شاهد: طبيب سعودي يجري عملية جراحية دقيقة ونادرة لجنين داخل رحم والدته
كشف الطبيب السعودي هاني نجم، رئيس قسم جراحة القلب بمركز كليفلاند الطبي بولاية أوهايو الأمريكية، عن نجاحه في إجراء عملية جراحية دقيقة ونادرة لجنين داخل رحم والدته.
شارك نجم مع مُتابعيه على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، تغريدة يقول خلالها: "سعيد بإمكاني استئصال جراحي ورم سرطاني من قلب جنين في رحم أمه حين عمره خمسة شهور، وإرجاع الجنين للرحم ليكمل الحمل حتى الولادة، مع فريق جراحة الأجنة في كليفلاند كلنك".
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
خلال التغريدة أعاد الطبيب السعودي نشر فيديو من حساب المركز الطبي يوضح فيه كيف أجرى العملية النادرة.
تُعدّ جراحة الجنين إجراءً مُعقداً وصعباً، فهو يتطلب رعاية شاملة ودقيقة للأم والطفل، وهناك عدد قليل من الأماكن التي تمتلك المهارات والموارد اللازمة لتنفيذ تلك الإجراءات المُعقدة، والتي تُمثل مخاطرة صحية كبيرة بالأم والطفل، بينما على جانب آخر، فمثل هذه الجراحات تكون على قدر كبير من الأهمية لعلاج العيوب الخلقية المُهددة للحياة، أو التي ستحول بين الطفل وبين أن يحيا حياة طبيعية بعد الولادة.
علم جراحة الأجنة وإنقاذ الإنسان قبل أن يولد
من بين حوالي 4 ملايين طفل يُولدون في الولايات المتحدة كل عام، يُعاني نحو 120 ألف طفل من عيوب خلقية مُعقدة، وقد عرف الأطباء مُنذ فترة طويلة أن بعض العيوب الخلقية يُمكن علاجها بنجاح بعد الولادة، ولكن مع تطور التقنيات الحديثة في التصوير الجنيني، واختبارات ما قبل الولادة في العقود القليلة الماضية، زادت المساحة المُتاحة لمساعدة الأجنّة عما كانت عليه من قبل.
يُعتبر علم جراحة الأجنّة واحداً من العلوم التي يُمكنها أن تُنقذ حياة إنسان، وتوفر عليه العديد من المتاعب التي يُمكن أن يُلاقيها في حياته بسبب إصابته بمرض مُزمن حينما كان جنيناً، أو عيب خلقي لا يمكن علاجه بعد الميلاد، ومن هنا أتت أهمية التدخل الجراحي للأجنّة. الآن أصبح علاج الجنين أثناء وجوده في الرحم واحداً من أكثر المجالات الواعدة في طب الأطفال، وأصبحت جراحة ما قبل الولادة خياراً لعدد كبير من الأطفال الذين يُعانون من عيوب خلقية.
يُمكن اعتبار أن أول من بدأ علم جراحة الأجنة هو الدكتور الأمريكي مايكل هاريسون، والذي كان يُجري عمليات جراحة الأجنة عن طريق عملية جراحية للأم تشبه الولادة القيصرية، ويتم إخراج الجنين خارج الرحم تماماً وإجراء العملية له، ثم إدخاله ثانية ليكتمل نموه بشكل طبيعي.
ثم أصبح البلجيكي دان دبرست أول من أجرى عملية جراحة الأجنّة باستخدام المنظار، وذلك بعد أن تطور الطب الجراحي وتم التوصل إلى إجراء العمليات الجراحية باستخدام المناظير، فبعد استخدام المناظير لم يعد الأمر يحتاج لأكثر من فتحة بالبطن لا تتجاوز نصف سنتيمتر.
الآن أصبحت الموجات فوق الصوتية الثلاثية الأبعاد مُتاحة على نطاق واسع عالمياً، فيقوم طبيب النساء والتوليد بالكشف بالموجات الصوتية على الجنين، ويستخدم صوراً ثلاثية ورباعية الأبعاد حتى يتمكن من رؤية الجنين من جميع زواياه، والتأكد من وجود جميع أعضائه، وقياس أحجام هذه الأعضاء للتأكد من كون حجمها طبيعياً، مثل حجم الرئة للتأكد من عدم وجود تشوه خلقي بها، كذلك يتأكد من خلوه من العيوب والتشوهات الخلقية، ويفحص ضغط الدم بالحبل السري، ويتأكد أيضاً من عدم وجود تشوهات بالهيكل العظمي.
في كثير من الأحيان، يُمكن أن تجرى الجراحة للجنين والأم مُستيقظة ولكنها تحت تأثير التخدير الموضعي، وهذا النوع من الجراحات يسبب أقل مشاكل ممكنة للأم من حيث مراحل الاستشفاء والمتاعب المُتوقعة، لكن تظل مُشكلة الولادة المُبكرة من المشكلات التي تُقابل هذه الجراحات.
بعد الولادة يكون الطفل على الأغلب قد تجاوز مراحل الصعوبة والخطر، لكنه قد يحتاج أن يوضع في الحضانة لبعض الوقت إذا كانت لديه مُشكلات، وإذا لم يوجد فيوضع لفترة أقل من أجل المُتابعة فقط والتأكد من خلوه من المُشكلات التي حدثت له حينما كان جنيناً.