شاب مصري متهم بسب وقذف ماركوس راشفورد.. فهل ينقذه محمد صلاح؟
لم يكن يدور بخلد، محمد عصام، الطالب بالسنة الخامسة بكلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة، والمقيم بمحافظة الشرقية، أنه سيكون مهددا بالسجن وغرامة كبيرة حينما يعلق على أداء سيء، من وجهة نظره، قدمه لاعبو مانشستر يونايتد، الفريق الذي يعشقه منذ الطفولة، نهاية شهر يناير/ كانون الأول 2021.
فبعدها بعام وبضعة أشهر وجد عصام نفسه في مواجهة جيش من المحامين عن ماركوس راشفورد، مهاجم مان يونايتد، الذي رفع فريقه القانوني شكاية للقضاء المصري ضد الطالب ذاكرا أنه قام على موقع إنستغرام وموقع فيسبوك بتوجيه "سب وقذف وألفاظ عنصرية واستعراض القوة والتلويح بها"، بحسب ما ورد في صور ضوئية لمذكرة محاميي راشفود في مقطع فيديو لموقع "القاهرة 24" الإخباري، نشر على موقع يوتيوب.
لكن الشاب محمد عصام ينفي بشدة أن يكون هو من كتب هذا الكلام.
وبحسب بيان للنيابة العامة المصرية متداول على الإنترنت، يعود إلى آب/ أغسطس العام الماضي، فإن عصام متهم بنشر "منشورات تتضمن عبارات إساءة وتشهير" براشفورد على موقع فيسبوك.
واستغرق الأمر طويلا لفتح جلسات القضية بعد تحويلها من مركز أبوحماد بمحافظة الشرقية إلى المحكمة الاقتصادية بمدينة المنصورة، عاصمة محافظة الدقهلية، لتقرر المحكمة تأجيل نظر الدعوى حتى 7 يوليو/ تموز القادم.
استغراب من القضية وتهديد بمقاضاة راشفورد نفسه
ورغم أن المشكلة بدأت قبل نحو عام ونصف إلا أن كثيرين تفاجأوا بها، ولم يصدقوا أنها حقيقة، لدرجة أن سيد سلامة محامي الطالب المصري قال: "في البداية لم أصدق" أن يرفع اللاعب الإنجليزي قضية على الطالب المصري.
وفي لقاء له بالهاتف مع الإعلامية لميس الحديدي، قال سلامة إنه في فبراير/ شباط 2021، قدم أحد المحامين، وكيلا عن راشفورد، بلاغا ضد عصام لنيابة أبوحماد ولم تسفر تحريات النيابة عن شيء فتم حفظ التحقيق.
فتظلم محامو راشفورد لدى المحامي العام الأول بمصر، لكنه أيضا حفظ التحقيق، فتظلموا بعدها للنائب العام فحفظ هو أيضا التحقيق. ولم يتوقف المحامون فرفعوا جنحة مباشرة على عصام لدى محكمة أبوحماد التي قضت بعدم الاختصاص وتحويلها إلى المحاكم الاقتصادية، وهي المختصة بما يقع في وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب ما قال سلامة.
وفي حوار مع موقع "مصراوي" اليوم الاثنين (20 يونيو/ حزيران 2022) قال سلامة إن التهم الموجهة إلى موكله كثيرة؛ منها "التنمر والتشهير وإساءة استعمال وسائل الاتصالات والتلويح بالعنف والعنصرية والسب والشتم".
لكن المحامي المصري متفائل بكسب القضية لصالح موكله فهو يرى "انعدام أدلة الثبوت في الاتهام" وأضاف لمصراوي "ما دام أنه ليس لدى اللاعب أدلة أكون مطمئنًا تمامًا".
وأوضح سلامة أن "الطالب لم يتنمر على راشفورد ولم يتم إثبات أنه مَن كتب المنشورات ... لأنه قد يكون تهكيرًا أو سرقة للحساب"، الخاص به، مشيرًا إلى أن "وسائل الإثبات في جرائم الإنترنت قاصرة وعاجزة..".
وأكد المحامي أنه من الضروري أن تتأكد قبل أن تتهم أحداً "لأنه يعتبر تشهيرًا وسنقيم دعوى تعويض مؤقت على راشفورد، لأنه من حق الطالب في الوقت الحالي..".
"لا أحد آخر سيحلها إلا صلاح"
وكان سيد سلامة، في حواره قبل يومين مع لميس الحديدي، قد قال إنه متأكد ومازال يكرر أن راشفورد نفسه لا يعرف شيئا عن القضية وأن هذه "مسألة تدعو للغرابة".
وردت الحديدي بأنه يجب على رامي (عباس) وكيل أعمال النجم المصري محمد صلاح أن يتدخل لدى راشفورد ويتكلم معه، ليرد سيد سلامة بأن "المفروض أن يتدخل محمد صلاح ويحل القصة".
لكن دعوة صلاح للتدخل والتي بدت كدعابة في كلام لميس الحديدي وسيد سلامة، ظهرت بمنتهى الجدية في كلام الإعلامي أحمد موسى، المقرب من السلطات المصرية، بقناة صدى البلد.
فقد وجه موسى "رسالة إلى نجمنا العالمي محمد صلاح" وقال: "أتمنى أن يقوم محمد صلاح بالاتصال مع راشفورد للتنازل عن القضية التي رفعها ضد الشاب المصري". و تابع موسى "أتوقع أن محمد صلاح لن يتأخر أبداً عن التواصل مع راشفورد وأن يثنيه عن هذه القضية..". وأكد موسى أن "تدخل صلاح سينهي هذا الأمر تماما وبشكل عاجل... لا أحد آخر سيحلها إلا صلاح".
وبعد كلام موسى رأى كثير من رواد السوشيال ميديا أن "صلاح سيتدخل ويحل المشكلة" وإن وضعوا الأمر في إطار فكاهي.
لكن كلام موسى يبدو أنه لم يرق أيضا لكثير من رواد موقع تويتر، فقد رأى بعضهم أن "الغلطان يتحاسب أيا كان". ورأى آخر أنه "ضروري يتوقع عليه عقوبة وقصته تسمع ، ويبقى عبرة .."
أما محمد صلاح، الذي يقضى إجازته حاليا في مصر، فلم يصدر عنه حتى كتابة هذا التقرير أي رد فعل على الدعوات الموجهة له بالتدخل.
صلاح شرارة