سلالة دلتا شديدة العدوى تُغير أعراض كورونا المُتعارف عليها
وفقاً لبعض البيانات الصحية الصادرة من المملكة المتحدة، فقد تغيرت الأعراض الأكثر شيوعاً لفيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، بعد أن أصبحت سلالة دلتا شديدة العدوى هي السائدة في المملكة المتحدة حالياً.
غيّرت سلالة دلتا من فيروس كورونا المُستجد، تم تحديد سلالة دلتا لأول مرة في الهند، لتفرّض وضعاً جديداً في الصحة وفي سرعة انتشار الفيروس، والتدابير التي يتعين على الحكومات اتخاذها لإيقافه.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
سلالة دلتا تُغير أعراض كورونا المُستجد
غيرت سلالة دلتا أعراض فيروس كورونا المُستجد، لتشمل الصداع والتهاب الحلق وسيلان الأنف الذين يتم الإبلاغ عنها الآن بشكل أكثر شيوعاً.
يحث الخبراء الناس على البحث عن أعراض Covid-19 الجديدة المرتبطة بمتغير دلتا شديد العدوى. ففي حين كانت الحمى والسعال المستمر وفقدان حاسة التذوق والشم هي الأعراض الأكثر شيوعاً لفيروس كورونا، فإن الصداع ، يليه التهاب الحلق وسيلان الأنف والحمى أصبحت هي أكثر الأعراض شيوعاً لسلالة دلتا.
اعتقاد المُصابين بدلتا بأنها فقط نزلة برد سيئة
وجدت دراسة بريطانية حول السلالة سريعة الانتشار أن الأعراض الأكثر شيوعاً التي تم الإبلاغ عنها قد تغيرت، حالياً قد تشعر أن دلتا ما هي إلا نزلة برد سيئة.
وجدت الدراسة، التي تستند إلى الإبلاغ الذاتي من المُصابين بالفيروس، أنه على عكس الفيروس الأصلي، فقد احتل فقدان الشم وضيق التنفس مرتبة أدنى بالنسبة لأولئك الذين يعانون من سلالة دلتا.
يبدو أن التغيير في الأعراض مرتبط بالارتفاع المفاجئ في عدوى دلتا، حيث تمثل السلالة 90 % من الحالات الجديدة في المملكة المتحدة.
يقول البروفيسور تيم سبيكتور، الذي يُدير الدراسة،: "التغيير في الأعراض قد يؤدي إلى اعتقاد الناس بأن الفيروس على أنه نزلات البرد".
يُضيف سبيكتور: "منذ بداية شهر مايو، كنا نبحث في أهم الأعراض لدى المُصابين بالفيروس وهي ليست كما كانت، يبدو أن متحور "دلتا" يعمل بشكل مختلف قليلاً، اعتقاد الناس بأنهم أصيبوا بنوع من البرد الموسمي، يجعلهم يستمرون في الذهاب إلى التجمعات، وهو ما قد يؤدي إلى نشر الفيروس إلى ستة أشخاص آخرين. وهذا يُزيد الأزمة سوءاً".
أسباب تغير أعراض كوفيد-19
كتبت لارا هيريرو، خبيرة الأمراض المعدية بجامعة جريفيث، في The Conversation أن أسباب التغيير في الأعراض كانت بسبب عدد من العوامل. منها أن المعلومات عن الأعراض السابقة التي تم تحديدها، كانت تأتي في الأساس من المرضى الذين قدّموا إلى المستشفى والذين من المُحتمل أن يكونوا أكثر مرضاً.
نظراً لارتفاع معدلات تغطية التطعيم في الفئات العمرية الأكبر سناً، فإن الشباب يُمثلون الآن نسبة أكبر من حالات كوفيد-19، وهم في الأغلب يميلون إلى إظهار أعراض أكثر اعتدالاً.
أضافت هيريرو : "يمكن أن يكون تغير الأعراض أيضاً بسبب تطور الفيروس، والخصائص المختلفة لمتغير دلتا. ولكن لماذا بالتحديد يمكن أن تتغير الأعراض لا يزال هذا غير مؤكد بدقة".
وضع التطعيم باللقاح المُضاد لكورونا من تغير الأعراض
وجدت دراسة المملكة المتحدة أيضاً أن أعراض الفيروس كانت مختلفة بالنسبة للأشخاص الذين تم تطعيمهم ضد الفيروس.
ذكرت الدراسة: "بشكل عام، رأينا أعراضاً مماثلة لـ Covid-19 يتم الإبلاغ عنها بشكل عام من الأشخاص الذين تم تطعيمهم والذين لم يتم تطعيمهم. ومع ذلك، فقد أبلغ الأشخاص الذين تلّقوا اللقاح المُضاد لفيروس كورونا المُستجد عن أعراض أقل على مدى فترة زمنية أقصر، مما يُشير إلى أن المرض كان أقل خطورة عليهم بالإضافة إلى كونهم يتحسنون بسرعة أكبر".
بالنسبة لأولئك الذين تم تطعيمهم بالكامل، كان الصداع وسيلان الأنف والعطس والتهاب الحلق من أهم الأعراض المبلغ عنها.
قالت الدكتورة هيريرو إنه على الرغم من أن المتغيرات الفيروسية الجديدة يمكن أن تُقلل من فعالية اللقاحات، إلا أن لقاحات مثل AstraZeneca و Pfizer المتوفرة حالياً يمكن أن توفر حماية جيدة ضد الفيروس.
أضافت: "الأهم من ذلك، أن كلا اللقاحين ثبت أنهما يوفران حماية بنسبة تزيد على 90% من الأعراض الشديدة التي تتطلب العلاج في المستشفى. في بعض الحالات، قد تظل العدوى ممكنة بعد التطعيم، ولكن من المحتمل جداً أن تكون العدوى أقل والأعراض أكثر اعتدالاً مما كانت عليه بدون التطعيم".