل، فعلى المنظور البعيد قد يُصبح هناك خلل في الوضع الاقتصادي بالمملكة العربية السعودية، مما قد يؤدي إلى تبعات اقتصادية ومالية على مستوى الفرد والوطن لا تُحمد عُقباها".
تحدث ولي العهد، عن أوجه النمو الاقتصادي المُمكنة بخلاف النفط، قائلاً: "هناك فرص كثيرة جداً في المملكة العربية السعودية في قطاعات مُختلفة غير القطاع النفطي، في التعدين، في السياحة، في الخدمات، في اللوجستيات، في الاستثمر، إلى آخره. فرص ضخمة جداً، حتى لو كان في عندنا مشكلة في الجانب النفطي، يمكن النمو في قطاعات أخرى، هذه الدافعية الرئيسية لعمل رؤية المملكة 2030 لكي نُزيل التحديات التي تواجهنا، ولكي نستغل الفرص الغير مُستغلة، ونستمر في الازدهار والنمو وننافس في كل الجبهات".
كذلك، خلال تصريح صحافي سابق نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس" قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز: "بصفتنا منتجاً عالمياً رائداً للنفط ندرك تماماً نصيبنا من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، وأنه مثل ما تمثل دورنا الريادي في استقرار أسواق الطاقة خلال عصر النفط والغاز، فإننا سنعمل لقيادة الحقبة الخضراء القادمة".
إعلان أمريكا عن استخدام الاحتياطي النفطي الاستراتيجي
كانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أعلنت في وقت سابق، عن الإفراج عن 50 مليون برميل من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي من أجل خفض الأسعار، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم اللجوء خلالها إلى احتياطي النفط في أمريكا، فقد كان الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون من بين رؤساء أمريكا الذين لجأوا لاحتياطيات النفط الطارئة في البلاد بهدف متعمد وهو محاربة الأسعار المرتفعة منذ 21 عاماً، وهي الخطوة التي يكررها الرئيس جو بايدن الآن.
فإبان فترة حكم الرئيس السابق كلينتون، حث نائب الرئيس والمرشح آنذاك آل جور، كلينتون على استخدام مخزونات الحكومة بعد أن بلغت أسعار النفط الخام في نيويورك أعلى مستوى لها في 10 سنوات بأكثر من 37 دولاراً للبرميل، وذلك لأن أسعار الطاقة أصبحت قضية بالغة الأهمية خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2000.
في اليوم التالي وبالتحديد في 22 سبتمبر، أفرجت إدارة كلينتون عن 30 مليون برميل من احتياطي النفط الاستراتيجي، مما ساعد على خفض الأسعار إلى ما يزيد قليلاً عن 30 دولاراً في حوالي أسبوع، لكن بعد أسبوعين عادت إلى 36 دولاراً.
ما حدد حالة السوق حينها هو ما كانت أوبك تفعله والمخاوف بشأن وقود التدفئة لفصل الشتاء، بعد أن وصل إنتاج النفط في الاتحاد الذي تقوده المملكة العربية السعودية إلى أعلى مستوى له منذ عام 1979 في أكتوبر 2000 وقفز إنتاج زيت التدفئة في الولايات المتحدة، انخفضت الأسعار بشكل حاد في ديسمبر لينتهي ذلك العام عند أقل من 26 دولاراً.
في الوقت الراهن، يرى بايدن أن جهوده للتحدث عن النفط كان لها تأثير على السوق قبل الإعلان عن تحرير احتياطي النفط، ويركز السوق حالياً على رد فعل أوبك.
من ناحية أخرى، يُذكر أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كان قد انتقد سياسة الرئيس الحالي جو بايدن في مجال الطاقة، قائلاً إن الولايات المتحدة أصبحت تحت رحمة أوبك.
قال ترامب خلال بيان أصدره: "قبل عام واحد كنا مستقلين في مجال الطاقة، والآن نحن تحت رحمة أوبك، والبنزين يُباع مقابل 7 دولارات في أجزاء من كاليفورنيا.. بينما يأخذون النفط من احتياطياتنا الاستراتيجية. هل بهذه الطريقة تُدار الدولة؟".
يُذكر أن النفط كان قد تعرض خلال الفترة السابقة لضغوط عالمية خاصة بعد تأكيد الرئيس الأمريكي جو بايدن على إعطاء أولوية قصوى لعكس التضخم واستهداف الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة على وجه الخصوص. لتحقيق هذا كلف بايدن هيئتين بمناقشة سبل خفض تكاليف الطاقة ووقف التلاعب بالسوق في قطاع الطاقة، وقال إن أحد الإجراءات المُحتملة سيكون حتما الإفراج عن احتياطيات النفط الاستراتيجية.
خلال تقرير شهري، تركت منظمة البلدان المُصدرة للبترول (أوبك) توقعاتها لنمو الطلب على النفط لعام 2022 دون تغيير عند 4.2 مليون برميل يومياً، لكنها قلصت توقعاتها للنمو هذا العام بنحو 160 ألف برميل إلى 5.7 مليون برميل يومياً.