شاهد: دراسة تؤكد أن الأرض تقع داخل نفق عملاق يصل إلى نهاية الكون
كانت الهياكل الغامضة في الفضاء أمراً مُحيراً بالنسبة لعلماء الفلك على مدار العقود الماضية، هذه الهياكل هي هياك ضخمة تُرى عند الظلمة الحالكة متوسطة للمشهد في السماء، كشفت دراسة جديدة، أجراها فريق من العلماء بهدف تفسير الهياكل المغناطيسية الغامضة المنتشرة في الفضاء، عن معلومات مثيرة، أكدوا خلالها وجود نفق عملاق يُحيط بكوكب الأرض.
ربط منطقتين في الفضاء يُظهر وجود نفق مُحيط بالأرض
خلال البحث الجديد، الذي من المُقرر نشره في مجلة الفيزياء الفلكية، توصل العلماء إلى أن المنطقتين اللتين تحملان اسم منطقة North Polar Spurومنطقة Fanيوجدان على جانبين متقابلين من الفضاء في السماء، وهما مرتبطين ببعضهما عن طريق نظام معقد واسع من الخيوط الممغنطة. المنطقتان السابق ذكرهما تم اكتشافهما بشكل دقيق منذ ستينيات القرن الماضي، لكن كان من الصعب جداً على العلماء فهم طبيعتيهما المعقدتين؛ إذ يبعدان عن بعضهما بنحو مئات أو آلاف السنين الضوئية، بحسب التوقعات غير المؤكدة، ولم يربط أحد بين هذه الهيكلين العملاقين سابقاً.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أشار العلماء إلى أن هذا النظام الذي يربط المنطقتين يُشكل ما يُشبه النفق العملاق الذي يُحيط بالنظام الشمسي والعديد من النجوم القريبة بجانبه، تُشير الدراسة كذلك، إلى أن الأرض قد تكون محاطة بنفق مغناطيسي عملاق؛ ويُشكل هذا النفق هيكلاً عظيماً، يصل إلى حدود الكون.
خلال تصريحات إعلامية تقول عالمة الفلك جينيفر ويست، من جامعة تورنتو في كندا، التي تمكنت وزملاؤها، العاملون بالدراسة، إظهار هذا الترابط بين المنطقتين من خلال ربطهما عن طريق حلقات الراديو البارزة في الفراغ بينهما؛ وهو ما يحل العديد من المشكلات المُحيرة المرتبطة بكلتا المنطقتين: "إذا نظرنا إلى السماء فسنرى هذا الهيكل الذي يُشبه النفق في أي اتجاه ننظر إليه تقريباً، إذا كانت لدينا عيون طبيعية يمكنها رؤية أضواء خطوط الراديو".
استناداً إلى البيانات الأولية المتاحة في وقتنا الحالي توقع الباحثون أن هذه الإشارات الراديوية المستقطبة تنشأ بسبب موقعنا في داخل الذراع الراديوية، أي من داخل النفق؛ لذلك نحن نشاهده بهذه الطريقة الفريدة.
تُضيف ويست قائلة: "قبل بضع سنوات أخبرني توم لانديكر، وهو أحد المؤلفين المشاركين في بحثنا، عن ورقة بحثية تعود لعام 1965، أي من الأيام الأولى لعلم الفلك الراديوي، ألهمتني تلك الورقة لتطوير هذه الفكرة، وربط نموذجي بالبيانات الأفضل التي تقدمها لنا تلسكوباتنا اليوم".
الحقول المغناطيسية ليست مُنعزلة
تؤكد ويست أن الحقول المغناطيسية لا توجد بمعزل عن بعضها، فهي يجب أن تتصل ببعضها بالكامل؛ لذا فإن الخطوة التالية هي فهم أفضل لكيفية اتصال هذا المجال المغناطيسي المحلي بالمجال المغناطيسي للمجرة على نطاق واسع، وكذلك بالمجالات المغناطيسية ذات النطاق الأصغر.
من خلال استخدام النمذجة والمحاكاة اكتشف الباحثون شكلاً فريداً لما ستبدو عليه خطوط الراديو في السماء، حيث ظهر اتصال الهيكلين بواسطة خيوط مغناطيسية. وأكدت هذه النتائج البيانات المرصودة في الأقمار الصناعية، التي ساعدت الفريق على تحديد أن المسافة الأكثر احتمالاً لبُعد الهيكل عن النظام الشمسي هي نحو 350 سنة ضوئية؛ إذ يبلغ طول النفق بحسب تقديرات الباحثين، الذي صممته ويست وفريقها بالكامل، نحو 1000 سنة ضوئية.
ما هو الحقل المغناطيسي؟
يُعرف الحقل المغناطيسي أو المجال المغناطيسي بأنه حيز في الفضاء من القوى المغناطيسية يؤثر على الأجسام التي توجد ضمن مجاله، ويتشكل هذا المجال بوجود 3 مصادر، وهي الحقل المغناطيسي الأرضي، والمغناطيس الطبيعي، مع تواجد حركة تيار كهربائي.
للحقل المغناطيسي حركة معينة حسب مصدره، أو اتجاه تحرك الأجسام الموجودة في نطاق تأثيره، فالحقل المغناطيسي الأرضي له اتجاه واحد دائم لا يتغير، فهو يقوم بتحريك جميع الأجسام الموجودة في نطاقه في هذا الاتجاه مثل تحريك إبرة البوصلة المغناطيسية وغيرها من المغناطيسات الدائمة في اتجاه المجال، أما حقول التيار الكهربائي المغناطيسية فتجبر الأجسام المشحونة كهربائياً على التحرك في مسار دائري أو حلزوني.
المجالات المغناطيسية هي حلزونية أو دائرية. يُمثل المجال المغناطيسي المنتظم بخطوط مستقيمة متوازية متساوية المسافات. لا تتقاطع خطوط المجال المغناطيسي مع بعضها، مهما امتدت أو كانت كثيفة ومتقاربة. تتساوي قوى أي نقطة في المجال المغناطيسي، فجميع خطوطه لها نفس القوة. تقلّ قوة تأثير المجال المغناطيسي بزيادة المسافة بين قطبي المغناطيس، فكلما كان المغناطيس طويلاً تزيد المسافة وتقل القوة.