شاهد.. أول طائرة في المملكة والمُهداة من الرئيس الأمريكي روزفلت
أوضح أحمد القحطاني، مدير المركز الإعلامي بمتحف صقر الجزيرة للطيران في المملكة العربية السعودية، أن الرئيس الأمريكي روزفلت أهدى الملك عبدالعزيز آل سعود طائرة مدنية، وذلك خلال اللقاء التاريخي الذي جمعهما في مصر عام 1945م.
مواصفات الطائرة التي أهداها الرئيس الأمريكي روزفلت للملك عبد العزيز آل سعود
أشار القحطاني إلى أن الطائرة، التي وصلت إلى المملكة في 14 أبريل عام 1945، اتجهت إلى محافظة عفيف، وتحديداً إلى مخيم الملك عبدالعزيز، وأقلّت المؤسس إلى الطائف في رحلة استغرقت نحو الساعتين، وقد كانت الطائرة تستغرق في رحلتها من جدة إلى الرياض حوالي 4 ساعات ونصف الساعة، بسرعة لا تتجاوز 350 كلم في الساعة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
كان قائد هذه الطائرة هو الكابتن الأمريكي جوزيف جرانت الذي قاد طائرة الملك لسنوات ثم عاد إلى أمريكا، وتوفي عام 2010 عن عمر يناهز 100 عام.
تحتوي الطائرة على 22 مقعداً، وهي معروضة حالياً في متحف صقر الجزيرة للطيران، وعُلقت في مقدمتها رسالة كتبها الأمير بندر بن عبدالعزيز تُسجل ذكرى أولى رحلات والده خلال مرافقته له.
اللقاء التاريخي بين الملك عبد العزيز آل سعود والرئيس الأمريكي روزفلت
يُذكر أن اللقاء التاريخي الذي جمع بين الملك عبد العزيز آل سعود والرئيس الأمريكي روزفلت قد جرى على ظهر البارجة الأمريكية كوينسي بالبحر الأحمر في 14 فبراير عام 1945، وهو اللقاء الأول بينهما، والذي يوصف بكونه قد وضع حجر الأساس للعلاقات التقليدية الوثيقة بين البلدين.
كان الاجتماع تحديداً بقناة السويس المصرية، وذلك بعد مؤتمر يالطا عام 1945، والذي كان بحضور روزفلت وتشرشل وستالين، ثم سافر روزفلت بعده إلى مصر لمقابلة الملك عبدالعزيز آل سعود.
خلال اللقاء، توصل الملك عبد العزيز وروزفلت لاتفاق عُرف بـ"اتفاق كوينسي" والذي يقضي بأن توفر أمريكا الحماية غير المشروطة للمملكة بشكل عام مقابل ضمان السعودية لإمدادات الطاقة التي تستحقها الولايات المتحدة.
علاقات سابقة بين البلدين قبل هذا اللقاء
بالرغم من أن ذلك اللقاء كان محطة تاريخية في العلاقات بين البلدين إلا أن تاريخ العلاقات بين المملكة وأمريكا يعود إلى شهر نوفمبر عام 1933م حينما وقع البلدان اتفاقية مؤقتة لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما تشمل بنوداً لعلاقات تجارية وملاحة السفن. وتطورت فيما بعد تلك الاتفاقية إلى تعاون شامل.
كانت المملكة قد منحت في العام نفسه الولايات المتحدة أول امتياز للتنقيب عن البترول في أراضي المملكة لشركة / ستاندارد اويل/ في كاليفورنيا / سوكال/ والتي انضمت فيما بعد إلى شركات موبيل وأكسون وتكساسكو لتشكيل شركة الزيت العربية الامريكية / أرامكو / التي أصبحت فيما بعد تُعرف باسم / أرامكو السعودية / والتي تمتلكها الحكومة السعودية بالكامل.
كذلك، في العام 1938م بعث جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رسالة إلى الرئيس الأمريكي آنذاك فرانكلين روزفلت أوضح فيها الخطورة جراء تدفق المهاجرين اليهود إلى أرض فلسطين العربية. وفي 1940م أعلنت الولايات المتحدة اعتماد ممثلها في القاهرة ممثلاً لها في المملكة.
وقد أوفد الملك عبدالعزيز في شهر أكتوبر من العام نفسه ابنيه الأميرين فيصل وخالد للولايات المتحدة في أول وفد سعودي عالي المستوى يزورالولايات المتحدة وقد استقبلهما الرئيس روزفلت وكبار المسؤولين الأمريكيين خلال وجودهما في واشنطن.
في عام 1944 م تم افتتاح أول مكتب دبلوماسي في واشنطن كمفوضية للمملكة العربية السعودية ثم جرى ترفيعها فيما بعد إلى سفارة . كما تم في نفس العام انشاء قنصلية أمريكية في الظهران.
جاء بعد ذلك اللقاء التاريخي الذي جمع الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت والزيارات المتبادلة بين القيادتين في البلدين الصديقين وكبار المسؤولين فيهما، وكان الملك سعود بن عبدالعزيز أول ملك سعودي يقوم بزيارة للولايات المتحدة وذلك في 12 يناير 1957 م، وهي الزيارة التي اجتمع خلالها بالرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور.
في حين كان الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون أول رئيس أمريكي يزور المملكة حيث وصل إلى جدة في 14 يونيو 1974م في زيارة للمملكة اجتمع خلالها مع جلالة الملك فيصل رحمه الله.